سورية

الرابطة بين القاهرة ودمشق هي رابطة دم ونضال ولا يليق ألا تكون هذه العلاقة إلا قوية وممتازة … برلمانيون مصريون لـ«الوطن»: اللقاء الرسمي بين البلدين أعاد الأمور لنصابها وسينعكس على المنطقة برمتها

| سيلفا رزوق

رحّب عدد من نواب البرلمان المصري باللقاء الذي جمع مؤخراً وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، ونظيره المصري، سامح شكري، في نيويورك بعد انقطاع لسنوات، مشددين على أن ما يجمع الشعبين السوري والمصري هو رابطة الدم والتاريخ، وأن البلدين شكّلا على الدوام صمام المنطقة في مواجهة التحديات والتي كان آخرها الحرب على الإرهاب.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد عضو مجلس النواب المصري، نائب رئيس التجمع الديمقراطي، عاطف مغاوري، أن ما حدث مؤخراً واللقاء العلني الرسمي السوري المصري بين وزيري خارجية البلدين هو إعادة الأمور لنصابها الصحيح، معتبراً أن ما يهم هو أن تعود العلاقات التي تنقطع لطبيعتها، وما نريده هو عودتها من دون حسابات أخرى وفي العلن، لأن هذا هو الوضع الطبيعي فالرابطة بين مصر وسورية هي رابطة دم ونضال والتاريخ خير شاهد على هذه العلاقة، ولا يليق ألا تكون هذه العلاقة إلا قوية وممتازة، فالأمن القومي المصري يبدأ من جبال طوروس وسورية هي أمن قومي مصري حقيقي، وقال: «نثمن هذه الخطوة ونتمنى أن تتصاعد إلى أن تصل للتمثيل الدبلوماسي الصحيح الذي يليق بالعلاقات التاريخية بين الشعبين وأن تتواصل الوفود، وترفع كافة القيود التي تعيق عودة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي الذي كرسته رابطة الدم والتاريخ والجغرافية».
وأشار مغاوري إلى أن الوضع الذي كان قائماً في المرحلة السابقة والمتمثل بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي كان وضعاً شاذاً وغير طبيعي بالنسبة للعلاقات التاريخية بين البلدين، فما حدث بما سمي بـ«مؤتمر استاد ناصر» عام 2012 تحت ما سمي زوراً وبهتاناً «لبيك سورية» كان من «جماعة الإخوان» الإرهابية ومن يدور في فلكها، وهذا كان وضعاً شاذاً.
وأضاف: «وقتها كنت عضواً في لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري وجرت مناقشات من نواب «الإخوان» الإرهابيين ومطالبات بسحب السفير لمصري وقطع العلاقات مع سورية وكان موقف الخارجية المصرية رفض هذا التوجه والتأكيد على ضرورة وجود وأهمية العلاقات السورية المصرية».
وتابع: «هذا الوضع كان غير طبيعي وغير مستحب لكننا كنا نعلم أن هناك قدراً عالياً من التواصل بين الجانبين المصري والسوري بعيداً عن التمثيل الدبلوماسي وكانت العلاقات متواصلة بتقدير المصالح المشتركة».
ولفت مغاوري إلى أن الحرب التي تشن على سورية منذ أكثر من عقد من الزمان فاقت كل التصورات والحيل والخدع من «الخوذ البيضاء» وافتراءات استخدام «الأسلحة الكيميائية»، وهذه المبررات انكشف زيفها واليوم نهنئ السوريين بتمكن الجيش العربي السوري من السيطرة على أكثر من 80 بالمئة من الأراضي لسورية وأن هناك مطالبات بإخراج القوات الأجنبية غير الشرعية ووفقاً للقوانين الدولية.
كما لفت إلى حالة الارتياح الشعبي التي لاقتها خطوة الاجتماع الرسمي السوري المصري، مبيناً أنه خلال اجتماع حزبه الأسبوع الماضي كان هناك حالة من التثمين والتقدير لهذه الخطوة، «لأننا نرى فيها كشف النقاب عما كان قائماً من علاقات، فالإعلان يؤكد مدى قيمة العلاقة، ولاسيما أنه جاء بهذا المستوى الدبلوماسي العالي، وكان محل اهتمام من كل وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية، وهو ما يؤكد أننا في الطريق الصحيح ونحن نصوّب خطأ ارتكبته جماعة إرهابية تهدد أمن المنطقة».
من جهته، اعتبر النائب، أحمد بلال، في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن ما جرى في نيويورك بين المقداد وشكري هو عودة المياه لمجاريها، مؤكداً أن العلاقات بين الدولتين لم تنقطع على مدار السنوات الماضية حتى في ظل حكم «الإخوان» الإرهابيين لمصر، واصفاً اللقاء بين الوزيرين بالمبهج.
وأضاف: «مصر وسورية دولتان مركزيتان ومحوريتان في المنطقة والتنسيق بينهما بدأ يأخذ مجراه الطبيعي، والعلاقات بينهما يجب أن تكون بهذا الشكل الرسمي وبهذا الشكل رفيع المستوى، والتنسيق بين الدولتين مفيد ليس فقط لمصر وسورية وإنما لكل دول المنطقة لاسيما مع التجربة الأليمة التي خاضتها الدولتان في مواجهة الإرهاب، والتي عانت منها سورية بشكل أكبر وهذا ما يؤكد أن الدولتين صمام أمان في المنطقة في مواجهة التنظيمات الإرهابية وهما القادرتان على ضبط البوصلة الحقيقة للأمة العربية وبالتالي التنسيق بينهما مرة أخرى سينعكس بشكل كبير على العديد من الأوضاع في المنطقة، واعتقد أننا سنشهد تغيراً في الموقف الرسمي للعديد من دول المنطقة من الدولة السورية».
وأكد بلال، أن الصورة التي جمعت المقداد وشكري جعلت الشعب المصري يشعر بالبهجة، وقال: «نحن كمصريين أسرى للوحدة بين الشعبين ونشعر دائماً أن هناك علاقة رائعة بين الشعبين، ونحن شعب واحد والتجربة التي مرت بها مصر في مواجهة الإرهاب المدعوم من الأنظمة الإقليمية نفسها، أظهرت للمصريين حقيقة ما يجري في سورية وأكدت أن الدولتين في خندق واحد كما كانتا دائماً، وإن شاء الله الصورة القادمة ستجمع الرئيسين بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي في القاهرة أو دمشق».
بدورها، أكدت عضو مجلس النواب النائب إيفلين متى، في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن علينا الاتفاق بأنه لا ينبغي أن توجد جهات تبث القلق الأمني بين البلدين، واللقاء المصري السوري سيسهم بإعادة اللحمة للمنطقة مجدداً، وقالت لـ«الوطن»: «الإرهاب الذي سعى لتدمير سورية وسعى لذات الأمر في مصر فشل، ونحن متفائلون بوجود تفكير رئاسي محترم والتوجيهات الرئاسية لوزير الخارجية شكري للمضي في تطوير العلاقات».
وأضافت: «شعب سورية شعب عامل وصاحب كفاءة بالعمل، ندعو الله أن يبارك بالسوريين وبلدهم ونتمنى عودة كل سوري لبلده وأن تعود سورية كما كانت بلداً جميلاً وآمناً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن