سورية

الإرهابيون استقدموا تعزيزات وقتلوا مدنيين…البرازي: مدينة تدمر آمنة ومستقرة ولم يدخلها داعش والجيش تصدى لكل محاولاتهم

دمشق – الوطن – حمص – نبال إبراهيم

أكد محافظ حمص طلال البرازي، أن مدينة تدمر التي يحاول تنظيم داعش الإرهابي الدخول إليها آمنة ومستقرة، نافياً ما تم تناقله من أخبار عن أن التنظيم سيطر على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من المدينة.
وقال البرازي في اتصال هاتفي أجرته مع «الوطن» من دمشق رداً على سؤال حول صحة الأنباء بأن داعش سيطر على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من مدينة تدمر: «لا هم وصلوا إلى حي العامرية وهو أحد ضواحي المدينة من الجهة الشمالية ليل الجمعة السبت، وقد استهدفوا الحي وبعض الأماكن القريبة من محور منطقة السخنة – تدمر. كما سيطروا على تلة سيريتل وتقدموا أيضاً من الجهة الشرقية باتجاه بساتين تدمر بعد أن استقدموا أعداداً كبيرة من إرهابييهم من ريف دير الزور والأنبار».
وأكد المحافظ، أن «مدينة تدمر آمنة ومستقرة ولم يدخل أحد عليها وقد حاول قطع الطريق الذي يدخل إلى تدمر اليوم (أمس)، فتعاملت معهم الوسائط الجوية والبرية والمدفعية وتصدوا لهم.. كما تم استعادة تلة سيريتل والآن المدفعية موجودة فيها وتستهدف تجمعاتهم، وبعد الظهر تم التصدي لكل الهجمات التي قاموا بها وقتل العشرات منهم وتدمر آمنة والمدينة الأثرية بخير».
وأشار البرازي إلى سقوط منطقة السخنة التي يتواجد فيها نقطتان الأولى: مفرزة الأمن العسكري ويوجد فيها 6 عناصر والثانية: المخفر الذي فيه 9 من الشرطة، لافتاً إلى أن عناصر الشرطة ومدير الناحية استبسلوا في الدفاع عن الناحية واستشهدوا جميعاً».
ولفت المحافظ إلى أن «السخنة منطقة تسلل لهم يستخدمونها في الليل وتواجدنا فيها له طابع إداري وشرطة فقط»، معتبراً أن «احتلالهم لها هو انتصار وهمي ذلك أنهم كانوا يمكن أن يقوموا بذلك منذ سنتين أو سنة وهم قاموا بذلك حالياً رداً على ما يجري في القلمون».
وأضاف: «ما حصل في السخنة لا يعتبر انتصاراً، أما الخطر أن يحققوا أي مكسب بتدمر والوضع بتدمر أن قواتنا تقدمت على كل المحاور وتصدت لهم وأسقطت الهجوم من الجهة الشمالية والجهة الشرقية لتدمر».
وأشار المحافظ إلى أن التنظيم سيطر على حقل الهيل الذي يوجد حالياً اشتباكات حوله وهو بعيد عن تدمر نحو 7 كيلو مترات، موضحاً أنهم «لا يستطيعون الاستفادة منه طالما أن سلاح الجو يستهدف المنطقة».
وفي وقت سابق، أفاد مصدر عسكري لـ«الوطن»، بأن قوات الجيش أرسلت تعزيزات عسكرية من عناصر المشاة والعتاد إلى مدينة تدمر، لتأمين محيطها وملاحقة فلول إرهابيي داعش في المحاور التي فروا إليها بالبادية السورية، إضافة للتجهيز لعمل عسكري خاطف يكفل استعادة بلدة السخنة وحي العامرية ومساكن الضباط، التي ارتكب فيها إرهابيو التنظيم مجازر جماعية بحق عدة عائلات، راح ضحيتها أكثر من 30 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.
وأكد المصدر مقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين خلال المواجهات العنيفة في اليومين الماضيين، وتدمير آلياتهم، ومن بين القتلى قياديون في التنظيم عرف منهم الإرهابي السعودي أنس النشوان المعروف بـ«أبو مالك التميمي» وهو أحد متزعمي داعش «الشرعيين» الملقب بمفتي الذبح.
من جانب آخر، وحسب ما أفاد مصدر في المحافظة لـ«الوطن»، فإن إرهابيين قاموا بالاعتداء على خط إيبلا للغاز، وتفجيره عبر عبوات ناسفة شمال غرب قرية أم التبابير على اتجاه بلدة الفرقلس بريف مدينة تدمر.
إلى ذلك تجددت الاشتباكات بين قوات للجيش من جهة، وإرهابيي جبهة النصرة وما يسمى «كتائب الفاروق» و«فيلق حمص» من جهة أخرى على عدة محاور واتجاهات في حي الوعر، بعد محاولة الإرهابيين شن هجمات على نقاط وحواجز عسكرية بمحيط الحي.
وأكدت المصادر مقتل وإصابة العديد من إرهابيي «النصرة» وتدمير بعض تحصيناتهم ومواقعهم بالحي.
وحسب ما أفاد مصدر أمني لـ«الوطن»، فإن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين إرهابيي داعش من جهة، و«النصرة» وما يسمى «جيش التوحيد» من جهة أخرى في بلدة تلبيسة وقرية الغنطو بريفها، حيث تم استخدام كل أنواع الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية خلال تلك المواجهات، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من عناصر الطرفين، وعرف من بين القتلى متزعم «الجبهة الجنوبية» الإرهابي صالح علوش والإرهابي محمد أمين النجار.
وأشار المصدر إلى أن وحدة من الجيش «قضت على إرهابيين ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم في قرى المشيرفة الشمالية وأم صهيريج ومسعدة ورجم القصر» شرق حمص.
وفي ريف حمص الشمالي لفت المصدر إلى أن وحدات من الجيش نفذت عمليات مركزة على أوكار «النصرة» في مدينة الرستن، مؤكداً «سقوط قتلى ومصابين بين أفراد التنظيم الإرهابي خلال العملية».
وتضم تدمر آثاراً هائلة، وتعتبر أحد أهم المراكز الثقافية في العصر القديم، وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» على لائحة التراث العالمي عام 2013.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الـ«يونيسكو» إيرينا بوكوفا: «نحن قلقون للغاية، ونتابع الوضع نظراً للقيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الأثري».
وأكدت في مؤتمر صحفي في بيروت أول أمس أن «محو ذاكرتنا الجماعية ليس مقبولاً وحماية تراثنا وثقافتنا هو ردنا على المتطرفين»، وأضافت: «مسؤوليتنا أن ننبه مجلس الأمن الدولي ليتخذ قرارات قوية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن