سورية

استعداداً لردع أي مغامرة قد يقدم عليها النظام التركي … الجيش يواصل إرسال التعزيزات شمالاً.. ويجري تدريباته بمشاركة الطيران الروسي

| حلب – خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن – وكالات

أرسل الجيش العربي السوري، أمس، مزيداً من تعزيزات العسكرية الكبيرة إلى خطوط التماس مع قوات الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين في شمال البلاد، استعداداً لردع أي مغامرة قد يقدم عليها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان وإرهابييه بشن عدوان جديد على الأراضي السورية، تزامناً مع إجرائه مناورات عسكرية بالسلاح الحي بمشاركة الطيران الحربي الروسي في المنطقة، وفي الوقت نفسه ردت وحداته العاملة في منطقة «خفض التصعيد» على خروقات الإرهابيين لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
وفي التفاصيل، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي، دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، في محاور قسطون وخربة الناقوس والقاهرة بسهل الغاب، محققة فيها إصابات مباشرة.
بدورها، أكدت مصادر إعلامية معارضة، استهداف الجيش مواقع التنظيمات الإرهابية في قرية العنكاوي في سهل الغاب بأكثر من 40 قذيفة مدفعية وصاروخية.
وفي السياق، أوضح المصدر الميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب، دكت بالمدفعية الثقيلة أيضاً، نقاط تمركز الإرهابيين في الفطيرة وكنصفرة وفليفل في ريف إدلب الجنوبي، ومعارة النعسان بريفها الشمالي، وحققت فيها إصابات مباشرة أيضاً.
ولفت إلى أن الإرهابيين يعمدون بشكل يومي لخرق اتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، وذلك باعتدائهم على قرى ونقاط عسكرية بقذائف صاروخية، وهو ما يستوجب الرد عليهم بالمثل.
على خط موازٍ، أكد نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، اللواء البحري فاديم كوليت، أن مسلحي «النصرة» في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب نفذوا 9 اعتداءات على المناطق والقرى الآمنة بأرياف حلب وإدلب واللاذقية وحماة، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وبيّن كوليت أن الاعتداءات توزعت بواقع 4 في محافظة حلب و3 في محافظة إدلب وعملية اعتداء واحدة في محافظة اللاذقية وأخرى في محافظة حماة.
وبالترافق مع تلك التطورات، أرسل الجيش العربي السوري، تعزيزات عسكرية كبيرة تضم دبابات وراجمات صواريخ ومدافع ميدانية ومعدات عسكرية ولوجستية وجنود بحماية حوامات روسية، إلى خطوط التماس مع ميليشيات «الجيش الوطني» الموالية للاحتلال التركي على محاور، تل رحال، ودغلباش، وتل زويان، ومدينة تادف المتاخمة لمدينة الباب المحتلة بريف حلب الشرقي، حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وأوضحت المصادر، أن تلك التعزيزات إلى ريف حلف، تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية أخرى للجيش إلى محاور بلدة عين عيسى في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، وذلك في ظل حشودات قوات الاحتلال التركي وإرهابييها خلال الأيام الأخيرة السابقة وتصريحات النظام التركي بنيته شن عدوان جديد على مناطق شمال شرق سورية.
وذكرت المصادر، أن الجيش العربي السوري أجرى مناورات عسكرية بالسلاح الحي في ناحية تل تمر شمال الحسكة، بمشاركة المقاتلات الروسية، مشيرة إلى سماع أصوات انفجارات قوية في المنطقة جراء المناورات في منطقة تقع بين جبل عبد العزيز على الطريق الدولية «M4» ومنطقة العالية في ريف تل تمر شمال الحسكة، قرب خطوط المواجهة مع إرهابيي الاحتلال التركي.
وسبق، أن أرسل الجيش العربي السوري منتصف الشهر الماضي تعزيزات كبيرة إلى ريفي حلب الشمالي والغربي ورفع من جهوزيته، استعداداً لردع أي مغامرة قد يقدم عليها النظام التركي بمؤازرة إرهابييه.
في المقابل، أوضحت المصادر، أن طائرات استطلاع الاحتلال التركي المسيرة لا تفارق سماء عين عيسى وتل تمر، كما تخلل التحليق عمليات استهداف لقيادات في ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الانفصالية في مدينة عين العرب وعين عيسى، في حين قصفت طائرة مسيّرة للاحتلال التركي حاجز الحمّام التابع لـميليشيات «قسد» ضمن المنطقة الواقعة بين منطقتي منبج وعين العرب شمال شرق حلب.
وأوضحت مصادر محلية أن قصف الاحتلال حقق إصابة مباشرة بالحاجز، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة معظم مسلحي «قسد» الذين كانوا موجودين في الموقع، كما ألحق دماراً جزئياً وكلياً بالآليات والمعدات التابعة لهم، حسبما ذكر موقع «أثر برس».
في غضون ذلك نظم أهالي قرية دير جمال بريف حلب الشمالي وقفة وطنية احتجاجية رفضاً للاحتلال التركي ومرتزقته، منددين بجرائمهم الوحشية بحق المدنيين من سكان المناطق التي يحتلونها، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وحمل المشاركون الإعلام الوطنية واللافتات التي تندد بالجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال والإرهابيون بحق الأهالي داعين لإنهاء وجوده اللا شرعي على الأراضي السورية.
وعبر عدد من المشاركين عن رفضهم لأي مس بوحدة التراب السوري ودعوا إلى الوقوف بحزم ضد جميع أشكال التقسيم والنزعات الانفصالية معربين عن ثقتهم بالجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصارات في معاركه ضد أعداء الوطن.
في الأثناء، أكدت مصادر معارضة مقربة من التنظيمات والميليشيات الإرهابية التابعة للنظام التركي في ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي، أن الاستخبارات التركية وبوساطة من «الحزب الإسلامي التركستاني»، نظمت ترحيل مئات الإرهابيين من تنظيمي «جند الشام» و»جند الله»، اللذين جرى إقصاؤهما عن طريق تنظيم «النصرة»، من جبل التركمان إلى أفغانستان.
وكانت «النصرة» شنت الأسبوع الماضي حملة عسكرية طالت جسر الشغور غرب إدلب وجبل التركمان شمال اللاذقية والمنطقة الممتدة بينهما وبدعم وتوجيه من نظام أردوغان، تمكنت من خلالها من طرد المئات من تنظيم «جند الشام» بقيادة المدعو أبو مسلم الشيشاني وتنظيم «جند الله» الذي يتزعمه أبو فاطمة التركي.
وقالت المصادر: إن «الاتفاق» بين المتناحرين من «إخوة الجهاد» لم يحدد وجهة مسلحي «جند الشام» و«جند الله»، لكن حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لبعض المتزعمين ذكرت أن أفغانستان الوجهة المفضلة للإرهابيين بعد أن رفضت «النصرة» استيعابهم ضمن بوتقتها أو بقاءهم داخل المناطق التي تهيمن عليها في إدلب وأرياف اللاذقية الشمالي وحماة الغربي وحلب الغربي، على الرغم من موالاتها مع التنظيمين لتنظيم القاعدة.
وبينت المصادر أن مرتزقة نظام أردوغان في المنطقتين اللتين يطلق عليهما «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب و«درع الفرات» بريف المحافظة الشمالي الشرقي امتنعوا عن استقبال مسلحي «جند الشام» و«جند الله»، وأصدروا بياناً بخصوص ذلك.
وأضافت: أساس الصفقة التي جرت وتضمنت خروج مسلحي «جند الشام» و«جند الله» من جبل التركمان، قضت بنقلهم مع متزعميهم إلى أفغانستان بعد تواصل «الحزب الإسلامي التركستاني» مع قيادات في حركة «طالبان»، التي سيطرت على الحكم في البلاد بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية منها.
ولفتوا إلى أن جهود الوساطة نجحت في قبول «طالبان» بالمبادرة التي نسجت خيوطها الاستخبارات التركية وبدعم من مسؤولين أتراك كبار، وذلك من أجل إنجاح مساعي نظام أردوغان ببسط «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» سيطرته على منطقة «خفض التصعيد» كاملة لتلميع صورته لدى دول الغرب على أنه يكافح الإرهاب ومن أجل إقناعها بإزالته من قائمة الإرهاب الأممية والأميركية، بالإضافة إلى فرض وجوده كأمر واقع في حلول المنطقة المستقبلية.
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري دفع أمس بتعزيزات من عديده وعتاده، إلى بادية الرقة الغربية، لتكثيف عمليات تمشيط البادية الشرقية من فلول تنظيم داعش الإرهابي وبقايا خلاياه، موضحاً أن تمشيط القطاعات الأخرى من البادية مستمر كالمعتاد وفق الخطة العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن