شؤون محلية

عطش في السويداء.. لا لندرة المياه بل لقلة الكهرباء

| السويداء –عبير صيموعة

أدى اعتماد محافظة السويداء في تأمين مياه الشرب على الآبار واعتماد معظم الآبار في التشغيل على التيار الكهربائي لعدم وجود مجموعات توليد لكثير منها إلى خلق إشكالية حقيقية في تأمين مياه الشرب وفاقم مشكلة تأمين الكميات المطلوبة منها في ظل ساعات التقنين الطويلة فضلاً عن القطع الترددي للتيار الذي حال دون تشغيل الآبار في ساعات وصل التيار وأدى بدوره إلى إلحاق ضرر بتجهيزات معظم الآبار حتى التي تم تحييدها من التقنين كما أدى بدوره إلى خلق أزمة مياه حقيقية في المدينة على وجه الخصوص وعلى ساحة المحافظة على وجه العموم.

وأكد جميع الأهالي ممن تواصلوا مع «الوطن» أن قضية التيار الكهربائي في السويداء تعدى إشكالية تأمين الإنارة للمنازل وخاصة في أوقات الامتحانات، مشيرين إلى أن القطع الترددي للتيار ألحق ضرراً في جميع أدواتهم المنزلية الكهربائية التي تم غض النظر عنها وتجاوزها أمام قضية تأمين مياه الشرب التي باتت القضية الأهم لأن جميع الأحياء في المدينة والبلدات والقرى باتت تعاني أزمة عطش حقيقية عجزت معها مؤسسة المياه عن تحقيق عمليات الضخ بالكميات المطلوبة ورتبت أعباء مالية إضافية على جميع الأهالي.

مدير الوحدات الاقتصادية في مؤسسة مياه السويداء ماهر شلهوب أكد لـ«الوطن» أن واقع الكهرباء في المحافظة فرض حالة من العجز في تأمين مياه الشرب بالكميات المطلوبة لاعتماد المحافظة على الآبار في تأمين مياه الشرب في ظل الفصل الترددي للتيار الكهربائي عن جميع الخلايا المغذية للآبار سواء للآبار المحيدة عن التقنين أو الآبار المزودة بمجموعات توليد لأنه في حال وصل التيار الكهربائي الذي لا تتجاوز فترته الساعة ونصف الساعة لا يمكن ضخ الكميات المطلوبة مع الفصل الترددي لأكثر من مرة علماً أنه تتوقف عمليات الضخ في كل عملية فصل لأكثر من ثلث ساعة لحماية تجهيزات الآبار.

وأوضح أن هذا الأمر حال دون الاستمرار بالضخ أكثر من نصف ساعة بحالة وصل التيار يضاف إليها أن مجموعات التوليد لا يمكن أن تعمل على مدار 24 ساعة متواصلة في ظل تردي التيار الكهربائي فضلاً عن عدم قدرت المؤسسة على تشغيلها أكثر من 6 ساعات متواصلة لحاجتها إلى كميات كبيرة من المحروقات وخاصة أن مخصصات الوحدات جميعها على ساحة المحافظة يومياً لا تتعدى الـ4 آلاف ليتر يتم توزيعها على كل مجموعات التوليد.

بدوره مدير مؤسسة مياه السويداء وائل شقير أكد لـ«الوطن» أن الإشكالية الأساسية تكمن بالقطع الترددي للتيار الكهربائي موضحاً أنه في الأيام القليلة الماضية تراوح عدد حالات القطع الترددي للتيار الكهربائي عن خلايا تجمعات الآبار كافة بين 10 إلى 30 مرة في اليوم الواحد الأمر الذي خفض من كميات الضخ إلى أدنى مستوى لها.

وبيّن أنها خفضت كميات الضخ في تجمع آبار خازمة المحيدة عن التقنين بين يومي 5 و6 من الشهر الحالي من 1800 متر مكعب إلى 500 متر مكعب وشأن تجمع آبار الثعلة المغذية لمدينة السويداء شـأن آبار تجمع خازمة خاصة، موضحاً أن إعادة إقلاع المضخات بعد كل فصل ترددي يحتاج على الأقل إلى 20 دقيقة للمحافظة على سلامة التجهيزات، الأمر الذي خفض ساعات الضخ وبالتالي أدى بدوره إلى الشح في كميات المياه الواصلة للأهالي مؤكداً سعي المؤسسة قدر الإمكان لتأمين الأهالي بأحياء المدينة بمياه الشرب عن طريق الصهاريج إلا أنها غير كافية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن