سورية

الجيش كثف ضرباته لـ«النصرة» وحلفائها في سهل الغاب وجبل الزاوية … مصدر ميداني لـ«الوطن»: معركة إدلب اقتربت

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي

واصلت وحدات الجيش العربي السوري العاملة بسهل الغاب وريف إدلب، لليوم الثاني على التوالي تكثيف ضرباتها لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في معاقلها، وذلك رداً على خرقهم اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد»، على حين وصف مصدر ميداني تلك الضربات بأنها «رسالة شديدة اللهجة لهم مفادها أن معركة إدلب قد اقتربت».
وبيَّن المصدر الميداني لـ«الوطن»، أن الجيش دك بضربات صاروخية أمس، مواقع للإرهابيين في السرمانية والزيارة وخربة الناقوس بسهل الغاب الشمالي الغربي، محققاً فيها إصابات مباشرة.
وأوضح أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب دكت صباح أمس أيضاً برمايات صاروخية نقاطاً للإرهابيين في كل من الفطيرة وفليفل وبينين بريف إدلب الجنوبي، وهو ماكبدهم خسائر فادحة.
ولفت المصدر إلى أن ضربات الجيش الموجعة للإرهابيين كانت رداً على خرقهم اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد، واعتدائهم على بلدة جورين بسهل الغاب الشمالي الغربي، بقذائف صاروخية.
وذكر أن الجيش أدمى الإرهابيين منذ بداية الأسبوع الجاري، بضربات نارية كثيفة، طالت معظم مواقعهم ونقاط تمركزهم وانتشارهم بسهل الغاب ومنطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، «كرسالة شديدة اللهجة لهم مفادها: إن ساعة تحرير إدلب قد أزفت».
وبالترافق مع ضربات الجيش، شنت المقاتلات الحربية الروسية غارات على مواقع الإرهابيين في قرية البارة بجبل الزاوية، والتي فيها نقطة مراقبة تركية، وغارات أخرى استهدفت مواقعهم في بلدة الزيارة بسهل الغاب.
في المقابل عممت قيادة قوات الاحتلال التركية في منطقة «خفض التصعيد» على عناصرها بالرد المباشر على مصادر النيران في حال تعرض أي موقع أو نقطة تركية للقصف من الجيش العربي السوري، وأبلغت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية لها والمسؤولة عن المدفعية والصواريخ بعدم الاستهداف العشوائي لمواقع الجيش العربي السوري أو مناطق سيطرته إلا بعد مراجعة لجنة الإرتباط وأخذ الاحداثيات منها، حيث قامت لجنة الارتباط التي تنسق بين قوات الاحتلال التركية و«النصرة» وما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» بالتنسيق بشأن استخدام السلاح الثقيل في حال تعرضت المنطقة لهجوم من الجيش العربي السوري، وذلك وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وأول من أمس طلبت قيادة قوات الاحتلال التركية من جميع قواتها في محافظة إدلب وريف حلب الغربي التأهب ورفع الجاهزية القتالية لكل العناصر والقيادات، كما قامت لأول مرة منذ دخولها إلى محافظة إدلب وريف حلب الغربي بنشر مجموعات أسلحة مضادة للدروع ضمن نقاطها على طول خطوط الاشتباك مع قوات الجيش العربي السوري، مع تثبيت مدافع الهاون وتوجيه نيرانها على المحاور المقابلة وخطوط الإمداد.
وبحسب المصادر الإعلامية المعارضة، فإن قوات الاحتلال التركية تركز في حشد قواتها وأسلحتها الثقيلة على 3 محاور وهي: المحور الشرقي لجبل الزاوية من جهة مدينة معرة النعمان، محور سراقب باتجاه مدينة إدلب، محور ميزناز وكفر حلب بريف حلب الغربي باتجاه حزانو اوتوتستراد باب الهوى.
تأتي هذه التطورات بعد القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء الماضي في مدينة سوتشي الروسية حيث شملت المباحثات الملف السوري وخصوصاً الوضع في إدلب.
ووفق ما تحدثت مصادر متابعة للوضع في «خفض التصعيد» لـ«الوطن»، فإن الوقائع الميدانية والتصعيد الذي يمارسه النظام التركي وجيش احتلاله في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب يتناقض مع مخرجات قمة سوتشي، على الأقل من جهة ما أعلن من تصريحات عن مباحثاتها و«تفاهماتها».
وقالت: يبدو أن «خريطة الطريق»، التي رسمتها القمة للأجزاء التي يحتلها النظام التركي وميليشياته و«النصرة» الإرهابية في محافظة ادلب، غير واضحة المعالم أو لم يجر التوافق التام على خطوطها التي أقرها «اتفاق موسكو» الروسي التركي في 5 آذار 2020، والذي قضى بإنشاء ممرات آمنة على طرفي الطريق الدولية حلب اللاذقية المعروفة بـ«M4» وتسيير دوريات مشتركة على طول 70 كيلو متراً من الطريق لفتحه أمام حركة المرور والترانزيت، إضافة إلى فصل التنظيمات الإرهابية في «خفض التصعيد» عن ميليشيات النظام التركي، بموجب «اتفاق سوتشي» لمنتصف العام 2018، وهو ما لم يلتزم به الضامن التركي وجرى تعليق تطبيق الاتفاقين في قمة سوتشي أو لم يعلن بشكل دقيق عن مضمون «تفاهماتها»، والتي قد تتضمن انسحاب جيش الاحتلال التركي من جنوب الطريق الدولي وترك الإرهابيين تحت رحمة نيران الجيش العربي السوري وقوات الجو الروسية منعاً لإحراج أردوغان أمام إرهابييه.
أما في البادية الشرقية، فقد أغار الطيران الحربي السوري والروسي صباح أمس على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في أثريا والسخنة والرصافة، وفق مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن»، وأوضح أن غارات الطيران الحربي، طالت مخابئ ومغر للدواعش بعمق البادية، وتحديداً في مثلث حماة- حلب- الرقة، محققة فيها إصابات دقيقة، وهو ما كبد الدواعش خسائر كبيرة أيضاً.
وأشار إلى أن الجيش يواصل بوتيرة عالية تمشيط البادية الشرقية من عدة محاور وقطاعات، ويقضي على خلايا التنظيم التي يواجهها في طريقه، وخصوصاً في بادية دير الزور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن