رياضة

الشمشون محطة وعرة في طريق نسور قاسيون المونديالي … عودة السومة هل تكون منقذاً لمشكلات نزار محروس؟

| محمود قرقورا

ستكون الكرة السورية على المحك عندما يلتقي منتخبنا الأول نظيره الكوري الجنوبي في سيئول بداية من الثانية ظهراً برسم الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في قطر.

وتأتي المباراة بظروف غير مثالية لكون الناخب السوري نزار محروس يفتقد لثنائي مهم في وسط الميدان (إياز ومحمد عثمان) لخطأ إداري كان حديث الشارع الرياضي على مدار ثلاثة أيام ماضية، ولكن في الاتجاه المعاكس سيعود عمر السومة للتشكيل على أمل أن يكون دعامة معنوية نحن بأمس الحاجة إليها.

الجميع متفق على أن لغة التاريخ وجغرافيا الحضور يميلان كل الميل لمنتخب كوريا الجنوبية المتخم بنوعية لاعبين عالية الجودة، ولكن اللقاءات السابقة بين المنتخبين وإن مالت للشمشون إلا أن الفوارق كانت قليلة ويجب الإشارة إلى أن الخصم لم يسجل بمرمانا أكثر من هدفين في أي من المباريات الثماني السابقة.

نقطة من مباراتين لم تكونا معقد الأمل بالتأكيد ولكن الحظ والغيابات لم تخدم الكابتن نزار في أول ظهورين فضلاً عن ظلم الكرة وخصوصاً في اللقاء الثاني بمواجهة الأبيض الإماراتي دون نسيان الهدف الهدية للإمارات من حارسنا العالمة وعدم توفيق مهاجمنا عمر خريبين.

وما هو مهم أن غياب العثمانين أضحى حقيقة واقعة ويجب ألا يكون ذريعة لتبرير أي نتيجة، وفي الآن ذاته يجب أن يكون درساً إدارياً بليغاً.

مقارنة

في التصفيات المونديالية الفائتة حصد المدرب أيمن حكيم خمس نقاط من رحلة ذهاب الدور الحاسم (نقطة من كوريا الجنوبية ومثلها من إيران وثلاث من الصين)، ولكن الانتفاضة حدثت في الإياب عندما جمع ثماني نقاط (ثلاث من أوزبكستان ومثلها من قطر ونقطة من الصين ونظيرتها من إيران)، وهذا مرده أن أي نتيجة بمواجهة الشمشون يجب أن تبقي أقدام لاعبينا على الأرض، فالخسارة يجب أن تكون دافعاً لنيل النقاط الست أمام لبنان والعراق، والتعادل نتخذه حافزاً لتحصيل المطلوب في آخر مباراتين، وهذا هو المنطق العام في موازين القوى ولكن كرة القدم لم تكن يوماً ما تخضع لهذه الضوابط واللامتوقع أمر وارد الحدوث في كرة القدم.

وفي التصفيات الماضية بلغنا الملحق من بوابة المركز الثالث للمجموعة ويرى المتابعون أن بلوغ الملحق سيكون أمراً إيجابياً مقاطعة مع ظروف الإعداد والجو العام المحيط بالمنتخب.

تحضير متقارب

التحضير للمباراتين بمواجهة كوريا الجنوبية ولبنان يتوازى مع التحضير للمباراتين السابقتين بمواجهة إيران والإمارات، فمثلما جرت مرحلتان من الدوري السوري قبل بدء التصفيات الحاسمة ثم لعب المنتخب مباراة ودية مع محليي الجزائر غير معتمدة في سجلات الاتحاد الدولي، ها هي الصورة تتكرر بمرحلتين من الدوري ومباراة مع الصين غير معتمدة في الفيفا، وكما كانت المشاركة في المباراة الودية الأولى أمام الجزائر باللاعبين المحليين تكرر المشهد في المباراة الودية الثانية، لكن ما هو مؤكد أن الألفة والانسجام يزدادان بين اللاعبين، وشيئاً فشيئاً تتضح صورة الخيارات عند المدرب.

35 لاعباً

قد يكون غريباً أن يجرب مدربنا نزار محروس خمسة وثلاثين لاعباً خلال المباريات الأربع التي لعبها المنتخب تحت قيادته (الوديتين أمام الجزائر والصين والرسميتين أمام إيران والإمارات) وهذا مرده عدم توافر كامل الأدوات بين يديه، وفي المباراة الجديدة سيكون عمر السومة الخيار السادس والثلاثين، ما يدل على أن المحروس لم يصل بعد إلى التشكيل الأمثل مع الإقرار بوجود ركائز أساسية، فضلاً عن أن باب المنتخب ليس مغلقاً بوجه أي متألق في الدوري المحلي، ولا شك أن كثرة التجريب ليس منطقياً ونحن في خضم التصفيات، ولكن ماذا هو فاعل حيال التركة المترهلة التي خلفها المدرب السابق التونسي نبيل معلول؟

وجهاً لوجه

ثمانية لقاءات جمعت سورية وكوريا الجنوبية، ففازت سورية مرة مقابل ثلاثة تعادلات وأربع خسارات والأهداف 4 مقابل 8 وجميع المباريات معتمدة في سجلات الفيفا.

واللقاء الأول كان بدورة مرديكا في ماليزيا يوم 29 تموز 1978 يوم مثلنا فريق الشرطة وفازت كوريا بهدفين دون رد، ومدربنا يومها زكي الناطور.

اللقاء الثاني كان في نهائيات أمم آسيا بسنغافورة يوم 7 كانون الأول 1984 وفاز منتخبنا بهدف رضوان الشيخ حسن، ومدربنا حينها السوفييتي فكتور فاسيليف.

اللقاء الثالث كان في حلب يوم 22 شباط 2006 ضمن تصفيات أمم آسيا وفازت كوريا الجنوبية بهدفين لهدف وسجل هدفنا فراس الخطيب، ومدربنا يومها الصربي غوربا.

اللقاء الرابع كان ضمن تصفيات أمم آسيا إياباً يوم 11 تشرين الأول 2006 في كوريا وتعادلنا 1/1 بفضل ماهر السيد، ومدربنا يومها فجر إبراهيم.

اللقاء الخامس كان ودياً في الإمارات يوم الأول من شباط 2009 وتعادلنا بهدف لمثله بفضل يحيى الراشد، ومدربنا يومها عبد الحميد الخطيب بغياب فجر إبراهيم.

اللقاء السادس كان ودياً في الإمارات أيضاً يوم 30 كانون الأول 2010 وفازت كوريا الجنوبية بهدف دون مقابل قبل التوجه لنهائيات أمم آسيا، ومدربنا يومها الروماني تيتا.

اللقاء السابع كان ضمن تصفيات كأس العالم جرت في ماليزيا يوم 6 أيلول 2016 وتعادل المنتخبان صفر/صفر ومدربنا يومها أيمن حكيم.

اللقاء الثامن كان ضمن تصفيات كأس العالم وجرت في كوريا يوم 28 آذار 2017 وفازت كوريا الجنوبية 1/صفر، ومدربنا أيمن حكيم.

المباراة 95

ستكون مباراة اليوم هي الخامسة والتسعين للمنتخب ضمن رحلة التصفيات المونديالية التي نحضر فيها للمرة الخامسة عشرة، وفي المباريات الفائتة البالغة 94 مباراة حقق الفوز في 44 مباراة مقابل 21 تعادلاً و29 خسارة، والأهداف 200 له و104 في مرماه، وسجل الأهداف 67 لاعباً آخرهم محمود البحر بمرمى الإمارات.

وما زالت السجلات تحتفظ بأن الخسارة الأثقل كانت أمام تركيا في الظهور الأول يوم 20/11/1949 بسبعة أهداف نظيفة والفوز الأعلى كان بنتيجة 12/صفر وتحقق ثلاث مرات، على المالديف ضمن تصفيات 1998 ذهاباً وإياباً وعلى الفليبين ضمن تصفيات مونديال 2002، وهدافنا في التصفيات المونديالية سيد بيازيد برصيد 18 هدفاً.

مباريات اليوم

في المجموعة الأولى تتقابل كوريا الجنوبية مع سورية بتمام الثانية والعراق مع لبنان عند الخامسة والنصف في قطر وبتمام الثامنة إلا ربعاً تلتقي الإمارات مع إيران، والصدارة لإيران بـ6 نقاط مقابل 4 لكوريا ونقطتين للإمارات ونقطة لسورية ولبنان والعراق.

وفي المجموعة الثانية تلعب الصين مع فيتنام عند السادسة في الإمارات وعند الثامنة السعودية مع اليابان وبتمام التاسعة والنصف أستراليا مع عمان في قطر، والصدارة لاستراليا والسعودية بـ6 نقاط مقابل 3 لليابان وعمان ولا شيء لفيتنام والصين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن