عربي ودولي

فصائل المقاومة تستنكر تهنئة مجلس الأمن بنجاح الانتخابات التشريعية العراقية … الصدر: أي تدخل إقليمي أو دولي في تشكيل الحكومة سيتم الرد عليه بإجراءات صارمة

| وكالات

لا تزال نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية محط جدل واسع في الأوساط السياسية العراقية، وعلى حين جدد زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، أمس الأحد، رفضه لأي تدخل إقليمي أو دولي في شؤون بلاده، وخاصة بما يتعلق في تشكيل الحكومة الاتحادية، استنكرت فصائل المقاومة العراقية تهنئة مجلس الأمن الدولي بنجاح الانتخابات التشريعية، معتبرةً أن تزوير الانتخابات مؤامرة دولية ساهمت فيها أطراف محلية.
وأعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، السعي لتوطيد العلاقات مع دول الجوار التي لم تتدخل في شؤون العراق، وفتح حوار مع الدول ذات التدخل الواضح في الشأن العراقي لمنع التدخلات مطلقاً.
وحسب وكالة «واع» أضاف الصدر في بيان له أمس الأحد أن «صدور أي فعل يعتبر مساساً بالسيادة العراقية سيكون باباً لتقليص التمثيل الدبلوماسي وغيره»، مؤكداً «عدم السماح بتدخل أي دولةٍ بالانتخابات العراقية ونتائجها وما يترتب من تحالفات وتشكيل حكومة»، منوهاً أن «دول الجوار ذات التدخل الواضح في الشأن العراقي، سنفتح معها حواراً عالي المستوى لمنع التدخلات مطلقا، فإن استجابت فهذا مرحب به وإلا فسنلجأ للطرق الدبلوماسية والدولية لمنع ذلك».
وحذر الصدر في بيانه «الدول التي تتدخل بالشأن العراقي باللجوء إلى تقليص التعاملات الاقتصادية والدبلوماسية معها، وغيرها من الإجراءات الصارمة المعمول بها دولياً وإقليمياً».
على خط مواز، استنكرت فصائل المقاومة العراقية، أمس، تهنئة مجلس الأمن الدولي بنجاح الانتخابات التشريعية، معتبرةً أن تزوير الانتخابات مؤامرة دولية ساهمت فيها أطراف محلية، بينما قررت تنسيقيات المعتصمين المعترضين على نتائج الانتخابات التصعيد والتقدّم باتجاه مدخل المنطقة الخضراء.
واستغرب الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، استعجال مجلس الأمن بالتهنئة بنتائج الانتخابات العراقية «مع عدم شرعيتها القانونية حتى الآن».
وفي تغريدةٍ له تحدّث الخزعلي عن الأدلة على إخفاق الانتخابات التي أدّت إلى رفضها من كل المكونات العراقية بالإجماع ومن أكثرية القُوى السياسية وما نتج من تظاهراتٍ في مختلف المحافظات، داعياً المؤسسات الدولية إلى اعتماد الحيادية والمهنية في تعاملها مع ملف العراق وإلى احترام سيادته وقوانينه.
في السياق نفسه، اعتبر مسؤول المكتب الأمني في كتائب حزب الله- العراق، أبو علي العسكري، أن «الانتخابات هي أكبر عملية احتيال على الشعب العراقي، والشعب كلّه قال إننا لن نسكت عن هذه الجريمة التاريخية مهما بلغت التضحيات».
وأشار إلى أن «بيان مجلس الأمن السيئ الصيت يؤكّد أن الانتخابات مؤامرة دولية ساهمت فيها أطراف محلية»، داعياً «أبناء الشعب الغيور إلى توسعة ساحات الاحتجاج والاعتصام من أقصى العراق إلى أقصاه»، وشدد كذلك على أن «كتائب حزب اللـه على أتمّ الجهوزية وفي يدها الأولى ورد وفي الأخرى سيف لقطع يد من يعبث بالأمن».
ورحب أعضاء مجلس الأمن الدولي بـ«التقارير المرحلية التي تفيد بأن الانتخابات سارت بسلاسة، وشهدت تحسينات فنية وإجرائية كبيرة، مقارنةً بالانتخابات العراقية السابقة».
إلى ذلك وحسب موقع «الميادين» قررت تنسيقيات المعتصمين تقديم خيم الاعتصام باتجاه مدخل المنطقة الخضراء احتجاجاً على نتائج الانتخابات، مؤكداً أنه «لا صحة للأنباء عن محاولات المعتصمين اقتحام المنطقة الخضراء»، ومشيراً إلى أن «التنسيق على أعلى المستويات بين المسؤولين الأمنيين وتنسيقيات المعتصمين».
وطالبت اللجنة التحضيرية للتظاهرات، الرافضة لنتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، سابقاً الحكومة العراقية باعتماد آلية العد والفرز اليدويَّين في أي انتخابات مقبلة، كما دعت إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي.
ويشهد العراق موجة من الاحتجاجات الشعبية، عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي اعتبرتها مجموعة كبيرة من القوى السياسية غير صحيحة، مشكّكةً في نزاهة عملية فرز الأصوات وصدقيتها.
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية حصول التيار الصدري على 73 مقعداً من أصل 329، عدد أعضاء البرلمان، تلته كتلة «تقدّم» برئاسة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي، وحصلت على 38 مقعداً، وحلّت كتلة «دولة القانون»، بزعامة نوري المالكي، ثالثةً، وحازت 37 مقعداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن