رياضة

المدرب وجدران الفيس

| غسان شمه

لا شيء يعلو على «قعقعة» الحوار بين اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة والمدرب الروماني تيتا، جولات وجولات من الحوار الصاخب والشرط الجزائي يقف عائقاً أمام الوصول إلى حل نهائي، وكل طرف يشد لحاف المصلحة التي يمثلها إلى جانبه، فالمدرب يريد شرطاً جزائياً يضمن حقه وحق الجهاز الفني معه، في حين يرفض أن يكون هذا الشرط معادلاً في حال غادر مهمته، وهذا ما تراه اللجنة المؤقتة غير منصف وهي وجهة نظر لا ينبغي التقليل من أهميتها؟

بغض النظر عن التفاصيل، وعن التوصل لاتفاق في حال تم توقيع العقد، فقد ضربت جدران الفضاء الافتراضي «صفحات الفيس» جدران الحائط بكثير من المنطق في طريقة النشر والكتابة حول هذه القضية، فهذا يرى الحق مع المدرب فيما يطلب مؤكداً أن مصلحة المنتخب تتطلب ذلك، وكأن المدرب الروماني قد ترك أعماله المتراكمة والعروض الكثيرة التي كان يختار من بينها وجاء منقذاً، وفي جعبته اليوم فوز على المنتخب التونسي، يعلم الجميع ظروفه، وينسى الخسارة أمام الموريتاني الأضعف بين الفرق العربية، حتى إن بعض تلك الصفحات تعيد إلى الذاكرة مقولة قديمة عن الجدران المعروفة للجميع؟
وبالمقابل هناك من يرى أن اللجنة المؤقتة في اتحاد الكرة ورئيسها هم الأجدر في تقدير العقد الأنسب لمصلحة المنتخب والاتحاد نفسه لتفادي الوقوع في تجربة جديدة مؤلمة، وهذا الأمر منطقي إلى حد بعيد..
نفهم مثل هذه الكتابة على تنوعها والغايات التي قد تقف وراء بعضها لكن المؤلم أن بعض العاملين في الوسط الرياضي، واتحاد الكرة في مراحل سابقة بات يخشى كلام تلك الجدران أكثر من الوقائع والحقائق نفسها، وربما انساق وراء بعض ما تحمله من آراء إرضاء لهذا أو ذاك على حساب المصلحة الحقيقية لمكان عمله ومهمته، وكان أحدهم قد قال لي ذات مرة: «صفحات الفيس هلكتني وراسي صار عم يوجعني من كتر ما عم يلاحقوني».
ندرك أن فضاء الفيس بات يشكل فسحة لإبداء الآراء والأفكار للتعبير عن موقف ما تجاه هذه القضية أو تلك، لكن هناك من يدرك ويمتلك الخبرة وهناك من تسيره العواطف أو المصالح.. والغرابة كل الغرابة في انسياق بعض أصحاب القرار وراء ذلك، وهذا تعبير عن الضعف وتواضع المهنية والاحترافية لدى من يصل وهو يفتقر لمقومات العمل الذاتية أو الموضوعية، وأصحاب الخبرة يجب ألا يتأثروا بذلك، والكثير من القلق سببه الفوضى أو الارتجال والمصالح ولن يكون أثر ذلك إيجابياً سواء في هذه القضية أم تلك؟.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن