مصر والجزائر تتقدمان في الطريق إلى مونديال 2022 … كلاسيكو الأزرقين يتصدر المشهد في أميركا اللاتينية … مواجهة مفصلية لنسور نيجيريا وحاسمة لنسور قرطاج

تتواصل تصفيات كأس العالم لكرة القدم في أنحاء العالم من خلال جولات متتابعة ففي أميركا الجنوبية وبغية إنهاء الجدول في الموعد المحدد تقام مباريات الجولة الخامسة المؤجلة من آذار (مارس) الماضي وفي أبرزها يلتقي أزرقا الكونيمبول، الأرجنتين ثاني الترتيب وبطل العالم مرتين والأورغواي رابع الترتيب وأول بطل للمونديال، على حين يسعى المنتخب البرازيلي لمواصلة انتصاراته الكاملة عندما يحل ضيفاً على نظيره الكولومبي الطامح لإيقاف قطار السامبا وتأمين موقعه بين الأربعة الكبار.

وفي إفريقيا يتطلع المنتخب التونسي إلى الفوز الرابع على التوالي والاقتراب من حسم بطاقة المجموعة الثانية على حساب شقيقه الموريتاني، في حين يواجه النيجيري مأزقاً حقيقياً أمام إفريقيا الوسطى وهو بحاجة للفوز لتأمين صدارته للمجموعة الثالثة، وكان المنتخب المصري انتزع صدارة المجموعة السادسة من جاره الليبي بتغلبه عليه بهدف ضمن الجولة الثالثة التي شهدت فوزاً عريضاً للجزائري على حساب النيجر وكذلك فوز الكاميرون وساحل العاج.

وفي أميركا الشمالية والوسطى يسعى المنتخب الأميركي للاحتفاظ بصدارته التي احتلها في الجولة الرابعة عندما ينزل بضيافة بنما رابع الترتيب أما المكسيكي المتصدر السابق فيستقبل الهندوراس أحد ثلاثة منتخبات لم تعرف الفوز في المرحلة الثالثة.

ديربي لابلاتا

من الديربي اللاتيني الكبير بين الألبيسيليستي والسيليستي نبدأ حيث يتواجه الفريقان في مباراة مؤجلة من الجولة الخامسة في توقيت حساس خاصة للثاني المهدد بفقدان موقعه بين مربع الكبار المؤهل إلى المونديال مباشرة في حال الخسارة ولاسيما أنه مدعو لمنازلة القطب الآخر البرازيلي بعد أيام قليلة، كان الفريقان تعادلا في الجولة الأخيرة، الأرجنتيني على أرض الباراغواي والأورغوياني على أرضه مع الكولومبي فحافظ الأول على مركزه الثاني برصيد 19 نقطة في حين احتل الثاني المركز الرابع برصيد 16 نقطة.

ويعتبر الديربي المسمى لابلاتا نسبة إلى النهر الذي يفصل بين البلدين من أكثر المواجهات التاريخية تكراراً بين المنتخبات فقد تقابلا 198 مرة ولعل أبرز الذكريات بينهما نهائي الدورة الأومبية 1928 والذي عدّ بمثابة نهائي بطولة العالم قبل أن يتواجها في نهائي أول نسخة مونديالية بعد عامين وفي كليهما فاز السيليستي إضافة إلى 32 لقاءً على مستوى كوبا أميركا حملت في نصفها الأعلى هوية البطل أو حددت معالمه، وبالمجمل يتفوق الأرجنتيني بواقع 90 فوزاً مقابل 59 للأورغواي وتعادلا في 49 مباراة، ومنها 48 مباراة على المستوى الرسمي والفوز للأرجنتين مجدداً بواقع 22 انتصاراً مقابل 17 للأورغواي، وفي التصفيات المونديالية تقابلا 12 مرة والغلبة لراقصي التانغو بواقع 6 انتصارات آخرها في 2016 في بيونيس آيرس بنتيجة 1/صفر مقابل هزيمتين ثانيهما في مونيفيدسو 2013 بنتيجة 3/2 وأربع تعادلات آخرها في المواجهة الأخيرة عام 2017 من دون أهداف، يذكر أن المواجهة الأولى بين الفريقين كانت قبل 120 عاماً وانتهت أرجنتينية بنتيجة 3/2 وآخرها في كوبا أميركا 2021 وانتهت للتانغو كذلك بهدف.

وتعد المواجهة الخاصة بين نجمي الفريقين ميسي وسواريز عنواناً رئيساً للديربي خاصة أنهما سطرا الكثير من أمجاد الفريقين خلال الـ 15 عاماً الأخيرة وهما يتصدران قائمة هدافي التصفيات المونديالية فيتقدم البرغوث الأرجنتيني بواقع 26 هدفاً سجلها خلال 54 مباراة منها 5 أهداف في التصفيات الحالية مقابل 25 هدفاً للبولستيرو الذي سجل 4 أهداف في التصفيات الحالية، والكل يعلم أنهما لعباً لخمسة مواسم متواصلة جنباً إلى جنب في برشلونة قبل أن يغادر سواريز إلى أتلتيكو مدريد في العام الماضي.

تحد جديد

كثيرة هي المنتخبات التي أنهت تصفيات بطولة ما بالعلامة الكاملة لكنها لم تتجاوز في أفضل الأحوال 10 مباريات، وسيكون السيليساو البرازيلي على موعد معادلة هذا الرقم عندما ينزل ضيفاً ثقيلاً على الكافيتيروس الكولومبي فقد سجل السيليساو حتى الآن تسعة انتصارات واقترب من بلوغ النهائيات العالمية علماً أنه لم يخسر خلال 28 مباراة متتالية بالتصفيات علماً أن الرقم القياسي للانتصارات في نسخة واحدة من التصفيات بحوزة أبناء التانغو برصيد 13 انتصاراً في تصفيات مونديال 2002 في حين سجل أبناء السامبا 12 فوزاً في تصفيات مونديال 2018، ويدخل المنتخب الكولومبي بقيادة فالكاو وكوادرادو وخاميس رودريغيز بحثاً عن فرصتهم بالظهور الثالث على التوالي في المونديال ولن يكون أفضل من السيليساو صيداً كبيراً يعودون به، ويحتل المنتخب الكولومبي الذي لم يسبق له الفوز على نظيره البرازيلي خلال 12 مباراة جمعتهما في التصفيات العالمية منذ 1969 فخسر ست مرات وتعادل بمثلها، علماً أن 33 مباراة جمعت الفريقين على الأصعدة جميعها ففاز البرازيليون 20 مرات وتعادلا 10 مرات وفاز الكولومبيون 3 مرات منها مرتان في كوبا أميركا 1991 و2015، وفاز السيليساو في المواجهة الأخيرة ضمن الدور الأول لكوبا أميركا 2021 بنتيجة 2/1.

النسور الخضر والبيض

في القارة الإفريقية واصل المنتخب التونسي انتصاراته في الجولة الثالثة على حساب شقيقه الموريتاني بثلاثية نظيفة واليوم سيكون على موعد متجدد مع المرابطين من أجل تأمين الصدارة والاقتراب من حسم التأهل إلى البلاي أوف، ولم يسبق لنسور قرطاج أن خسروا خلال تسع مواجهات مع الموريتاني على كل المستويات ومنها فوزاه في نواكشوط عامي 2000 و2015 بنتيجة واحدة (2/1) ضمن التصفيات المونديالية، وفي المجموعة ذاتها يسعى منتخب غينيا الاستوائية للإبقاء على فرصته وذلك بتجديد فوزه على نظيره الزامبي عقب فوزه عليه بالجولة الفائتة بهدفين من دون مقابل، ويحتل المنتخب الغيني المركز الثاني بـ6 نقاط مقابل 3 نقاط للزامبي بالمركز الثالث.

وفي المجموعة الثالثة بات نسور نيجيريا الخضر في موقف حرج بالخسارة على أرضهم أمام منتخب إفريقيا الوسطى في أول مواجهة رسمية بينهما صفر/1 رغم أنه مازال محتفظاً بالصدارة برصيد 6 نقاط مقابل 4 نقاط لإفريقيا الوسطى وكاب فيردي الذي فاز على نظيره الليبيري 2/1 ولديه فرصة للتقدم عندما يخوض مباراة الإياب على ملعبه، وفي المجموعة الخامسة سيكون منتخب أسود مالي مع فرصة لتأكيد صدارته عندما يحل ضيفاً على نظيره الكيني بعدما هزمه قبل أيام بخماسية نظيفة وربما حصر المنتخب الأوغندي المنافسة مع مالي على بطاقة هذه المجموعة عندما يستضيف نظيره الرواندي وقد فاز عليه بالجولة الثالثة بهدف، ويملك الأوغندي 5 نقاط مقابل 7 نقاط لمالي ونقطتين لكينيا ونقطة لرواندا.

تقدم مصري وجزائري

وكانت الجولة الثالثة في المجموعة الأولى شهدت فوزاً كاسحاً للمنتخب الجزائري بطل إفريقيا على حساب ضيفه النيجيري بستة أهداف لهدف سجل منها القائد رياض محرز هدفين ومثلهما لإسلام سليماني وهدف لسفيان فيغولي والسادس بالخطأ عبر المدافع زكريا سليماني، وبذلك أكد محاربو الصحراء صدارتهم بفارق الأهداف عن خيول بوركينافاسو الذين فازوا برباعية نظيفة على جيبوتي ولكل من المتصدر ووصيفه 7 نقاط.

وفي قمة عربية خالصة انتزع المنتخب المصري صدارة المجموعة السادسة من شقيقه الليبي بفوزه عليه بهدف يتيم سجله عمر مرموش في الدقيقة 49 رافعاً رصيده إلى 7 نقاط مقابل 6 نقاط لفرسان المتوسط الذين تلقوا الهزيمة الأولى بالتصفيات، يذكر أن مرموش البالغ من العمر 22 عاماً خاض مباراته الأولى بقميص أبناء الكنانة وهو محترف بنادي شتوتغارت الألماني وسبق له أن توج بجائزة أفضل لاعب صاعد بالبوندسليغا عن شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.

وواصل منتخبا الكاميرون وساحل العاج سباقهما نحو بطاقة المجموعة الرابعة، ففاز الأولى على موزمبيق بنتيجة 3/1 بفضل هدفي شوبو موتينغ وثالث لإيكامبي في حين عاد أفيال ساحل العاج بثلاثية بيضاء من مالاوي سجلها جاردل وسنغاري وبوغا ليرفعوا رصيدهم إلى 7 نقاط بالصدارة مقابل 6 نقاط للأسود غير المروضة، وتقام مباراة الإياب لهاتين المواجهتين يوم غدٍ الإثنين.

ممنوع الاقتراب

في الكونكاكاف مازال منتخبا الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك اللذين دأبا على تمثيل أميركا الشمالية والوسطى يتصدران ترتيب الدور الثالث الذي سيفرز ثلاثة منتخبات بشكل مباشر إلى النهائيات العالمية، ولم يخسر الفريقان حتى الآن فتبادلا الأدوار وحصد كل منهما ثماني نقاط بعد أربع جولات وتقام فجر غدٍ الإثنين مباريات الجولة الخامسة ويسعى كلاهما لتعزيز موقعه، الأول يحل ضيفاً ثقيلاً على نظيره البنمي الطامح لبلوغ النهائيات للمرة الثانية على التوالي ولفوز أول على أبناء العم سام في مباراة رسمية وكان المنتخب الأميركي فاز ودياً في آخر مواجهة بينهما بنتيجة 6/2 قبل أقل من عام، أما التريكولور المكسيكي فيستقبل نظيره الهندوراسي في واحدة من كلاسيكيات التصفيات وكان الفريق المكسيكي فاز في آخر مواجهة ضمن النسخة الأخيرة للكأس الذهبية 3/صفر، وكان الهندوراسي فاز عليه للمرة الأخيرة في تصفيات 2018 بنتيجة 3/2 علماً أن الفوز الأخير لهندوراس على أرض الأزتيك فكان في التصفيات المونديالية كذلك عام 2013 بنتيجة 1/2.