سورية

«الحربي» يكثف غاراته ويدك معاقل إرهابيي الاحتلال التركي … «خفض التصعيد» أولوية روسيا في ٢٠٢٢ وضغط عسكري لتحقيق انفراج سياسي

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق– الوطن- وكالات

بنهاية العام الماضي ومع حلول مطلع العام الجديد، كثف سلاح الجو الروسي غاراته على مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للنظام التركي في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، ما يوحي بأن موسكو ستنتهج السياسة القديمة ذاتها المتمثلة بممارسة ضغط عسكري لتحقيق انفراج سياسي عبر تنفيذ بنود التفاهمات الثنائية مع نظام الرئيس رجب طيب أردوغان ذات الصلة بالمنطقة.

وينص «اتفاق موسكو» الروسي – التركي، الموقع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان في ٥ آذار ٢٠٢٠، على إعادة الحركة إلى طريق عام حلب- اللاذقية والمعروفة بـ«M4»، على حين يقضي «اتفاق سوتشي» الموقع بـ١٧ أيلول ٢٠١٨ بين الجانبين بطرد التنظيمات الإرهابية من «خفض التصعيد»، لكن أردوغان ظل يماطل بما يحول دون تنفيذ الاتفاقين، مستفيداً من التناقضات الإقليمية والدولية الخاصة بالملف السوري.

وبينت مصادر محلية في إدلب لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي الروسي واصل أمس، ولليوم الخامس على التوالي، استهداف مقار المجموعات الإرهابية سواء الممولة من النظام التركي مثل ما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» أم «جبهة النصرة» وحاضنتها الحالية «هيئة تحرير الشام» المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية والأممية.

المصادر ذكرت، أن المقاتلات الروسية شنت أمس ١١ غارة جوية توزعت على نقاط تمركز الإرهابيين شرق جبل الأربعين المطل على مدينة أريحا وحرش بلدة مصيبين إلى الشرق من المدينة حيث نقطة ثابتة لـ«النصرة» على طريق «M4»، بالتزامن مع تنفيذ غارات استهدفت محيط السجن المركزي غرب مدينة إدلب وجوار بلدتي الشيخ يوسف وسيجر بريف المحافظة الغربي.

ولفتت إلى أن أول من أمس شهد تصعيداً مماثلاً في عدد غارات سلاح الجو الروسي، والتي بلغت ١٢ غارة طالت معاقل لمسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، ويقودها تنظيم «النصرة»، في كل من بلدة الجديدة ومنطقة النهر الأبيض شمال جسر الشغور بريف إدلب الغربي وبلدتي كنصفرة ومشون بجبل الزاوية بريف المحافظة الجنوبي، جنوب طريق عام حلب – اللاذقية، وذلك بعد يوم من استهدافه محيط بلدات إبلين ومشون والبارة بجبل الزاوية ومنطقة النمرة بسهل الروج غرب إدلب وجوار بلدة كفردريان بريف المحافظة الشمالي الغربي، وبعد يومين من الغارات الـ ١٠ المماثلة التي دكت مواقع الإرهابيين في منطقة كفرعروق- كلي شمال إدلب وجبل الشيخ بركات المطل على مدينة دارة عزة حيث أهم القواعد العسكرية لجيش الاحتلال التركي بريف حلب الغربي، والذي طالت محيطه غارات أخرى في ٢٦ الشهر الماضي.

متابعون للوضع الميداني في «خفض التصعيد» توقعوا في تصريحات لـ «الوطن» استمرار الغارات الجوية الروسية وبشكل مكثف في الأشهر الأولى من ٢٠٢٢ وأن تنتهج موسكو خط الضغط العسكري ذاته الذي اتبعته قبل لقاء بوتين – أردوغان نهاية أيلول الماضي، لإرغامه على تقديم تنازلات تعيد تفعيل الاتفاقيات الثنائية بينهما لوضعها حيز التنفيذ في أقرب فرصة ممكنة.

ميدانيا رد الجيش العربي السوري على انتهاكات إرهابيي أردوغان لوقف إطلاق النار في «خفض التصعيد» والساري المفعول منذ بداية آذار ٢٠٢٠، ودمر تحصينات لمسلحي «الفتح المبين» بالقرب من خطوط تماس جبل الزاوية لاسيما في محيط بلدات سفوهن وفليفل والفطيرة، في وقت قضى فيه على عدد من الإرهابيين بالقرب من بلدتي العنكاوي والقاهرة بسهل الغاب شمال حماة.

في المقابل، قصفت أمس مدفعية جيش الاحتلال التركي ومرتزقته منازل المدنيين في بلدتي عين عيسى وصيدا بريف الرقة الشمالي وألحقت خسائر مادية في ممتلكاتهم، تزامناً مع قصفها بلدة الدردارة في ريف تل تمر شمال غرب الحسكة، فيما استمر جيش الاحتلال ليل أول أمس بدك بلدات عين دقنة وبيلونية وشيخ عيسى في ريف حلب الشمالي الأوسط، ودفع الأهالي إلى النزوح باتجاه مناطق أكثر أمنا.

وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، أغار أمس على مواقع ومخابئ لتنظيم داعش الإرهابي في مثلث حماة ـ حلب ـ الرقة، وفي باديتي دير الزور وحمص الشرقية.

وأوضح المصدر، أن الغارات حققت أهدافها بتدمير تلك المخابئ والمقرات على من فيها من الإرهابيين.

وفي سياق منفصل، أكد مصدر مسؤول في محافظة دير الزور لـ«الوطن» تواصل الإقبال الكثيف على التسوية في مركز مدينة الميادين بريف المحافظة الشرقي، مشيراً إلى أن العملية ستتواصل اليوم في المدينة، بسبب استمرار الإقبال عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن