سورية

أنباء عن التوصل إلى اتفاق «مبدئي» محفوف بالمخاطر بوساطة روسية … «قسد» تواصل التضييق على الأهالي في القامشلي والحسكة بضغط أميركي

| حلب- خالد زنكلو

واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن تضييقها على الأهالي القاطنين في منطقتي سيطرة الحكومة السورية داخل ما يعرف بـ«المربع الأمني» في مدينة القامشلي وكذلك داخل «المربع الأمني» في مدينة الحسكة أقصى شمال شرق البلاد، وذلك بضغط من الإدارة الأميركية بغض النظر عن مصالح السكان في مناطق نفوذها، في وقت تحدثت أنباء عن توصل الوسيط الروسي إلى اتفاق «مبدئي» يعقبه محادثات قد تضع حداً لمعاناة الأهالي وللتوتر الأمني الحاصل.

والحال أن «قسد» ومن ورائها ما تسمى «الأسايش» (قوى الأمن الداخلي) التابعة لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها «قسد»، وضعت كل غلال مواسمها في سلة الولايات المتحدة والاحتلال الأميركي في المنطقة، متجاهلة عدم تطابق حساب بيادرها مع حساب الصندوق، ما قد يؤدي إلى إفلاسها سياسياً وخروج الوضع عن قبضتها الأمنية جراء حساباتها الخاطئة للوضع المحلي والدولي بفعل الحرب في أوكرانيا وانصياعها الأعمى لرغبة ومصالح حليفتها واشنطن.

من داخل « المربع الأمني» بالقامشلي، أفادت مصادر محلية لـ«الوطن»، أن الوضع المعيشي ازداد تأزماً مع استمرار «الأسايش» بالحيلولة من دون وصول المواد الغذائية التي كادت تنضب بشكل نهائي مع توقف مخبز «البعث» الوحيد عن العمل، أسوة بمخبز «الحسكة الأول» في «المربع الأمني» لمدينة الحسكة والمحاصر هو الآخر، ما ألقى بظلال معيشية وخيمة على الأهالي مع دخول الحصار يومه التاسع أمس.

وتحدثت المصادر عن «انفراج» مصدره الأنباء المتواردة من مطار القامشلي المحاصر أيضاً من قبل «قسد»، والذي ضم اجتماعاً أول من أمس جمع ممثلين عن الحكومة السورية وعن «الإدارة الذاتية» بحضور قائد القوات الروسية في قاعدة «حميميم» كوسيط، حيث دارت مباحثات مكثفة استهدفت فك الحصار عن المناطق المحاصرة في القامشلي والحسكة وتسليم الفرنين للحكومة السورية وإعادة الوضع إلى ما كان عليه عند خطوط التماس قبل تقدم «الأسايش» إلى محيط وداخل المربع الأمني في الأولى مع فتح الطريق إلى المطار.

ورأت المصادر، أن التفاؤل بتحقيق انفراج ما زال حبراً على ورق لأنه محفوف بالمخاطر ما لم ينفذ عبر إجراءات ملموسة على الأرض، وأشارت إلى أنها رصدت انسحاب مسلحي «الأسايش» من المبنى الحكومي، الذي يحوي المجمع التربوي واتحاد الفلاحين والمركز الثقافي واتحاد شبيبة الثورة ومديرية المالية ونقابة المعلمين، في حين استمرت الحواجز بفرض حصار على وسط المربع الأمني.

وذكرت أن المعلومات المتداولة في القامشلي تفيد بأن «الإدارة الذاتية» ستسمح لموظفي الحكومة السورية بالدوام يوم الإثنين القادم على اعتبار أن اليوم الأحد عطلة رسمية، وأشارت إلى أن مسلحي «الأسايش» لم يدخلوا مقرات الحكومة السورية الرسمية بما فيها شعبتي المدينة والريف لحزب «البعث».

مصادر مقربة من «قسد»، صرحت لـ«الوطن» بأن الموقف المتشدد من متزعمي الميليشيات بمواصلة حصار السكان في مربعي القامشلي والحسكة جاء إثر لقاء متزعم الميليشيات أول من أمس بقائد القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» مايكل إريك كوريلا، الذي تسلل إلى مناطق شمال شرق سورية بعد تعيينه مطلع الشهر الجاري خلفاً للجنرال كينيث ماكنزي الذي أحيل للتقاعد، ما يدلل على أن الأوامر بفرض واستمرار الحصار صدر من واشنطن للضغط على موسكو ضمن حملة الضغوط المطبقة بسبب العملية العسكرية لروسيا في أوكرانيا.

وأشارت إلى أن من شأن إعارة الميليشيات الانفصالية آذاناً صاغية بشكل كامل ومستمر لواشنطن والامتثال لضغوط الإدارة الأميركية الدائمة، أن يؤثر سلباً على الواقع الميداني على الأرض والمحكوم بخطوط التماس التي رسمتها موسكو في تفاهمات «سوتشي»، إبان العدوان الذي شنه النظام التركي على مناطق نفوذها في تشرين الأول ٢٠١٩، الأمر الذي يعرض مصالحها للخطر في ظل الحشود العسكرية التي استقدمها النظام التركي إلى خطوط التماس والتصعيد الممنهج والمتصاعد باتجاه ناحيتي تل تمر شمال غرب الحسكة وعين عيسى بريف الرقة الشمالي، واللتان تعرضتا لقصف عنيف أمس، وللأسبوع الثاني على التوالي، كتمهيد لاحتلالهما بعد الاستحواذ على ضوء أخضر من الإدارة الأميركية، التي لا يمكن الوثوق بمواقفها المتذبذبة والمحكومة بمصالحها فقط بغض النظر عن مصالح ومصير حلفائها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن