سورية

استقبل رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني بحضور اللواء علي مملوك والسفير رؤوف شيباني…الرئيس الأسد أكد أن تأجيج الحرب على السوريين والحملات الإعلامية لم ولن ينالا من صمودهم وعزيمتهم…بروجردي: إيران حريصة على الاستمرار بدعم سورية حتى الانتصار وما من قوة تستطيع التأثير في علاقة البلدين

الوطن- وكالات

رغم أن الزيارة التي يقوم بها وفد مجلس الشورى الإيراني برئاسة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس علاء الدين بروجردي ولقائه مع الرئيس بشار الأسد وعدد من المسؤولين السوريين تأتي في إطار الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين والتنسيق المشترك، إلا أنها تعتبر غير عادية لأنها دحضت كل ما نشر في تقارير صحفية وتلفزيونية عن فتور في العلاقات بين البلدين وأن إيران تراجعت عن دعمها لسورية في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام، وخصوصاً مع تأكيد بروجردي حرص بلاده على «الاستمرار بدعمها» لسورية حتى تحقيق الانتصار على الإرهابيين.
وكان لافتاً مشاركة اللواء علي مملوك مدير مكتب الأمن الوطني في اجتماع الرئيس الأسد مع الوفد الإيراني، الأمر الذي كذب كل ما زعمته وسائل إعلامية مغرضة تارة عن تدهور صحة اللواء مملوك، وتارة عن وضعه تحت الإقامة الجبرية.

وفي التفاصيل، أفاد بيان رئاسي بثته وكالة «سانا» للأنباء، بأن الرئيس الأسد التقى بروجردي والوفد المرافق له، مشيراً إلى أن اللقاء تناول «العلاقات الأخوية القائمة بين سورية وإيران والحرص المتبادل لدى قيادتي البلدين على مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق على جميع المستويات وفي جميع المجالات».
كما جرى، حسب البيان، «بحث التطورات الإقليمية الخطيرة المتمثلة باستمرار دعم بعض الدول والقوى الإقليمية للتنظيمات الإرهابية واستخدامها كأداة من هذه الدول لتحقيق مصالحها على حساب مصالح شعوب المنطقة والعمل على ضرب الاستقرار ونشر الفوضى في العديد من دولها.
وشدد بروجردي على أن «إرادة وصمود الشعب السوري وصلابة جيشه وقيادته كفيلة بهزيمة الإرهاب وداعميه وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لطالما وقفت مع سورية وقضاياها العادلة حريصة على الاستمرار بدعمها ولن تدخر أي جهد لمساعدة السوريين وتعزيز صمودهم وصولاً إلى تحقيق الانتصار على الإرهابيين»، على ما جاء في البيان.
كما أكد بروجردي، أنه «ما من قوة في العالم تستطيع أن تؤثر على العلاقة المتميزة التي تجمع شعبي سورية وإيران وحرصهما على تحقيق مصالحهما المشتركة وعودة الاستقرار إلى المنطقة».
من جهته شكر الرئيس الأسد إيران حكومة وشعبا لوقوفها الثابت إلى جانب الشعب السوري ودعمه في مواجهة الحرب الإرهابية التي يتعرض لها، وأكد أن «تأجيج الحرب على السوريين من الإرهابيين وداعميهم واستخدام الكذب والحملات الإعلامية لتحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه على الأرض لم ولن ينالا من صمود وعزيمة السوريين وتصميمهم على القضاء على الإرهاب بمساعدة الدول الصديقة وفي مقدمتها إيران»، حسبما ذكر البيان.
وهنأ الرئيس الأسد خلال اللقاء إيران على ما تم إنجازه على صعيد الملف النووي الإيراني، مشدداً على أن الشعب السوري كغيره من الشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالية قرارها يرى في هذا الانجاز انتصارا لجميع هذه الشعوب التي تؤمن بحقوقها المشروعة وقضاياها العادلة.
ولفت البيان إلى أنه حضر اللقاء اللواء مملوك وسفير إيران بدمشق محمد رضا رؤوف شيباني. ونشرت «سانا» وحسابات رئاسة الجمهورية العربية السورية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للاجتماع يبدو فيها اللواء مملوك جالسا إلى يسار الرئيس الأسد. ومن النادر أن تواكب وسائل الإعلام المحلية نشاطات اللواء مملوك أو تنشر صوراً له.
ومنذ يومين زعمت صحيفة «التلغراف» البريطانية في تقرير نشرته بقلم «روث شيرلوك وكارول معروف» بأن «النظام السوري اعتقل رئيس جهاز الأمن الوطني علي مملوك، ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعد الاشتباه بتخطيطه انقلاباً على النظام».
ولم يكتف التقرير بذلك فقد ادعى بأن النظام وجه اتهامات لمملوك بعقد محادثات سرية مع دول تدعم المعارضة السورية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى منفية من سورية.
وبالعودة إلى لقاءات بروجردي في دمشق، فقد التقى الأخير أمس أيضاً رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام وقال خلال اللقاء: «إن زيارته لسورية تأتي لرفع الصوت عاليا في وجه الحملات الإعلامية الكاذبة والتأكيد أننا كنا وما زلنا وسنبقى إلى جانب سورية حكومة وشعبا فجزء كبير من الحرب على سورية هي الحرب النفسية».
وأضاف بروجردي: «نشيد بصمود وصلابة الجيش العربي السوري في جسر الشغور ونسأل اللـه أن ينتصر الجيش مرة أخرى في هذا الموقع والنصر يكون دائماً حليف جبهة الحق ضد الباطل».
وأشار إلى أن «أكثر الضغوط التي تمارس على إيران بما يخص الملف النووي هي من إسرائيل والسعودية التي تنتهج سياسة الكيان الصهيوني عدو العالمين العربي والإسلامي ويكفى للسعودية هذا العار».
وأكد اللحام «أن العلاقات السورية الإيرانية كانت وستبقى عامل استقرار في المنطقة وضمانة لشعوبها في تحصين حقوقها أمام الأطماع الغربية وأن مواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة تتطلب جهوداً إقليمية ودولية مشتركة وإرادة دولية صادقة في وجه الإرهاب».
بدوره لفت اللحام إلى أن «ما يجري في اليمن حالياً من حرب عدوانية ضد شعبه لا ينفصل عن الحرب الإرهابية التي تشن ضد سورية والعراق وهي حلقة في مخطط لنشر الإرهاب والفوضى وتفكيك الدول في المنطقة وإضعاف شعوبها وقال «آن الأوان لموقف حاسم في وجه قتلة الحضارة والتاريخ والإنسان».
وفي رده على سؤال عقب الاجتماع حول تقييمه لدعوة إيران إلى مشاورات جنيف الأخيرة، قال بروجردي: «لقد وصلوا إلى نتيجة مفادها ألا يكرروا الخطأ الذي ارتكبوه في جنيف 1 و2 فسياستنا تقوم على حل الأزمة تحت سقف سورية وبين السوريين أنفسهم ونعارض أي تدخل أجنبي وبالتالي على البلدان التي تدعي دعمها للديمقراطية أن تسمح لأبناء الشعب السوري أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم».
وكان بروجردي الذي وصل إلى دمشق مساء الثلاثاء في زيارة تستمر ثلاثة أيام جدد في تصريح صحفي قبيل مغادرته طهران متوجها إلى سورية دعم بلاده المطلق لسورية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين التكفيريين الذين يشكلون خطراً على المنطقة والعالم، مؤكداً ثقته بأن النصر هو حليف سورية وأن الشعب السوري سيخرج من الأزمة بنجاح. كما أكد أن الإرهابيين ومن يدعمهم لن يحققوا أهدافهم في سورية وسيفشلون في مخططاتهم.
وتأتي زيارة الوفد البرلماني الإيراني إلى دمشق بعد زيارة قام بها نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج إلى طهران أواخر نيسان الماضي التقى خلالها كبار الشخصيات العسكرية والسياسية الإيرانية.
وأكدت طهران خلال الزيارة أن سورية ستخرج منتصرةً من العدوان الذي يشن عليها، وأن إيران لن تدخر جهداً وستقدم كل ما يلزم لتعزيز صمود سورية في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، مؤكدةً أنها على استعداد كامل للتعاون مع سورية في محاربة الإرهاب والإرهابيين وعلى أنها لن تسمح لأحد النيل منها.
ومن المقرر حسب مصادر دبلوماسية إيرانية تحدث لـ«الوطن»، أن يجري بروجردي اليوم مباحثات مع رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي ونائبه وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم قبل أن يعقد مؤتمراً صحفياً في فندق داما روز بدمشق يجمل فيه نتائج زيارته ومن ثم يعود إلى طهران.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن