الأولى

ضغط عسكري مستمر من موسكو للتأثير في مسار المفاوضات التقنية مع أنقرة … ميليشيات النظام التركي في إدلب متخوفة من تفاهمات «سوتشي»

| حلب - خالد زنكلو

في انتظار أن تتكشف فحوى «التفاهمات» التي توصل إليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما في مدينة سوتشي الروسية في ٢٩ الشهر الماضي، يظل إرهابيو النظام التركي في ريف إدلب الجنوبي وجنوب طريق عام حلب اللاذقية والمعروف بطريق «M4»، في حال من التشتت والضياع خشية التضحية بهم تحت مقصلة «المساومات» جراء ضعف مشغلهم التركي وتراجع حظوظ قوته في المنطقة والإقليم.
ولا يبدي إرهابيو النظام التركي ارتياحهم لمضمون «التفاهمات» الروسية التركية غير المعلن عنها، والتي ترجح كل التكهنات بشأنها أنها تصب في غير مصلحتهم التي تضمن بقاءهم جنوب «M4»، لأن المطلوب روسياً من النظام التركي إخلاء المنطقة من الإرهابيين وبأسرع وقت ممكن بموجب «اتفاق سوتشي» الذي مضى على سريان مفعوله أكثر من ثلاث سنوات من دون تقيد أنقرة بتنفيذ بنوده، وذلك حسب قول مصادر معارضة مقربة من متزعمي تلك الميليشيات لـ«الوطن».
المصادر ذكرت أن أكثر ما يخشى إرهابيو إدلب، وخاصة المتمركزين في جبل الزاوية الذي يعد مدخلاً للطريق الدولي، الزج بهم في معارك طاحنة مع الجيش العربي السوري وقوات الجو الروسية لحفظ ماء وجه أردوغان بدل الإيعاز إليهم بالانسحاب من المنطقة التي لابد ستعود إلى كنف الدولة السورية عاجلاً غير آجل سواء بعملية عسكرية أم بتسويات على مراحل أسوة بدرعا.
وعليه، سيستمر سلاح الجو الروسي، وفق المصادر، بقصف مواقع إرهابيي أردوغان في «خفض التصعيد» وحتى في المناطق التي يطلق عليها النظام التركي «غصن الزيتون» في عفرين شمال حلب و«درع الفرات» بريف المحافظة الشمالي الشرقي و«نبع السلام» شرق نهر الفرات، ولذلك واصل سلاح الجو الروسي أمس غاراته ضد إرهابيي النظام التركي، واستهدف تجمعات ومستودعات أسلحة وذخيرة للإرهابيين في محور برزة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وفي محيط بلدة الكندية الواقعة في ريف جسر الشغور غرب إدلب حيث معاقل «الحزب الإسلامي التركستاني» الممول من النظام التركي، ملحقاً خسائر بشرية وعسكرية في صفوف الإرهابيين. وبالتوازي رد الجيش العربي السوري على خروقات الإرهابيين المستمرة في «خفض التصعيد»، ودمر آليات عسكرية وقتل وجرح العديد منهم خلال إسكاته مصادر نيرانهم في محور العميقة بسهل الغاب الشمالي ليل أول من أمس وفي محيط بلدة مجدليا جنوب إدلب وفي جوار بلدة النيرب بريف المحافظة الشرقي غرب مدينة سراقب أمس، كما قال مصدر ميداني في إدلب لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن