أن تقام مباراة استعراضية بين نجوم العرب ونجوم العالم على هامش نهائي كأس العرب فهذه فكرة جيدة يمكن البناء عليها وإدراجها في الأجندة مع كل نسخة لكرنفال العرب..
ولكن أن يكون أحَد خيوطها شخص صهيوني فهذا يندرج ضمن باب دس السم بالعسل من رأس الهرم الكروي في العالم.. وهي فكرة رئيس الفيفا جوان انفانتينو الذي لم يكن مصيباً في قرار كهذا لأن البطولة تحمل اسم كأس العرب وخاصة بمنتخبات لغة الضاد، ولكن رئيس الفيفا أراد من هذه المباراة تحقيق مكاسب.
وفي خضم وعوده للعرب وتحسين حال البطولة وديمومتها وجوائزها المالية واعتماد اللغة العربية من بين اللغات الرسمية في الفيفا سعى لمباراة استعراضية يكون فيها الصهيوني افرام غرانت مدرباً لمنتخب نجوم العالم بهدف التطبيع وأنه لا علاقة بين السياسة والرياضة.
شتان بين انفانتينو وهافيلانج الرئيس الأعظم للفيفا الذي رفض قرار لجنة حكام مونديال 1978 على ذمة العميد فاروق بوظو خبرتنا التحكيمية التي طرقت أبواب العالمية وكانت الرقم الأصعب في مجالها يوماً ما.
العميد بوظو قال لي ذات يوم وأكد ذلك أمس إن الحكم الصهيوني أبراهام كلاين اختير من لجنة حكام مونديال الأرجنتين 1978 لقيادة نهائي المونديال المذكور بين الأرجنتين وهولندا، ولكن رئيس الفيفا وقتها تدخل من منطلق أن قراراً كهذا يضعف ثقة العرب به كرئيس للفيفا ويغضبهم ولا يتمتع بالحكمة، فأين حكمة انفانتينو حيال اختيار مدرب صهيوني لقيادة نجوم العالم على أرض عربية؟!
والشيء بالشيء يُذكر، فإن مباريات كأس العالم 1982 نُقلت على شاشة التلفزيون العربي السوري باستثناء مباراة البرازيل وإيطاليا لأن الحكم كان الصهيوني أبراهام كلاين ذاته.
ما يهمنا كسوريين مشاركة الهداف التاريخي لمنتخب سورية فراس الخطيب ضمن منتخب نجوم العرب التي لم نكن نتمناها ووحدهم لاعبو الجزائر المدعوون رفضوا لعلمهم بهوية مدرب نجوم العالم.
سورية قلب العروبة النابض وكان أملنا بفراس الخطيب عدم المشاركة، وإذا سلمنا جدلاً أنك يا كابتن فراس لم تكن تعلم حقيقة الأمر وانك شطبت العلم الصهيوني على قميصك فكان من الأجدر الانسحاب عند العلم أو اتخاذ قرار حاسم على الملأ لاحقاً، ولذلك كان القرار بشطبك من اللجنة الأولمبية السورية ومنظمة الاتحاد الرياضي العام الصادر أمس منتظراً.