سورية

أنباء عن أن الميليشيات خففت الحظر بإزالة حواجز وفتح أحد المداخل … مصادر رسمية: «قسد» تواصل حصارها لمركزي الحسكة والقامشلي

| حلب- خالد زنكلو - دمشق– الوطن

بينما أكدت مصادر رسمية في محافظة الحسكة ظهر أمس مواصلة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الانفصالية حصارها لمركزي مدينتي الحسكة والقامشلي ومنع دخول المواد الغذائية وخصوصاً الطحين والمواد النفطية والأدوية، بدأت نتائج الوساطة الروسية لفك الحصار تؤتي ثمارها بالظهور تباعا في مركز مدينة القامشلي، حيث أزيلت الحواجز الإسمنتية المؤدية إليه، في وقت يترقب الأهالي المحاصرون السماح بإدخال الطحين والمواد الغذائية لإتمام بنود الاتفاق.

وحول آخر مستجدات الحصار الذي تفرضه «قسد» على مركزي مدينتي الحسكة والقامشلي الذي دخل يومه العاشر، قالت مصادر رسمية في محافظة الحسكة في اتصال هاتفي أجرته معها «الوطن» من دمشق ظهر أمس «لا يوجد أي جديد»، موضحة أن ميليشيات «قسد» تواصل الحصار وتمنع دخول المواد الغذائية وخصوصاً الطحين والمواد النفطية والأدوية.

ويبدو أن الوساطة الروسية قد بدأت تؤتي ثمارها وإن ليس بالسرعة المأمولة، فميليشيات «قسد» وما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، قدمت تنازلات للضامن الروسي بفك الحصار عن مركزي مدينتي القامشلي والحسكة، أو ما يسمى «المربعين الأمنيين»، بشكل جزئي وبخطوات متتالية مقابل توسطه لكبح لجام النظام التركي الذي رفع من منسوب التصعيد العسكري باتجاه مناطق سيطرة «قسد» تمهيداً لشن عدوان بهدف اغتصابها.

مصادر محلية في مركز مدينة القامشلي، ذكرت لـ«الوطن» أن مسلحي «الأسايش» والتي تقوم بدور قوات الأمن الداخلي، التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، خففت مساء أول من أمس نسبياً من إجراءات الحظر التي تفرضها على مناطق سيطرة الحكومة السورية داخل «المربع الأمني» من خلال إزالة بعض الحواجز الإسمنتية والحجرية وفتح المدخل الرئيسي المؤدي إلى وسط المربع ومستديرة «السبع بحرات» والمناطق المحاصرة، ثم اتبعتها أمس بفتح الطريق الذي يربط مركز المدينة بمطار القامشلي، وسمحت بحركة سير محدودة إليه مع فرض قيود تفتيشية وإجراءات أمنية صارمة.

وصرحت المصادر، أنه وبموجب الاتفاق الذي جمع يوم الجمعة الفائتة في مطار القامشلي ممثلين عن الحكومة السورية مع ممثلين عن «قسد» و«الإدارة الذاتية» وبوساطة من قائد القوات الروسية في قاعدة «حميميم»، بات يسمح لموظفي الدوائر الرسمية السورية داخل «المربع الأمني» الدوام فيها اليوم الإثنين، في انتظار تنفيذ باقي بنود الاتفاق من السماح بوصول الطحين والمواد الغذائية والأدوية والمحروقات للأهالي المحاصرين، والذين أعياهم الحصار بعد نضوب تلك المواد بشكل كامل، وذلك بالتزامن مع إجراءات مماثلة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في الطرف الشمالي لمدينة حلب.

وقبل 10 أيام فرضت «الأسايش» حصاراً خانقاً على مركزي مدينتي القامشلي والحسكة واستولت على مخبز «البعث» الوحيد في الأولى ومخبز «الحسكة الأول» في الثانية بعدما قطعت الطرق التي تصل إلى مبنى السراي الحكومي، الذي يحوي المجمع التربوي واتحاد الفلاحين والمركز الثقافي واتحاد شبيبة الثورة ومديرية المالية ونقابة المعلمين عدا شعبتي حزب البعث العربي الاشتراكي للريف والمدينة، ومنعت الحركة بين المناطق المحاصرة ومطار القامشلي الذي تتخذ منها قوات الجو الروسية قاعدة عسكرية.

وسمحت الإدارة الأميركية لنظام رجب طيب أردوغان باستغلال الانشغال الروسي في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ومنحته الضوء الأخضر لتكثيف عملياته عند خطوط تماس ناحيتي تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وعين عيسى شمالي الرقة، إذ واصل جيش الاحتلال التركي أمس قصفه المدفعي الصاروخي المستمر منذ أكثر من أسبوعين على المنطقتين، ما دب الرعب في نفوس متزعمي «قسد»، من تنفيذ عدوان تركي يقضم الناحيتين ويضمهما إلى مناطق نفوذه في رأس العين وتل أبيض، بدليل مواصلة حشود جيش الاحتلال مع مرتزقته عند خطوط الاشتباك.

وأكد مصدر مقرب من «قسد» لـ«الوطن» أن متزعمي «قسد» يخشون بشكل جدي تنفيذ نظام أردوغان عملاً عسكرياً باتجاه تل تمر وعين عيسى في أي لحظة، ولاسيما أنه كثف عمليات اغتيال المتزعمين عبر طائراته المسيرة أخيراً في ظل صمت أميركي مطبق، ما دفع هؤلاء إلى طلب الوساطة الروسية للتدخل والحيلولة دون ذلك، بعدما نجحت جهود موسكو سابقاً في منع النظام التركي من القيام بعمل عسكري لاحتلال مناطق شرقي الفرات تابعة لهيمنة الميليشيات إثر إطلاق تهديداته بذلك في تشرين الأول الماضي.

وبين المصدر أن متزعمي «قسد» على تواصل يومي ودائم مع الضامن الروسي للمحافظة على خريطة النفوذ شمال شرق سورية التي رسمتها تفاهمات «سوتشي» بين أنقرة وموسكو في تشرين الأول من العام ٢٠١٩، والتي وضعت حداً لطموحات وتهور أردوغان الذي يسعى في كل مرة من إلى الاستفادة من التناقضات الدولية، وآخرها الحرب الدائرة في أوكرانيا بما فرضته من خلاف وشقاق مستحكم ومتصاعد بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والدول الغربية، من جهة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن