رياضة

اتحاد السلة أمام اختبار جديد في تطوير الواقع التحكيمي ومعدل الأعمار

| مهند الحسني

عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، مقولة زرعها في أذهاننا آباؤنا وأساتذتنا فيها اختصار لكثير من الحكم والنصح لأن تكون شعاراً لمرحلة كاملة، فبعد عبور أي امتحان بنجاح فهذا يعبر عن إعداده وتقديره الجيد لما سيواجه، وإذا أردنا أن نطبق هذا القول على الاتحاد الجديد فإننا نمنحه علامة جيدة حتى الآن لما لمسناه من خطوات جديدة وأفكار متطورة سيكون لتنفيذها فوائد كثيرة للسلة السورية، وستشهد تطوراً كبيراً في جميع مفاصلها.

لكن هل لهذه الأفكار أن تجد طريقها للتنفيذ، وهل باستطاعة الاتحاد تأمين المناخات المناسبة لها، أم سيبقى الحال على ما هو عليه وتبقى سلتنا أسيرة الشعارات والوعود دون أي جديد على أرض الواقع.

إعادة النظر

يبدو أن الهالة التي كانت تحيط بأغلبية نجوم السلة السورية أو التي أحاطوا أنفسهم بها قد بدأت تنقشع ولم تعد ألاعيبهم تنطلي على أحد، ووضح تماماً بأن البعض منهم لا هم له سوى جني المال سواء أكان يستحق هذا المال أم لا يستحقه، أم أن مستواه الفني يجيز له المطالبة بهذه المبالغ أم لا، حتى إن البعض من اللاعبين ممن كانوا يظنون أنفسهم نجوماً قد لا يؤهلهم حالياً للجلوس حتى على مقاعد الاحتياط، وكما غمرت السعادة بعض الأندية وإداراتها الموسم الحالي عندما غمز بعض النجوم من قناة رغبتهم في الانتقال من النادي وتعاملت هذه المرة الإدارات مع الأمر بوعي وجدية وحزم ولم تضع نفسها تحت وطأة الابتزاز، فانكشف المستور وظهر جلياً بأن بعض اللاعبين لا مكان لهم حتى في أروقة أندية الدرجة الثانية، وبأنهم باتوا عبئاً ثقيلاً وإرثا ضريبيا لا خلاص منه إلا بإطلاق أيديهم والسماح لهم بالرحيل لأن في رحيلهم حياة للاعبين شباب يتوقون لأخذ فرصتهم وفي بقائهم موت للنادي وللمواهب الصاعدة.

هذا الوضع ما زال يفرض نفسه بقوة في مشهد انتقالات هذا الموسم، وما زالت بعض الأندية التي تحولت من منتجة إلى مستهلكة تبحث عن لاعبين بلغوا من العمر عتياً لتضمهم لصفوفها حتى لو كان ذلك على حساب اللاعبين الشباب الذين باتوا يفكرون بهجرة اللعبة دون رجعة في ظل سيطرة هؤلاء اللاعبين الكبار على أغلبية أنديتنا.

ولا يكفي المسابقات التي سيقيمها الاتحاد هذا الموسم الخاصة بجميع الأعمار، بل لا بد من وضع ضوابط ونسب معينة لأعمار اللاعبين الكبيرة التي تفاقمت في السنوات العشر الأخيرة دون أن يكون هناك أي حلول ناجعة لتفشي هذه الظاهرة غير المحمودة لأنديتنا بشكل عام، وفي حال ضبطها ستساهم في خلق توازن فني بين جميع الأندية وهذا من شأنه أن يرفع المستوى العام.

الواقع التحكيمي

نتمنى من أفكار الاتحاد الجديدة ألا تنسى الواقع التحكيمي الهزيل والضعيف، والذي لا يبشر بالخير، فيبدو أن القائمين عليه باتوا يظنون أن الحلول لتطوير مستوى الحكام هو رفع أجورهم فقط، ونسوا أو تناسوا أن هناك أشياء كثيرة ما زلنا نفتقدها في أدائنا تجاه هذا المفصل المهم، أهمها العمل على رفد القاعدة التحكيمية بحكام شباب والعمل على رفع مستواهم عبر محاضرات ودورات عالية المستوى من خلال استقدام محاضرين دوليين لشرح أهم وأخر التعديلات الطارئة على قانون اللعبة، إضافة إلى تأمين الأجواء المناسبة للحكام خلال مباريات الدوري وتشكيل خط دفاع منيع ضد كل من تسول له نفسه إلحاق الأذى بهم وإبعادهم عن هذه الضغوطات التي من شأنها أن تقلل من شجاعتهم في اتخاذ قرارات مهمة وسريعة خلال المباريات، من خلال إجراء تعديلات جوهرية باللائحة الانضباطية وفرض عقوبات صارمة بحق كل من يسيء لأجهزة الحكام بشكل عام واعتبار الحكم شخصية اعتبارية وخطاً أحمر لا يجوز المساس به، والعودة مجدداً لتصوير جميع مباريات الدوري والعودة إليها مع طواقمها من أجل توضيح بعض الأخطاء والعمل على تلافيها عن طريق المحاضرين الدوليين الوطنيين، بعد تأمين هذه الشروط لابد من رفع أجور الحكام بما يتناسب مع المرحلة الراهنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن