رياضة

في المرحلة التاسعة من ذهاب الدوري الكروي الممتاز … تشرين أبرز المنافسين وثمانية فرق تصارع المؤخرة

| ناصر النجار

إذا كان الدوري السوري الممتاز توقف شهوراً طويلة من أجل المنتخب الوطني فمن باب أولى أن يتم تأجيل مباريات هذه المرحلة من أجل العاصفة الجوية التي تضرب أغلب المحافظات السورية.

نحن الآن في قلب العاصفة، والأحوال الجوية لا تعين على إقامة مباريات ضمن الشروط المقبولة وخصوصاً أن ملاعبنا تعيش أسوأ أيامها اهتراء وخراباً وسوءاً.

لا يوجد لدينا ملعب صالح لاستقبال مباراة في الأجواء الربيعية، فكيف بنا في الأجواء الطينية.

والصور الحديثة الواردة من ملاعبنا هذا الأسبوع تجعلنا نشفق عليها وعلى الفرق التي تدوسها، فنياً لم نشاهد مباريات جمالية فيها مهارة وروعة وتكتيك، كل ما شاهدناه عبارة عن عك كروي وأغلب الأهداف تأتي من أخطاء سببها غير المباشر سوء أرض الملعب.

تأجيل المباريات لأسباب طارئة أمر طبيعي ومطلوب، وها هو الدوري الإنكليزي أجّل العديد من مبارياته بسبب كورونا، كما تم تأجيل بعض المباريات في الدوريات الأوروبية لأسباب جوية.

وإذا كان تيتا مستعجلاً لإنهاء المراحل الأربع من الدوري المقررة، فليسمح لنا بتأجيل مرحلة، لأنه لن يشاهد ما يتمناه من مستوى وأداء من أي لاعب مهما علا شأنه، فالظروف الجوية وأحوال الملاعب تعرقل أي أداء وتخفي أي مستوى ممكن أن يظهر بملاعب جيدة وأجواء جميلة.

مباريات هذا الأسبوع مهمة وقوية وحاسمة وخصوصاً للفرق المتأخرة أو التي تنافس على الصدارة، كمباراتي تشرين مع جبلة والجيش مع الوحدة.

مطاردة مباشرة

الشكل العام للمنافسة في الدوري يوحي أن تشرين في الوقت الحالي أبرز المرشحين للحفاظ على لقبه مع عدم الاستهتار بمنافسه المباشر الوثبة أو بقية المنافسين المتربصين به عن بُعد.

الدوري هذا الموسم ضعيف للغاية، وهذا التوصيف يأتي من واقع الفرق الداخلي ومن الوقائع التي نراها على أرض الملعب وفي المباريات، وعلى سبيل المثال فإن فريقي حماة أثبتا أنهما غير قادرين على مقارعة الكبار، وبقية الفرق كالشرطة وحرجلة وعفرين وحطين في وضع لا يحسدون عليه أبداً، لذلك فإن حظوظ المنافسة ستحددها مباريات الفرق الكبيرة المتنافسة فيما بينها وأي هدر للنقاط في المباريات الأخرى يعد خسارة كبيرة لا يعوض بسهولة.

تشرين خدمته القرعة حتى الآن، لكنها قد لا تخدمه في الإياب وخصوصاً أنه سيواجه منافسيه المباشرين خارج أرضه كالوثبة والوحدة والجيش والكرامة إضافة للاتحاد إذا قوي عوده أكثر، لذلك فالمطلوب من تشرين إذا أراد الحفاظ على لقبه ألا يهدر أي نقطة من مبارياته القادمة.

فريق الوثبة يلاحق تشرين بشكل مباشر والنتائج متماثلة، والفرق مباراة واحدة فاز بها تشرين عليه باللاذقية، الوثبة يمتاز بقوة دفاعه، فلم يدخل في مرماه إلا هدفان في ثماني مباريات وهذا الأمر يصب في مصلحته بكل المباريات التي يخوضها شريطة أن يستمر لاعبوه بالتسجيل في هذه المباريات.

إن أراد الوثبة أن يبقي على حظوظه قائمة في المنافسة على اللقب عليه ألا يوسع الفارق الذي يفصله عن تشرين وعليه أن يقلصه، وهذا يفرض عليه كتشرين ألا يهدر النقاط المقبلة، باستثناء المباراة مع الوحدة فإن لقاءات الفريق مع الشرطة وحرجلة وعفرين من المفترض أن تكون ضمن حسابات البطولة إن أرادها.

منافسون عن بعد

اليوم تبدو الفوارق بين تشرين والجيش والوحدة والكرامة وجبلة كبيرة بمقدار ست إلى ثماني نقاط، لكن هذه الفوارق ليست بذي بال على طول الدوري وعرضه وخصوصاً إذا علمنا أن المتبقي من المباريات 18 مباراة أي 54 نقطة.

لذلك فإن على الفرق التي تعتزم المنافسة على اللقب أن تستنفر كل إمكانياتها من الآن وصولاً إلى ما تريد.

الجيش يبتعد عن تشرين بفارق ست نقاط ولديه العديد من المباريات الصعبة مع المنافسين المباشرين كالوحدة وجبلة والكرامة وتشرين وهذه المباريات تحديداً ستحدد موقفه من المنافسة بشكل جدي، بعض المراقبين رأوا أن التغيير في الإدارة الفنية للفريق لا يصب بمصلحته عموماً، لأن الفريق بحاجة إلى مدرب أكثر خبرة من مدربه الجديد، وخصوصاً أن المدرب الجديد لم يترك البصمة الجيدة مع الفرق التي دربها سابقاً، بكل الأحوال لا يمنع من خوض هذه التجربة، وإعطاء هذا المدرب الشاب فرصة عليه إثبات جدارته فيها.

ظروف الوحدة الإدارية هي التي أبعدته عن المنافسة المباشرة بفارق سبع نقاط، ونحن نعتقد أن الأيام القادمة تشكل مفترق طريق للوحدة، فإما أن يعود إلى ما كان عليه من المنافسة والقوة وتشكيل الرعب لبقية الفرق، أو إنه سيبقى مشغولاً بصراعات داخلية نخشى إن استمرت أن تدمّر ما تبقى من بذرة صالحة في هذا النادي العريق.

ولينظر أحباب النادي إلى غيرهم من فرق أنهكتها الصراعات فتنازعت المواقع المتأخرة وصارت ظلاً لماض مجيد كفرق الاتحاد والحرية وحطين وغيرها.

المهم اليوم لمّ الشمل والبحث بعين العقل في مستقبل النادي بعيداً عن العواطف والعلاقات والمصالح الشخصية.

أهم المباريات التي سيواجهها الوحدة ستكون أمام الجيش والوثبة، وبقية المباريات ليست بالصعوبة المفترضة كلقاءات الشرطة والنواعير وحطين.

تحد صعب

الكرامة قدّم هذا الموسم أداء أقرب لمواقع الكبار من المواقع المتوسطة وأثبت قدرته على المنافسة وسط ظروف إدارية صعبة تبدلت فيها إدارة النادي أكثر من مرة، حيث تعددت الاستقالات بين الأعضاء وتعددت الترميمات، ما يشير إلى أن الأوضاع الداخلية غير مستقرة بالشكل المطلوب.

لذلك فإن الفريق أمام تحد صعب إزاء هذه الظروف وإن لم تظهر سيئاتها إلى العلن وأمام قوة المباريات القادمة التي ستجمعه مع الكبار تشرين والجيش ولن تكون مباراتا الاتحاد والفتوة أقل صعوبة، وليست مباراة الطليعة بالسهولة المتوقعة.

لذلك نقول إن الكرامة أمام منعرج حقيقي على صعيد موقفه من المنافسة، فإما ينضم إلى الكبار ويواصل مسيرة المنافسة معها، أو إنه سيلحق بفرق الوسط مؤجلاً أمنياته إلى مواسم قادمة.

التعادل المرهق

فرح أبناء جبلة بنوارسهم وقد ودعوا السنوات الكروية العجاف إلى غير رجعة بعد أن ثبت فريقهم أقدامه بالدوري بعيداً عن براثن الهبوط وبدأ هذا الموسم من فوق ينافس الكبار على مقاعدهم في المربع الذهبي، وكان الفريق يمني النفس بالمنافسة على اللقب ليستعيد ذكريات البطولة السابقة.

أكثر شيء عرقل مسيرة الفريق كثرة التعادلات التي بلغت ستة تعادلات أي إن الفريق أضاع نقاطاً بالقدر الذي حققه، وصحيح أنه لم يخسر أي مباراة حتى الآن إلا أن خسارة 12 نقطة بالتعادل تعادل خسارة أربع مباريات.

المباريات القادمة لجبلة صعبة وسيواجه فيها على التوالي تشرين والاتحاد والجيش وآخر لقاءين في الذهاب سيكونان مع النواعير بحماة ومع الشرطة بدمشق.

أبناء جبلة يعتقدون أن فريقهم يعاني من مشكلة فنية، وهذه هي سبب التعادلات السابقة، ويبحثون عن الحلول وأهل جبلة أدرى بفريقهم.

الموقع الآمن

بقية الفرق ستبحث عن موقع آمن بعيد عن المؤخرة والهبوط الذي سيكون هذا الموسم لأربعة فرق، فالفرق الثمانية المتبقية وهي الاتحاد والطليعة والفتوة وحرجلة وحطين والشرطة والنواعير وعفرين سيهبط نصفها وينجو نصفها الآخر، ومن الصعوبة بمكان التكهن بمن سيهبط منذ الآن، وإن كان عفرين حتى الآن بموقف لا يحسد عليه من خلال ما نسمع من أخبار وما نرى من نتائج، وعفرين بشكل عام غارق في مشاكل إدارية وأزمات مالية كبيرة، ورغم أن إدارة النادي استطاعت أن تجبر اللاعبين على الالتزام بما تملكه من حق قانوني إلا أنها لا تستطيع فرض أسلوب اللعب عليهم، والمشكلة عند ضمير اللاعبين الذين بات ولاؤهم للمال فوق أي اعتبار، لذلك فإن فريق عفرين في مشكلة حقيقية ويحتاج الفريق إلى معجزة مالية ليستطيع مواصلة الدوري قبل التفكير بموضوع الهبوط أو البقاء.

نستبعد في الوقت الحالي أن يكون الاتحاد أو الطليعة والفتوة من الهابطين استناداً إلى نتائجهم بشكل عام وقدرتهم على المواصلة بشكل جيد في المباريات القادمة.

المنافسة ستكون مستقرة بين بقية الفرق، حرجلة يقدم مباريات جيدة عموماً وعليه أن يتمسك بالنقاط القادمة وأن يتماسك في المباريات القادمة وكلها من العيار الثقيل.

إذا كان سوء الأداء والنتائج بفريق حطين نابعين من الإدارة الفنية فها هو المدرب قد استقال، وعليه فإننا سنشهد فريقاً آخر قادر على الإقلاع من مواقعه المتأخرة، أما إذا كانت المشكلة بالفريق أكبر من المدرب، فلا أظن أن اللجنة المؤقتة قادرة على استبعاد الفريق والتعاقد مع فريق آخر!

بالمطلق فإن ظروف حطين هذا الموسم غير جيدة من خلال الأزمة الإدارية بعدم وجود إدارة وهي سبب أزمة مالية خانقة عصفت بالنادي منذ الصيف الماضي، الحلول تكمن بمبادرة أبناء النادي بإنقاذه من الغرق، فمن المحزن أن يرى جمهور الكرة السورية فريقاً عريقاً بمستوى الحوت يغرق في شبر ماء.

من المؤكد أن فريقي الشرطة والنواعير وضعا قدميهما بالخطر بوقت مبكر، وهذا الأمر يفرض عليهما مضاعفة الجهود إذا أرادا البقاء في الدوري موسماً آخر، بكل الأحوال هما قادران على النجاة وشرط ذلك أن يقدما أفضل مما قدماه وأن ينظرا إلى الخطر الذي يداهمهما بعين المسؤولية الكاملة.

المرحلة التاسعة

مباريات المرحلة التاسعة حسب الجدول موزعة على يومي الثلاثاء و الأربعاء، فسيلعب الثلاثاء على ملعب الجلاء فريقا الشرطة والوثبة ويلتقي في الحمدانية الاتحاد مع حطين وفي ملعب حماة البلدي النواعير مع حرجلة وفي ملعب الباسل بحمص يلتقي الكرامة مع الطليعة، يوم الأربعاء يلتقي على ملعب الجلاء الجيش مع الوحدة وعلى ملعب المدينة الرياضية باللاذقية تشرين مع جبلة وعلى ملعب تشرين بدمشق الفتوة مع عفرين.

النواعير وحرجلة سيلتقيان للمرة الأولى رسمياً في الدوري، وعندما صعد حرجلة الموسم الماضي إلى الدوري الممتاز كان النواعير في الدرجة الأولى، والكلام نفسه ينطبق على لقاء الفتوة مع عفرين، فعندما لعب عفرين بدوري المحترفين موسم 2009 – 2010 كان الفتوة في دوري الدرجة الثانية.

في الموسم الماضي فاز تشرين على جبلة بلقاءي الذهاب والإياب بنتيجة واحدة 3/1 سجل هدفي جبلة محمود البحر وسجل لتشرين ماهر دعبول ومحمد مرمور هدفين وعلاء الدين دالي وعمار ريحاوي من جزاء.

مباراة الذهاب أضاع ورد السلامة ركلة جزاء لتشرين وخرج بالحمراء من جبلة حمزة الكروي في الدقيقة 39.

تبادل الجيش والوحدة الفوز في الموسم الماضي ففاز الجيش في الذهاب 2/1، سجل له محمد الواكد ومحمد لولو وسجل للوحدة عدي جفال، وخرج بالحمراء لاعب الجيش جهاد الباعور، وفي الإياب فاز الوحدة بهدف عدي جفال وطرد لاعب الجيش مرة أخرى جهاد الباعور.

الكرامة فاز على الطليعة في الموسم الماضي بحماة بهدف عمرو جنيات، وكرر فوزه بحمص في لقاء الإياب بهدفي عمرو جنيات أحدهما من جزاء مقابل هدف خالد ديناري، وكان هدف الفوز ذهبياً في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء.

الوثبة حقق النقاط الكاملة بلقاءيه مع الشرطة في الموسم الماضي ففاز بدمشق ذهاباً 3/صفر سجل له سعيد برو هدفين وعلي الصارم هدفاً، وفاز بحمص في الإياب 2/1، لرامي عامر باهوز محمد وسجل للشرطة هادي الملط.

التفوق كان لحطين على الاتحاد في الموسم الماضي، ففاز بالحمدانية 2/1، سجل لحطين أحمد الأشقر ومحمد فارس أرناؤوط وللاتحاد إبراهيم الزين من جزاء، وخرج لاعب الاتحاد محمد العنز بالحمراء.

وفي الباسل باللاذقية فاز حطين أيضاً بهدفي أنس بوطة ومحمد قلفاط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن