رياضة

خبرة بنزيمة وحيوية مبابي منحتا فرنسا كأس دوري الأمم … الديوك يدخلون التاريخ بصيحة جديدة

| الوطن

انتصاران للذكرى والتاريخ جاءا بسيناريو متشابه والقاسم المشترك فيهما تألق النجم المخضرم كريم بنزيمة والموهبة الشابة كليان مبابي اللذين سجلا في كل منهما فقادا منتخب الديوك الفرنسي إلى التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثانية 2020/2021، وذلك في نصف النهائي والنهائي على الأراضي الإيطالية، وكان «الإيكيب» الأزرق أبعد من الدور الأول للمسابقة البطل البرتغالي فكان الأجدر بخلافته على عرش المسابقة الجديدة.

ففي ليلة تاريخية على ملعب سان سيرو أوقف الديوك سلسلة ذهبية لأحد أفضل المنتخبات العالمية في الوقت الحالي (الآتزوري الإيطالي) الذي تقدم بهدفين قبل أن يطلق بنزيمة ومبابي وتيو فيرنانديز صيحة كبيرة مسجلين عودة كبيرة سيذكرها عشاق كرة القدم طويلاً، فقد خسر الطليان للمرة الأولى بعد 38 مباراة وتأهل الفرنسيون إلى النهائي في ليلة توهج فيها «البلو» الفرنسي على «الآتزوري» الإيطالي.

دراما لاتينية

ينتمي الفرسان الثلاثة (فرنسا وإسبانيا وإيطاليا) إلى الشق اللاتيني من القارة الأوروبية وما إن انتهى الفرنسيون من الجار الأول حتى التقوا بالثاني الذي ارتدى ثوب البطولة في نصف النهائي الآخر على حساب شياطين بلجيكا ليكون لقاء الديوك واللاروخا مثالياً لمباراة التتويج بين خبرة أبطال العالم وحيوية الفريق الإسباني المتجدد، ولأن الإسبان تعودوا على الاستحواذ فقد سيطروا على مجريات الشوط الأول دون خطورة كبيرة من الطرفين أمام المرميين فشحت الفرص وخلا النصف الأول من الأهداف.

وأدرك ديديه ديشان ولويس إنريكه صعوبة انتظار الأوقات الإضافية خشية على لاعبيهم من الإرهاق، فكان أن تبدل الوضع في النصف الثاني فبحث الفريقان عن الحسم خلال الوقت الأصلي، وقبل انتصاف الشوط انسل أويارزابال بكرة وواجه لوريس وقهره بالهدف الأول من زاوية منحرفة لتقام الأفراح على الدكة الإسبانية وفي كل بلاد الثيران، إلا أن الفرحة سرعان ما كتمها المخضرم بنزيمة بتسديدة لولبية رائعة من خارج المربع سكنت المقص الأيسر لمرمى سيمون الذي لمسها بأطراف أصابع دون أن يمنعها من إعلان التعادل والأفراح الفرنسية على جوانب الملعب وفي المدرجات، وبدا أن الأمور لن تصل إلى التمديد مع إصرار الطرفين على القاضية وجاءت فرنسية عبر الهداف مبابي (بكرة مشكوك في صحتها) انفرد خلالها بالحارس وسدد كرة ماكرة أعلنت التقدم في الدقيقة 80، ولعب القائد بوريس دور البطولة بتصديه لأخطر كرتين في الوقت القاتل ليخرج فريقه بطلاً ويتسلم الكأس بنفسه.

بطل.. ثماني نجوم

الفوز الفرنسي جاء مستحقاً بعد الشك الذي ساور جمهور «الإيكيب» عقب التعادلات المخيبة بالتصفيات المونديالية لكن خبرة المدرب ديشان (أقدم مدرب أوروبي في الوقت الحالي) لعبت دوراً كبيراً في إعادة الثقة للفريق فأوجد توليفة رائعة من الخبراء والشباب وأعاد بنزيمة الذي لعب دوراً محورياً خاصة في مربع النهائي فرد الجميل للمدرب وللجماهير التي طالبت به عقب تألقه الأخير مع ريال مدريد، وكسب كريم الذي سيبلغ الرابعة والثلاثين في 19/12/2021 رقماً شخصياً عندما أصبح سادس هدافي المنتخب تاريخياً برصيد 33 هدفاً (92 مباراة) متقدماً على زيدان علماً أن الهداف التاريخي تيري هنري برصيد 51 هدفاً (123 مباراة).

وبالمقابل واصل مبابي تألقه وخاض مباراته الـ51 مسجلاً هدفه التاسع عشر وهو رقم كبير للاعب سيبلغ الثالثة والعشرين في اليوم التالي لميلاد بنزيمة.

وجاء التتويج الفرنسي بلقب دوري الأمم ليكمل العقد الذهبي الذي يفتقده كل الأوروبيون بما فيهم كبار القارة العجوز فقد سبق للديوك أن توجوا بكل البطولات المتاحة، فقد سبق لهم الفوز باللقب العالمي مرتين (1998 و2018) واللقب الأوروبي مثلهما (1984 و2000) وكأس القارات مرتين كذلك (2001 و2003) وذهبية الألعاب الأولمبية (1984) ويحمل لقب دوري الأمم 2021 الرقم ثمانية في تاريخ المنتخب الأزرق.

بانوراما

– ضمت المنافسة الخاصة بالتصنيف الأول 16 منتخباً وخاضت هذه المنتخبات ما مجموعه 52 مباراة وسجل فيها 146 هدفاً أي بمعدل 2. 85 في المباراة الواحدة.

– خاض المنتخب الفرنسي البطل 8 مباريات فاز بسبع منها مقابل تعادل وحيد وهو الوحيد بالطبع الذي لم يخسر وسجل لاعبوه 17 هدفاً مقابل 8 أهداف هزت شباكه.

– احتل المنتخب الإيطالي المركز الثالث بفوزه على نظيره البلجيكي بهدفين مقابل هدف وحيد.

– تصدر البلجيكي روميلو لوكاكو والإسباني فيران توريس لائحة الهدافين برصيد 6 أهداف لكل منهما تلاهما كليان مبابي والألماني تيمو فيرنر والدانماركي كريستيان أريكسن برصيد 4 أهداف لكل منهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن