عربي ودولي

بعد مفاوضات دامت أكثر من 7 ساعات حول ملف الضمانات الأمنية … روسيا: صعبة ومهنية وواشنطن تعاملت مع مقترحاتنا بجدية .. أميركا: أبواب «الناتو» مفتوحة أمام أي دولة تريد الانضمام

| وكالات

أوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس أن المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الضمانات الأمنية كانت صعبة ومهنية، مشيراً إلى أن الطرف الأميركي تعامل بجدية مع مقترحات روسيا، في حين أكدت واشنطن رفضها إغلاق أبواب الناتو أمام أي دولة تريد الانضمام إلى الحلف.
وحسب قناة «روسيا اليوم» قال ريابكوف خلال مؤتمر صحفي في ختام المفاوضات: «الحديث كان صعباً وطويلاً ومهنياً للغاية وعميقاً ومفصلاً، من دون محاولة تزيين شيء ما والالتفاف على الزوايا الحادة».
وأضاف: تشكل لدينا انطباع أن الطرف الأميركي اتخذ موقفاً جدياً للغاية من المقترحات الروسية وحللها بشكل عميق، ونحن من جانبنا قدمنا للأميركيين بشكل مفصل منطق وجهورية مقترحاتنا وأوضحنا لماذا يمثل الحصول على ضمانات حقوقية لعدم توسع الناتو ضرورة تامة، ولماذا لا بد من حصولنا على ضمانات حقوقية لعدم نشر منظومات ضاربة قرب حدود روسيا قادرة على إصابة أهداف في أراضينا، ولماذا نطرح مسألة حول وجوب تخلي الناتو عملياً من الانتشار المادي في الدول التي انضمت إلى الحلف بعد العام 1997، أي بعد التوقيع على اتفاق روسيا الناتو».
وأشار ريابكوف إلى أن بلاده أكدت بوضوح أنه من دون المضي قدماً في هذه الاتجاهات المحورية والضرورية الـثلاثة سيكون العمل على الجوانب الأخرى قيد الشك.
بدورها أعلنت الولايات المتحدة أنها أكدت خلال المفاوضات رفضها إغلاق أبواب الناتو أمام أي دولة تريد الانضمام إلى الحلف.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان قولها إنها ناقشت مع نظيرها الروسي اتخاذ خطوات متبادلة لخفض التصعيد تتعلق بالصواريخ والتدريبات العسكرية، مشيرة إلى أنها جددت تحذير موسكو من العواقب الشديدة التي ستلحق بها إذا هاجمت أوكرانيا.
وأشارت شيرمان إلى أن المحادثات تناولت عدداً من الأفكار تمكن البلدين من اتخاذ إجراءات متبادلة من شأنها أن تكون في مصلحتهما الأمنية وتحسين الاستقرار الإستراتيجي.
وكشفت شيرمان أنها عرضت إجراء محادثات أخرى تكون أكثر تفصيلاً بشأن الصواريخ، بعد دعوات روسية لتقديم ضمانات أمنية، لكنها أوضحت أنها استبعدت دعوة روسية للحصول على ضمانات أن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي، قائلة: «لن نسمح لأي طرف بإنهاء سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي».
واختتمت مساء أمس جولة جديدة من المفاوضات الروسية – الأميركية في جنيف في إطار الحوار الإستراتيجي بين البلدين تركزت على قضية الضمانات الأمنية واستمرت نحو أكثر من 7 ساعات، بينما عقد الجانبان مساء أول أمس الأحد لقاء تمهيدياً وصفه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بـ«المذهل والصعب والعملي».
بالتزامن أعلن الكرملين أمس أنه لا توجد خطط لإجراء اتصال هاتفي بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن في أعقاب المحادثات الروسية – الأميركية الجارية في جنيف.
وحسب وكالة «تاس» رد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف خلال موجز صحفي على سؤال حول احتمال إجراء مثل هذا الاتصال: في الوقت الحاضر لا توجد أي اتفاقات بهذا الشأن، مع ذلك فقد ذكر أنه خلال الاتصال الهاتفي السابق الذي جرى عشية حلول رأس السنة الجديدة، أكد الرئيسان استعدادهما لإجراء اتصالات جديدة إذا لزم الأمر.
وأضاف: ستختتم المحادثات قريباً وسنرى إلى أين وصلنا وما هو رصيدنا، وبعدها سيكون واضحاً كيف يمكننا تقييم الوضع، وأردف أنه من السابق لأوانه تقييم نتائج المحادثات الجارية بين موسكو وواشنطن حول قضايا الأمن، مشيراً إلى أن العملية ما زالت جارية، وأشار إلى أن رئيس الوفد الروسي سيرغي ريابكوف- نائب وزير الخارجية، سيصدر حكمه في نتائج المحادثات بأي حال من الأحوال.
وترأس الوفد الروسي ريابكوف برفقة نائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، والوفد الأميركي النائب الأول لوزير الخارجية ويندي شيرمان. وتأتي هذه المحادثات قبيل اجتماع مجلس روسيا- الناتو في بروكسل المقرر غداً الأربعاء.
ونشرت روسيا يوم 17 كانون الأول مشروعي اتفاقيتين، واحدة مع الولايات المتحدة، والأخرى مع حلف الناتو، تشملان بنوداً حول ضمانات أمنية متبادلة في أوروبا، بما في ذلك عدم نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في مناطق الوصول إلى أرض الخصم، وتخلي الحلف عن مواصلة توسعه شرقاً.
وأكدت الولايات المتحدة استعادها للتباحث مع روسيا خلال المفاوضات في جنيف حول عدم نشر الصواريخ الأميركية في أوكرانيا والحد من التدريبات العسكرية للبلدين، لكنها قالت إنها ترفض مناقشة مسألة انضمام أعضاء جدد إلى الناتو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن