ثقافة وفن

أعمال حاتم علي تكرّم المرأة السورية والعربية … فهل كانت محض مصادفة أم إنها رسالة هادفة كان يؤمن بها؟

| هلا شكنتنا

مع اقتراب ذكرى رحيله الأولى ما زال اسم المخرج «حاتم علي» يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، فالحديث عنه وعن أعماله الرائعة التي قدمها خلال مسيرته الإخراجية لم تكن مثل غيرها من الأعمال، لكونه استطاع أن يصل إلى جميع بيوت الوطن العربي ليتحدث عن حياتهم ويصف مشاعرهم ويجسدها بأعمال واقعية خالية من التزييف والمبالغة.

لم يغب عن ذاكرة الجمهور

لم يكن حاتم علي مثله مثل أي مخرج، بل كان مخرجاً يمتلك نظرة خاصة جعلته يتربع على عرش المهنة ويبني لنفسه مساحة خاصة تجعل المتابع يعلم بأن هذا العمل هو من إخراجه فقط من النظرة الأولى، لقد كانت أعماله تحرك المشاعر الكامنة في النفس البشرية، وكانت تجعل المتابع متشوقاً ليشاهد ماتبقى من العمل الدرامي.

أعمال درامية تحمل رسائل هادفة

ومن يشاهد أعمال الراحل يعلم جيداً بأن المواضيع التي كان يتحدث عنها بأعماله، لم تكن بيوم مواضيع ثانوية أو غير مهمة، بل كان دائماً يختار الأعمال التي تناسبه وتؤكد بأن الفن هو رسالة سامية موجهة لمجتمع بأكمله.

وخلال البحث عن أهم الأعمال التي قدمها حاتم علي، نجد بأنه كرّم المرأة السورية والعربية من خلال وضعها في أدوار مهمة تعكس عنفوان وكرامة المرأة العربية، وبالمقابل لا نستطيع أن ننسى دور الكتاب الذين شاركوا حاتم علي في تقديم المرأة بشكلها الحقيقي المتمثل بالأنثى القوية والمحترمة، ومن أهم الأعمال التي قدمها «حاتم علي» وركزت على هذا الجانب:

نبيلة النابلسي الأم الحنون

حيث جسدت الراحلة نبيلة النابلسي في «الفصول الأربعة» دور الأم لأربعة بنات دمشقيات يتمتعن بأرواح جميلة مفعمة بالحياة، لكن لكل واحدة منهم مشكلة خاصة بها، وكانت هذه الأم هي الحضن الوحيد ومصدر الأمان لبناتها.

سمر سامي الأم والزوجة المثالية

حيث جسدت سمر سامي في «أحلام كبيرة»، دور الأم المثالية التي تربي أبناءها الأربعة، التي حاولت أن ترعاهم وتجعلهم شباباً قادرين على النجاح في حياتهم، كما أنها وقفت إلى جانب زوجها «أبو عمر» الذي تعرض لوعكة صحية ما جعلها تقف إلى جانبه وتسانده لتكون الزوجة المحبة والمخلصة وشريكة العمر في الفرح والحزن.

سلاف فواخرجي المناصرة للمرأة

حيث أدت سلاف فواخرجي في «عصي الدمع» دور المحامية «رياض العمري» التي تجوب في قاعات القصر العدلي لتدافع عن نساء ضعيفات تعرضن للظلم من قبل أزواجهن، لتكون «رياض العمري» هي الصوت القوي لكل امرأة لا تملك الجرأة الحقيقية لمواجهة العنف.

جولييت عواد في وجه الظلم

لم يكن مسلسل «التغريبة الفلسطينية» عملاً درامياً يروي فقط أوضاع الفلسطينيين، بل كان عملاً يحاكي الواقع المر والظلم الذي واجهه الفلسطينيون، ولقد حرص «حاتم علي» على عرض دور المرأة الفلسطينية القوية التي تقف في وجه الظلم والاحتلال حتى أثناء وجودها ضمن المخيمات، لكن هذه المرأة لم تستسلم وبقيت شامخة ورافعة رأسها لتقول إن النساء قادرات على مواجهة الاحتلال بكل فخر وكرامة.

إذاً هل كان حاتم علي متقصداً إظهار المرأة على أنها قوية وقادرة على احتواء عائلتها ومساندتها بجميع الأوقات، أم كانت محط مصادفة جمعته مع كتاب الأعمال التي قام بإخراجها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن