13 شهيداً جراء اعتداءات العدو على الفلسطينيين الشهر الماضي … الاحتلال الإسرائيلي يشنّ حملة تطهير عرقي جنوب الخليل

تتفاقم معاناة الفلسطينيين جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية وخاصة في بلدة مسافر يطا التي يواجه أهلها حملة تطهير عرقي واسعة من خلال تصعيد الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته عليهم لاقتلاعهم من أرضهم وتوسيع المستوطنات المقامة عليها.
يأتي ذلك في حين استشهد 13 فلسطينياً وأصيب 214 واعتقل 235 آخرون جراء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين خلال أيلول الماضي.
ونقلت وكالة «سانا» عن «المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان» التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في تقريره الأسبوعي الصادر أمس على موقعه الإلكتروني، الذي أشار فيه إلى أن مطامع الاحتلال الاستيطانية تهدد بتهجير أكثر من 3 آلاف فلسطيني قسرياً من البلدة التي تشكل تجمعاً لـ19 قرية فلسطينية تبلغ مساحة أراضيها نحو 38500 دونم وتقع في التلال المطلة على النقب الشمالي وهي قرى جنبه والتبان والفخيت والمجاز وحلاوة وصفي الفوقا وصفي التحتا ومغاير العبيد والركيز والمفقرة وصارورة وخلة الضبع وشعب البطم وقواويص وبئر العد وطوبا وسدة الثعلة وسوسيا والتواني.
ولفت التقرير إلى أن الاحتلال يصعد عمليات هدم منازل الفلسطينيين في مسافر يطا ويمنعهم من التوسع العمراني ما يضطرهم للسكن في خيم لا تقيهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف، ولزيادة التضييق عليهم يخرب أراضيهم الزراعية ويحرمهم من مقومات الحياة الأساسية فضلاً عن توفير الحماية للمستوطنين للاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم.
وأشار التقرير إلى أن المستوطنين نفذوا قبل أيام هجوماً وحشياً على قريتي المفقرة والتواني بحماية قوات الاحتلال حيث كانوا ينتقلون من بيت إلى بيت ويستخدمون السكاكين والمطارق ويهشمون زجاج النوافذ وزجاج السيارات، كما اقتلعوا عشرات الأشجار وأتلفوا المزروعات وسط إطلاق قوات الاحتلال الغاز السام على الفلسطينيين ما أدى لإصابة عدد منهم.
وذكر التقرير أن الاحتلال يواصل توسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، حيث أعلن عن مخطط لشق طريق استيطاني يربط مستوطنات مقامة على أراضي بلدة دير إستيا غرب سلفيت بوادي قانا بين سلفيت وقلقيلية، كما استولى مستوطنون على مساحات من أراضي الفلسطينيين في بلدتي مسحة في سلفيت وتقوع في بيت لحم لإقامة بؤر استيطانية جديدة.

وأوضح التقرير أن آلاف المستوطنين نفذوا خلال الأسبوع الماضي اقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال واقتحم العشرات منهم حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى واعتدوا على الفلسطينيين، كما اقتحموا بلدة لصيفر جنوب الخليل والرشايدة شرق بيت لحم وأرغموا المزارعين على ترك أراضيهم، كما اقتحموا قبر يوسف شرق مدينة نابلس وبلدتي اللبن الشرقية وبورين جنوب المدينة واعتدوا على طلبة المدارس.
على صعيد آخر لفت التقرير إلى الأضرار الجسيمة التي يلحقها الاستيطان الإسرائيلي بالاقتصاد الفلسطيني ونقل عن التقرير السنوي لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» حول التطورات الاقتصادية في فلسطين عام 2020 تأكيده أن حصار قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليه سببت تدهوراً كارثياً في الوضع الاقتصادي فيه، كما أن التوسع الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية يرسخ الاحتلال ويقوض فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ويجرد الشعب الفلسطيني من أرضه وموارده الطبيعية فضلاً عن حقه غير القابل للتصرف في التنمية.
وأوضحت وكالة «وفا» في تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته أن 12 شهيداً بينهم فتى وامرأة ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مدن القدس المحتلة ورام اللـه وبيت لحم وجنين ونابلس في الضفة الغربية بينما ارتقى فلسطيني برصاص الاحتلال على الأطراف الشرقية لقطاع غزة المحاصر خلال أيلول الماضي.
ولفت التقرير إلى إصابة 214 فلسطينياً خلال اقتحام قوات الاحتلال مدن وبلدات الضفة الغربية 171 منهم بالرصاص و43 أصيبوا برضوض وحروق.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال واصلت حملات الاعتقال خلال الشهر المنصرم وطالت 235 فلسطينياً معظمهم من القدس المحتلة والخليل وجنين والبيرة و3 منهم من الأطراف الشرقية للقطاع، وذكر أن سلطات الاحتلال هدمت 4 منازل في جنين والقدس وبيت لحم و3 منشآت تجارية في نابلس وأخطرت بتجريف أراض مزروعة بأشجار العنب في بلدة بتير غرب بيت لحم.
وأوضح أن المستوطنين نفذوا 49 اعتداء على الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية نتجت عنها إصابة العشرات بجروح مختلفة بينهم أطفال، كما نفذوا 22 اقتحاماً استفزازياً للمسجد الأقصى، مشيراً إلى أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الشهر الماضي يقدر بـ6660 مستوطناً.
وأفاد التقرير بأن سلطات الاحتلال استولت على 48700 دونم من أراضي الفلسطينيين في قرية كيسان شرق بيت لحم وجرفت 30 دونماً جنوب نابلس وجرفت حقولاً واقتلعت عشرات أشجار الزيتون في جنين ونفذت أعمال تجريف في مقبرة الشهداء بمدينة القدس المحتلة لتوسيع عمليات الاستيطان.