شؤون محلية

بعضهم بعمر أقل من 40 سنة … وفيات فيروس كورونا في السلمية يومية والأطباء يحذّرون من الوضع الكارثي

| حماة- محمد أحمد خبازي

فقدت منطقة سلمية خلال الأسبوع الماضي نحو 22 شخصاً، نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، ومنهم شباب تحت الـ40 من عمرهم، ما جعل العديد من أطباء المدينة يحذرون من تفشي أكبر للفيروس، ويدعون المواطنين لاتخاذ الحيطة والحذر، والمسؤولين لاتخاذ إجراءات صارمة للوقاية الاحترازية.
وبيَّن الطبيب ناصح عيسى لـ«الوطن» أن هذه النسبة العالية من الوفيات وخصوصاً بين فئة الشباب – رغم أننا لم ندخل بعد موسم الشتاء والبرد والرشوحات والإنتانات التنفسية الأخرى – أصبحت بحاجة لدراسة إحصائية والوقوف على الأسباب والثغرات، في التعاطي بمسألة تفشي الكورونا، ومحاولة تخفيف نسبة الوفيات ما أمكن.
وأوضح أنه بالوقت الحالي أفضل وقاية ألا يعرض المرء نفسه للإصابة، وقد دخلنا بموجة خطيرة من تفشي الفيروس، وذلك باتخاذ أقصى درجات الوقاية الاحترازية على الصعيد الشخصي، ثم العام.
ومن جانبه بيَّنَ مصدر طبي في المنطقة الصحية لـ«الوطن»، أن أعلى الوفيات والإصابات كانت في الأسبوع الماضي. وأوضح أن الوفيات لم تقتصر على كبار السن وفاقدي المناعة نتيجة أمراض مزمنة سابقة، وإنما من بين الوفيات شبان بمقتبل العمر.
ولفت إلى أن معظم المتوفين لم يكونوا قد أخذوا اللقاح عند إصابتهم بالفيروس، ومنهم من توفي خلال مدة تتراوح ما بين 3-7 أيام من تاريخ إصابتهم بالفيروس، ومنهم من توفي بعد 15 يوماً، وبعد نقلهم إلى مشافي العاصمة أو حماة الخاصة.
وذكر أن الفيروس متفشٍ بشكل كبير بالمدينة وريفها، ولكن لا أحد يكترث للأمر، والإجراءات الوقائية الاحترازية شبه معدومة، وبالكاد نرى أحداً مستخدماً الكمامة على أقل تقدير. وأشار إلى أن معظم الإصابات والوفيات كانت تعالج بالبيوت، ولم تنقل للمشافي العامة أو الخاصة إلا بعد تدهور حالتها.
وبيَّن رئيس مشفى الشهيد اللواء قيس أحمد حبيب الوطني بسلمية أسامة ملحم لـ«الوطن»، أن ثمة استهتاراً كبيراً بتطبيق الإجراءات الوقائية الاحترازية ضد الفيروس. ومعظم الذين يراجعون المشفى لا يستخدمون الكمامات.
وأما فيما يتعلق باللقاح، فأوضح أن نسبة بسيطة من الناس أخذته، ولمَّا يزل الإقبال عليه خجولاً أو ضعيفاً.
وذكر أن الطاقة الاستيعابية للمشفى نحو 50 مريضاً، وفي قسم العزل نحو 26 مصاباً وبالعناية المركزة 4 فقط. وأشار إلى أن المصابين والمعزولين بالمشفى، هم من الذين لم يأخذوا اللقاح ضد الفيروس.
وأوضح أن اللقاح لا يمنع من الإصابة بالفيروس ولكنه يجعلها خفيفة، ومفعول العلاج أسرع، ولا يؤدي للوفاة.
ودعا عدد من أطباء المدينة الجهات المسؤولة، لاتخاذ إجراءات صارمة بتطبيق أسس الوقاية الاحترازية ضد الفيروس، في وسائط النقل العامة والدوائر والمؤسسات والصالات والمطاعم والكافتريات بالمدينة وريفها.
وأوضح بعضهم أن الاستهتار بالوقاية مخيف جداً على كل الصعد وخصوصاً في السرافيس، حيث السائقون لا يستخدمون الكمامات ولا الركاب أيضاً. على حين المطاعم والكافتريات لم تستجب لقرارات منع تقديم الأراكيل أو التباعد المكاني بين الطاولات أو بنسبة الـ50 بالمئة من الإشغال. فالوضع فيها كارثي، وخصوصاً عندما تستقبل الزبائن لمشاهدة مباريات كرة القدم!.
وأما المواطنون فقد أبدى العديد منهم تخوفهم من تفشي الفيروس، وطالبوا الجهات المعنية بالمحافظة، بالتشدد بتطبيق الإجراءات الوقائية الاحترازية، وبأخذ اللقاح.
ودعوا إلى إرسال فرق جوالة للبيوت والدوائر لتلقيح المواطنين والعاملين، وعدم ترك اللقاح اختيارياً. وقال بعضهم: في كل يوم نفقد أحباء وأعزاء نتيجة الإهمال بالتصدي لهذا الوباء الفتاك. لذلك لا بد من تعاون كل الجهات الرسمية والأهلية، وتضافر كل جهودها للحد من انتقال العدوى، والتخفيف من الإصابات والوفيات قدر المستطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن