سورية

أكد أن انتهاء معركة القلمون سيفتح الطريق لحسم معارك أخرى…المقداد: سورية وجيشها وقيادتها أثبتوا أنهم ليسوا لقمة سائغة

فنّد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أدوات وأكاذيب الدول المعادية لسورية في حملتها الإعلامية العسكرية الإرهابية الأخيرة، والتي بدأت بهجوم إجرامي قامت به تركيا، على إدلب وجسر الشغور بدعم من حكام السعودية وقطر، وتصويرهم الهجوم على أنه خطوة للوصول إلى اللاذقية والمحافظات الساحلية، وصولاً إلى التشكيك بالتحالفات الإقليمية والدولية التي ارتبطت مع سورية، ليؤكد بعد ذلك أن الحملات الإرهابية والإعلامية انحسرت وتراجعت وذلك يعود إلى صمود شعبنا وحكمة قيادتنا وإلى دعم الأشقاء والأصدقاء لسورية، لكن كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا صمود أبطال الجيش العربي السوري والقوات المسلحة التي تؤازره وتقف إلى جانبه. وفي مقاله الأسبوعي في صحيفة «البناء» اللبنانية أمس، أكد المقداد أن الحاقدين من أعداء سورية صبوا جام غضبهم وفشلهم وكل ما في جعبتهم من أوهام وأحلام، وأفرغوا ما في صدورهم المريضة على شعبنا خلال أسبوعين من الإعلام الكاذب، تفننوا خلالها في صياغة أشباه الجمل مستعينين بقواميس اللغات العبرية والأوروبية التي استخدموها لإيصال رسالة مفادها أن سورية قد أصبحت ثمرة يانعة، وقد «حان قطافها». وأشار المقداد إلى أن الحملة «بدأت بهجوم إجرامي قامت به تركيا، نعم تركيا، على المناطق الشمالية الغربية من سورية بدعم من حكام السعودية وقطر، وكان هؤلاء يتوقعون في إطار «عاصفة الحزم» العدوانية الفاشلة التي قامت السعودية وحلفاؤها بشنها على اليمن الشقيق يتصوّرون ضرب عصفورين بحجر واحد»، مؤكداً أن شعب سورية وجيشها البطل وقيادتها الصامدة أثبتوا أنهم ليسوا لقمة سائغة وأنه لا يمكن أكل كل لحوم الطير.
وأوضح أن نظام أردوغان قام بتأمين كل مستلزمات تقدم هذا الهجوم حيث حشد الآلاف من الإرهابيين الشيشان والتركمان لتنفيذ هذه «الغزوة» وتأمين التغطية النارية المباشرة من الجيش التركي لهؤلاء الإرهابيين، مبيناً أن بعض الناجين من مجزرة اشتبرق وغيرها أكدوا أنهم رأوا الطيران التركي وهو يؤمن لهؤلاء المجرمين التغطية اللازمة لتقدمهم، مؤكداً أن الجريمة التي قام بها أحمد داود أوغلو بانتهاكه المباشر لسيادة سورية ووحدة أراضيها بذريعة زيارة ضريح سليمان شاه، ما هي إلا تغطية مفضوحة على المخططات التركية وعودة الأحلام العثمانية إلى العقول المريضة لقادة حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان السفاح.
وفي الخطوة الثانية للحملة الإرهابية التي تم التخطيط لها في الدوائر الصهيونية وغرف العمليات السرية في تركيا وفي الأردن، أكد المقداد أنها ترافقت بحملة إعلامية رخيصة عبر تصوير الهجوم على إدلب وجسر الشغور على أنه خطوة للوصول إلى اللاذقية والمحافظات الساحلية، «ولم يتردّد هؤلاء عن استخدام أسقط التعابير الطائفية والإثنية والعشائرية والعنصرية لتضليل أبناء شعبنا بغية الوصول إلى الأهداف التي حدّدتها «إسرائيل» منذ بداية الأزمة السورية وفي مقدّمتها تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي السوري». وأضاف: إن الهجمة الصهيونية- الأوروبية الغبية تطاولت «لتعلن عن اغتيالات وتصفيات في القيادتين السياسية والأمنية السورية، حيث ثبت من دون أدنى شك أن ذلك لم يكن أكثر من أمنيات وأوهام مبنية على الأحلام والكوابيس».
وفي أدوات ومراحل الحملة الإعلامية العسكرية الإرهابية، أكد المقداد أنها تابعت مهمتها لتصل إلى التشكيك بالتحالفات الإقليمية والدولية التي ارتبطت مع سورية، فلم توفر هذه الحملة تناولها المغرض للسياسات الروسية في المنطقة بما في ذلك علاقاتها المتميّزة مع سورية وتقديم روسيا للدعم السياسي والمادي لسورية في إطار من المبادئ القائمة على احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الإنسان وأولوية مكافحة الإرهاب الدولي الذي يهدد كل دول العالم صغيرها وكبيرها. وأوضح أن القيادة الروسية كانت سريعة في الرد على هذه الحملة، حيث أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف بتاريخ 14 أيار: «إنّ العلاقات بين روسيا وسورية مميّزة وتاريخية ومبنية على العواطف المشتركة بين الشعبين السوري والروسي».
كما أوضح أن «الدعم المشكور الذي يقدمه الشعب الإيراني وقيادته إلى سورية في هذه الظروف الصعبة»، هو «رمز لمشاعر التضحية التي تعبّر عنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء الهدف النبيل الذي تحارب من أجله سورية أعداء الأمتين العربية والإسلامية».
وفي العلاقة مع حزب الله، أكد المقداد اعتزاز سورية وارتباطها المقدس مع أشقائنا على الأرض اللبنانية وفي مقدمهم قيادة ومجاهدو حزب الله، مبيناً أن «دماء أبطال الجيش العربي السوري التي امتزجت بكل ما تحمله من طهارة بدماء مجاهدي حزب اللـه سواءً كان ذلك على الأرض اللبنانية أو على الأرض السورية بما في ذلك الآن على سلسلة جبال القلمون، فإنها تعبر بكل إخلاص عن وحدة العرب الصادقين في مواجهة التحديات التي تتعرّض لها الأمة».
وخلص المقداد إلى أن الحملات الإرهابية والإعلامية انحسرت وتراجعت بفضل صمود شعبنا وحكمة قيادتنا ودعم الأشقاء والأصدقاء لسورية، لكن كلّ ذلك لم يكن ليتحقق لولا صمود أبطال الجيش العربي السوري والقوات المسلحة التي تؤازره وتقف إلى جانبه، مؤكداً أن «معركة تحرير أبطالنا الصامدين في مستشفى جسر الشغور ستنتهي خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة»، مبيناً أن «انتهاء معركة القلمون سيفتح الباب أمام المقاومين لحسم معارك أخرى في شمال سورية وشرقها وجنوبها»، ومؤكداً أن «النصر لآتٍ، ولن تنجح الحملات الإرهابية والدعائية في ثني السوريين عن السير نحو الانتصار الكبير».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن