رياضة

فكر أكاديمي..

| مالك حمود

لن نعود إلى كلمة أكاديمية وما تحمله من أبعاد ومسافات كي تكون عنواناً لمؤسسة خاصة لتعليم الصغار أصول وفنون كرة السلة في سورية، ولكن يجدر السؤال عن سبب إعلان الاتحاد السوري لكرة السلة التوصيف الرياضي والتنظيمي والفني لكرة السلة، في بادرة هامة وضرورية مع أهمية التذكير فيها والتأكيد عليها مطلع الصيف لكونه بداية موسم العمل السنوي للأكاديميات التي تنتشر في معظم المحافظات وتعتبر من أهم الخلايا الأساسية لكرة السلة السورية.

الأكاديمية من وجهة نظر اتحاد السلة عرفناها وتعرفنا إليها، ولكن كنا نتمنى الدخول أكثر في تفاصيلها.

كنا ننتظر من اتحاد السلة ألا يكتفي ببيانه عند الإعلان بأنه الجهة المسؤولة عن منح التراخيص للأكاديميات، فالأجدر الحديث عن المقومات الأساسية التي يجب توافرها كي يتم منحها ترخيص أكاديمية، والأجدر الحديث عن المؤهلات الفنية والتربوية لمن سيعمل في تعليم كرة السلة لأولئك البراعم الصغار.

وباعتبار أن الأكاديميات كانت من أولويات عمل اتحاد السلة حيث سارع بعد أيام من بداية عمله للاجتماع مع مسؤولي الأكاديميات لتحديد أطر العمل ومحدداته، واليوم وبعد عدة شهور يأتي بالبيان التوضيحي لماهية الأكاديميات، ومادام الاتحاد يعتبرها الخلية الأساسية والشريكة في صنع كرة السلة السورية، فإننا نسأل ماذا عن تأهيل وتدريب هذه الشريحة من المدربين العاملين في ذلك المجال الواسع بكرة السلة السورية، ماذا عن تأهيل وتدريب مدربي القواعد العاملين في الأندية.

لن تتطور كرة السلة ما لم يتطور مستوى مسابقاتها، ولن تتطور مسابقاتها ما لم يتطور لاعبوها، ولن يتطور لاعبوها ما لم يكونوا مؤسسين مهارياً وبدنياً وفكرياً لأداء سلوي متطور، ولن يمتلكوا هذه السمات ما لم يكونوا مدربين على أيدي مدربين أكفاء ومؤهلين لتعليم فنون كرة السلة (على أصولها) وفق منهاج تسلسلي منتظم ومدروس، ويتناسب مع أعمار الشريحة المتدربة، وهنا دور اتحاد السلة في تأهيل وصقل المدربين المتخصصين بالقواعد وتعزيز علومهم ومعارفهم.

مدربونا بحاجة لدورات تخصصية، فأين الدورات المركزية أو الفرعية؟!

منذ سنة لم نسمع عن تحرك بهذا الخصوص سوى دورة المدربين التي حاضر فيها الأميركي ساليرنو، وحتى هذه الدورة كانت لمدربي الكبار، والتكتيك العالي الذي تحدث به ساليرنو ونفذه على المنتخب يعطى لمدربي الفئات العليا وليس القواعد، وهذه نقطة مهمة وحساسة حيث يحاول بعض مدربي الفئات العمرية الصغيرة تطبيق تكتيك عال يطبق على مستوى الرجال ظناً منه بأنه يعمل على تطوير فكر لاعبيه الصغار، وذلك قبل امتلاك لاعبيه المؤهلات الفنية والفكرية الأساسية لهذه المرحلة، وهي أشبه بالطلب من طالب الإعدادي دراسة منهاج البكالوريا.!

مدربونا بحاجة لإعادة تصنيف بين عاملين وغير عاملين، والعمل على تنشيط الذاكرة الفنية والمخزون المعرفي للعاملين منهم، ولكن كل حسب فئته العمرية، فالأكاديمية وفكرها تبدأ من أصحاب القرار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن