ثقافة وفن

البانوراما الفنية السورية لعام 2021 … درامانا بسطت سيطرتها على الشاشات المحلية والعربية .. المسلسلات الشامية حققت الأغلبية الساحقة.. والكوميديا غائبة

| وائل العدس

أزمة حقيقية واجهت عدداً من صنّاع الأعمال الدرامية خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، بسبب مقاطعة الكثير من القنوات العربية، وبسبب ما يشهده الوطن العربي من حروب انعكست على الواقع الاقتصادي، إضافة إلى إدراج الأعمال العربية المشتركة التي بدأت يوماً بعد يوم تتصدر المشهد الدرامي وخاصة مع الاعتماد على الكتّاب والمخرجين والممثلين والفنيين السوريين، إلى جانب الدراما المدبلجة التي كانت ومازالت مادة مطلوبة.

ولكن مع بدء انجلاء الغمامة السوداء عن سماء سورية وتحقيق الانتصارات السياسية والعسكرية الواحد تلو الآخر، بدأت الدراما السورية تفرض نفسها بقوة على معظم القنوات العربية، من المحيط إلى الخليج، ليثبت أن هذه الدراما حاجة عربية لا بديل منها، لأن العرب أدمنوا درامانا فأصبحت هذه الدراما جزءاً من حياة كل أسرة عربية بطريقة أو بأخرى.

ولنعترف أن معضلة الدراما الرئيسة كانت تكمن في غياب السياسات التسويقية، إلى جانب إنتاج بعض الأعمال وفق ميزانيات متواضعة تؤثر سلباً في جودتها، والأهم هو عدم وجود نصوص لها علاقة بالمرحلة والمناسبة لحالة التسويق.

فالانتشار البطيء يكون عادةً بسبب المستوى السطحي الذي تعتمده بعض شركات الإنتاج التي تغلّب المصالح والمحسوبيات في اختيار الممثلين غير الأكفاء، اعتقاداً منها أن الجمال وحده يسوّق للعمل.

وكما كل عام، بسطت الدراما السورية سيطرتها على الشاشات العربية في شهر رمضان المبارك، ورغم قلة المسلسلات خلال الموسم الحالي إلا أنها نجحت في استقطاب 47 شاشة تلفزيونية خلال الشهر الكريم، امتدت من الخليج إلى المحيط.

وكان من اللافت أن معظم المسلسلات السورية عرضت عبر قنوات محلية وعربية باستثناء ما أنتجته المؤسسة العامة للإنتاج والتوزيع والتي بقيت بمعظمها ضمن الإطار المحلي.

المسلسلات الشامية

تبوأت أعمال البيئة الشامية مركز الصدارة وحظيت بمتابعة جماهيرية كبيرة وبقيت تدر على المنتجين أموالاً طائلة على اعتبارها تجارة رابحة ومضمونة.

ولسهولة تسويقها وزيادة طلبها من القنوات والمعلنين فقد حصلت المسلسلات الشامية على فرص العرض الأكبر.

مسلسل «الكندوش» تأليف: حسام تحسين بيك وإخراج سمير حسين، عرض على 15 قناة وهو من بطولة أيمن زيدان وسلاف فواخرجي وصباح الجزائري وأيمن رضا وسامية الجزائري وشكران مرتجى وكندا حنا وفايز قزق ومحمد حداقي وحلا رجب ووفاء موصللي وزهير عبد الكريم وعلاء قاسم وجمال العلي إضافة إلى آخرين.

أما «باب الحارة» بجزئه الحادي عشر الذي ألفه مروان قاووق وأخرجه محمد زهير رجب فعرض عبر تسع قنوات وشارك فيه نجاح سفكوني وزهير رمضان وسلمى المصري وقاسم ملحو ورنا الأبيض ونظلي الرواس ورضوان عقيلي وتيسير إدريس وجلال شموط وعلي كريم وعبير شمس الدين وسحر فوزي وهدى شعراوي وصالح الحايك ورامز عطا اللـه وأيمن بهنسي وفاتح سلمان ومحمد قنوع ويحيى بيازي وباسل حيدر.

مسلسل «سوق الحرير» بجزئه الثاني من تأليف مجموعة كتّاب وإخراج المثنى صبح عرض عبر ست قنوات وشارك فيه سلوم حداد وبسام كوسا وفادي صبيح وقمر خلف ونادين تحسين بيك وكاريس بشار وريام كفارنة وميلاد يوسف وهيفاء واصف وعبد الهادي الصباغ ووفاء موصللي ومؤيد الملا وروعة السعدي وعلاء قاسم وشادي الصفدي ولوريس قزق وسهير فهد ونجاح سفكوني وآخرون.

بينما عرض الجزء الأول من مسلسل «حارة القبة» من تأليف أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي عبر أربع شاشات وشارك في بطولته عباس النوري وسلافة معمار وفادي صبيح وكرم الشعراني وخالد القيش ومحمد حداقي ونادين خوري ونادين تحسين بيك وإمارات رزق ويزن الخليل ويامن الحجلي وعبد الهادي الصباغ وشكران مرتجى وجرجس جبارة ورهف الرحبي وروعة السعدي وآخرون.

مسلسل «ولاد سلطان» عرض قبل رمضان ولم يعرض خلاله وهو من تأليف سعيد حناوي وإخراج غزوان قهوجي وبطولة حسام تحسين بيك وهدى شعراوي وعبد المنعم عمايري وهيما إسماعيل ويحيى بيازي وأيمن بهنسي وعادل علي وعهد ديب وعلا بدر وباسل خليل.

الأعمال الاجتماعية

حظيت المسلسلات الاجتماعية بفرص عرض واسعة جداً هذا العام واستقطبت قنوات مهمة في شهر الصوم.

مسلسل «على صفيح ساخن» من تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف الدين سبيعي عرض عبر 11 قناة، وأدى أدوار البطولة فيه باسم ياخور وسلوم حداد وأمل بوشوشة وميلاد يوسف وعبد المنعم عمايري ويامن ونظلي الرواس ويزن الخليل وعبد الفتاح المزين وسمر سامي وآخرون.

أما مسلسل «خريف العشاق» من تأليف ديانا جبور وإخراج جود سعيد فعرض عبر خمس شاشات وشارك في بطولته أيمن زيدان وصفاء سلطان وأحمد الأحمد ومحمد الأحمد وحلا رجب ولجين إسماعيل وترف التقي وعلا سعيد وحسين عباس.

وعرض «شارع شيكاغو» من تأليف وإخراج محمد العزيز عبر أربع شاشات علماً أن هذا العمل عرض أيضاً قبل رمضان عند الانتهاء من تصويره، وهو من بطولة عباس النوري وسلاف فواخرجي ومهيار خضور وأمل عرفة ووائل رمضان وشكران مرتجى ونادين سلامة ونادين خوري وفايز قزق وتيسير إدريس وجوان الخضر وجمال قبش ونظلي الرواس.

«بعد عدة سنوات» من تأليف بسام جنيد وإخراج عبد الغني بلاط عرض عبر قناتين وشارك فيه ديمة قندلفت وميلاد يوسف ومحمد حداقي وسعد مينه وعلا باشا وروبين عيسى وعلي كريم وكرام الشعراني ووسيم الرحبي وريم زينو وهبة زهرة ورنا العضم وريم عبد العزيز.

على حين عرض «ضيوف على الحب» من تأليف سامر إسماعيل وإخراج فهد ميري عبر قناة واحدة فقط وشارك فيه شكران مرتجى وفادي صبيح وجيني إسبر وجرجس جبارة وزهير رمضان وبلال مارتيني وعلي سكر وهيماء إسماعيل ووضاح حلوم وخلود عيسى ورنا العضم ورنا كرم وعاصم حواط ووضاح حلوم.

مسلسل «بورتريه» من تأليف تليد الخطيب وإخراج باسم السلكا ورغم عرضه في وقت سابق إلا أنه حضر في رمضان عبر قناة واحدة وشارك فيه فادي صبيح ومديحة كنيفاتي وجلال شموط وترف التقي وأكثم حمادة وهافال حمدي ورنا جمول ومريم علي وأمية ملص ومحمد خاوندي.

مسلسل «السنونو» عرض للمرة الأولى بعد رمضان وهو من تأليف وبطولة ياسر العظمة وإخراج خيري بشار، وشارك فيه كل من عابد فهد وتقلا شمعون وفادي إبراهيم ومحمد قنوع وبشار إسماعيل وليا مباردي وديمة الجندي وستيفاني عطا اللـه ومرح جبر وأيمن عبد السلام وآخرين.

الدراما البدوية

بعد غياب كبير، عادت الدراما البدوية إلى الواجهة عبر مسلسل «صقار» من تأليف دعد ألكسان وإخراج شعلان الدباس وعرض عبر ثماني قنوات، ويؤدي أدوار البطولة فيه رشيد عساف وقمر خلف ونور علي وجولييت عواد وروعة ياسين وأمية ملص ورنا الأبيض وحلا رجب وأمانة والي وجلال شموط ومحمد المجالي.

المسلسلات القصيرة

خلال الموسم الدرامي الماضي، حضرت المسلسلات القصيرة بكثرة، منها ثمانية، «صدفة» من تأليف فايزة علي وإخراج سامي الجنادي، وعشارية «طبق الأصل» من تأليف سلام كسيري وإخراج علي محي الدين، و«انتقام بارد» من تأليف نعيم الحمصي وإخراج سيف الدين سبيعي، وعشارية «اللعنة 13» من تأليف وإخراج جمال الظاهر.

خارج العرض

غابت عدة مسلسلات عن الشاشة هذا العام لأسباب متعددة.

المسلسل الأول هو الجزء الثاني من «مقابلة مع السيد آدم» من تأليف وإخراج فادي سليم، والذي لم تستكمل عمليات تصويره بسبب ظرف إنساني يمر به المخرج، ما استدعى إلى إيقاف التصوير وتأجيل العرض.

وأيضاً تم تأجيل عرض مسلسلي «بروكار 2» تأليف سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب، و»رد قلبي» تأليف فهد مرعي وإخراج عمار تميم من دون ذكر الأسباب.

أما مسلسل «دفا» تأليف بسام مخلوف وإخراج سامي الجندي فلم يكن حاضراً لعدم استكمال عمليات التصوير إثر حدوث خلل مع فنّيي العمل، ما استدعى التوقف لفترة فتأخر التصوير، بحسب ما أوضح مخرج العمل الذي أضاف: إن التأخر في التصوير أحدث صعوبة لدى الممثلين المشاركين في العمل بتنسيق وقتهم، بسبب التزامهم بأعمال أخرى، ما حال دون استكمال التصوير.

ومن المقرر أن يتم عرض هذه الأعمال خلال رمضان المقبل.

الكوميديا غائبة

يبدو أن الضحكة في سورية أصبحت جوفاء لا مكان لها في هذا الواقع المعيش مع كل الصراعات التي نتعرض لها، حيث غابت عن درامانا هذا العام المسلسلات الكوميدية وما يسمى الكوميديا السوداء، وهي من المفروض أن تنشط في هذه المرحلة لا أن تغيب، على الرغم من أنها عملت سابقاً على خطف ضحكة الناس واستثارة اهتمامهم.

غيابات كثيرة

لكل فنان أسبابه، الشخصية منها والعامة، لذلك كما كل عام في الدراما السورية، غاب نجوم وحضر آخرون، هكذا فإن المشهد الدرامي يختلف باختلاف الوجوه.

العديد من النجوم غابوا طويلاً وآخرون بات غيابهم متقطعاً، على حين تغيب فئة ثالثة عن الدراما المحلية وتحضر في نظيرتها العربية، على حين أجبر كثيرون على ذلك رغم وقوفهم أمام الكاميرا بسبب تأجيل عروض أعمالهم إلى ما بعد رمضان، فالأسباب تعددت والغياب واحد.

بعد اعتذاره عن المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل «سوق الحرير» بشخصية «أبو طلال» لالتزاماته في أعمال عربية، غاب أسعد فضة عن الدراما السورية هذا العام، علماً أنه غاب خلال السنوات الأخيرة في الموسم قبل الماضي أيضاً.

غابت مها المصري بعدما اعتذرت عن المشاركة في الجزء الثاني من المسلسل الشامي «بروكار» بسبب ظروف السفر الصعبة جراء انتشار وباء كورونا، وخاصة أنها تقيم إلى جانب ابنتها ديمة بياعة في الإمارات العربية المتحدة، لتسجل غياباً جديداً هذا العام.

وبعد تأجيل عرض الجزء الثاني من مسلسل «مقابلة مع السيد آدم»، غاب غسان مسعود عن الشاشة ومن ثم فإن ظهوره بشخصية «آدم عبد الحق» تأجل إلى موعد غير مسمى.

وغابت سوزان نجم الدين عن الدراما السورية للموسم الرابع على التوالي، إذ قدمت آخر عمل لها في موسم 2017 وهو «شوق»، خلال هذه الفترة قدمت عدة أعمال درامية مصرية منها «كلبش» و«ابن أصول».

نسرين طافش ومنذ مشاركتها في بطولة مسلسل «مقامات العشق» عام 2019، لم تشارك في أي مسلسل سوري لتستمر بالغياب للموسم الثاني على التوالي، لكنها لم تغب عن الشاشة كلياً بمشاركتها في المسلسل المصري «المداح».

يعود آخر ظهور لفراس إبراهيم في الدراما السورية إلى موسم 2018 وتحديداً منذ مشاركته في مسلسل «رائحة الروح»، فغاب عن الموسم الدرامي الثالث على التوالي لعدم مشاركته في أي عمل.

كما غاب مصطفى الخاني للموسم الثاني على التوالي، في وقت انشغل بالتحضير لمشروع مسرحي إلى جانب كندا حنا.

وأيضاً غابت رنا شميس عن الشاشة هذا العام لسببين، الأول تعليق تصوير الجزء الثاني من مسلسل «مقابلة مع السيد آدم»، على حين يكمن السبب الثاني بتأجيل عرض مسلسل «بنات الماريونت».

وكان وائل شرف من الوجوه المألوفة في الدراما السورية كل عام، لكنه غاب هذا العام والعام الذي قبله، وتحديداً منذ ظهوره في مسلسلي «هوا أصفر» و«ورد أسود» موسم 2019.

وبعد ظهوره في الجزأين الأول والثاني من مسلسل «حرملك» بشخصية «عامر رسلان» في الموسمين الماضيين، غاب قيس الشيخ نجيب هذا العام عن الدراما السورية، لكنه لم يغب عن الشاشة كلياً إذ يحضر في المسلسل المصري «هجمة مرتدة».

واستمر قصي خولي في غيابه عن الدراما السورية للموسم الثالث على التوالي، إذ يعود آخر ظهور له إلى موسم 2018 في مسلسل «هارون الرشيد» وخاصة بعد انشغاله في الدراما العربية المشتركة إذ عرض له هذا العام مسلسل «لا حكم عليه».

ومن قائمة الغائبين ليليا الأطرش أيضاً لعدم مشاركتها في أي مسلسل.

وغاب معتصم النهار هذا الموسم عن الدراما السورية لكنه لم يغب عن الشاشة، إذ شارك في الجزء الثاني من مسلسل «المنصة» كما شارك في مسلسلي «خرزة زرقا» و«صالون زهرة» وكلاهما عملان عربيان مشتركان.

واستمر غياب سوزان سكاف للعام الثاني على التوالي، بعدما ظهرت عام 2019 في مسلسل «عن الهوى والجوى»، علماً أنها في العام نفسه شاركت في فيلم «الاعتراف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن