عربي ودولي

رام الله: ازدواجية المعايير الدولية توفر الحماية للاحتلال وجرائمه وتهويد الأماكن المقدسة … مئات المستوطنين جددوا اقتحام الأقصى واستباحوا الحرم الإبراهيمي برقصات وطقوس تلمودية

| وكالات

على مسافة ساعات من عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لبحث انتهاكاته بحق المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، واصل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اقتحام باحات المسجد والحرم، عبر مجموعات ضمت المئات منهم وأدوا رقصات وطقوساً تلمودية بحجة الاحتفال بـ«عيد الفصح» اليهودي، وذلك بالتزامن مع إغلاق الاحتلال كل مداخل برقة في نابلس، واقتحام باب الزاوية وسط الخليل.
وذكرت وكالة «وفا» أن مئات المستوطنين اقتحموا، أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، لمناسبة عيد الفصح اليهودي، تحت حماية العشرات من جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين اعتقلوا شباناً من باحاته، وأطلقوا قنابل الغاز والصوت صوب المعتكفين في المصلى القبلي.
وذكرت «وفا» أن أكثر من 600 مستوطن توزعوا على 13 مجموعة اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، تحت حماية شرطة الاحتلال التي حاولت إفراغ باحات المسجد من المصلين، واعتلت أسطح المصلى القبلي وأطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه المعتكفين الذين أصيب عددهم منه بالاختناق.
وبلغت حصيلة اعتداءات الاحتلال على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى خلال تأمينها اقتحامات المستوطنين على مدار الأيام الأربعة الماضية أكثر من مئتي إصابة ونحو ستمئة معتقل.
وكانت ما تسمى منظمات الهيكل قد دعت إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد لمناسبة عيد الفصح «اليهودي، الذي بدأ صباح الجمعة الماضي ويستمر حتى الخميس.
على خط مواز اقتحم مئات المستوطنين، أمس الثلاثاء، الحرم الإبراهيمي الشريف، في مدينة الخليل، وأدوا رقصات وطقوساً تلمودية داخله وفي باحاته.
وذكرت «وفا» أن قوات الاحتلال شددت إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي، لتأمين اقتحام المستوطنين، ونصبت الحواجز العسكرية على المفارق والمداخل المؤدية للحرم، وأعاقت حركة المواطنين ووصولهم إليه.
وفي نابلس أصيب، أمس الثلاثاء، عشرات المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، خلال المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال عند مدخل قريتي برقة وبزاريا؛ وذلك لتأمين اقتحام مئات المستوطنين لمستوطنة «حومش» المخلاة.
ونقلت «وفا» عن مدير مركز الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بنابلس أحمد جبريل قوله إن «3 مواطنين أصيبوا بالرصاص المعدني، واثنين بقنابل الغاز بشكل مباشر، وآخرين بحروق بهذه القنابل، فيما سجلت 25 إصابة بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام المسيل للدموع خلال المواجهات التي ما زالت مندلعة عند مدخل برقة».
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن قوات الاحتلال أغلقت كل مداخل برقة بالسواتر الترابية، وكانت قد أغلقت مداخل منطقة المسعودية التاريخية أيضا، في ظل دعوات من المستوطنين لمسيرة ضخمة في المنطقة.
بدورها نقلت وكالة «فلسطين اليوم» عن الهلال الأحمر قوله: «تعاملت طواقمنا مع 32 إصابة بينها 25 إصابة اختناقاً بقنابل الغاز في مواجهات برقة بنابلس».
في أثناء ذلك اندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل.
وأفادت «وفا» بأن المواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء، واجتاز الجنود مدججين بالسلاح الحاجز واقتحموا وسط المدينة، وأطلقوا قنابل الصوت صوب المواطنين والمحال التجارية في باب الزاوية مركز مدينة الخليل التجاري.
في سياق متصل خلع مستوطنون، أمس الثلاثاء، عدداً من أشجار الزيتون في أراضي بقرية الجبعة جنوب بيت لحم.
وأفاد رئيس المجلس القروي للجبعة ذياب مشاعلة بأن مستوطني «بيت عاين» في مجمع مستوطنة «غوش عتصيون» المقام على أراضي المواطنين، خلعوا وكسروا 40 شجرة زيتون، تتراوح أعمارها بين 3-7 سنوات، في أرض تقع بمنطقة المشاميس شرق القرية، تعود للمواطن إبراهيم عبد الرحمن أبو لوحة.
وأضاف مشاعلة: إنه تم أيضاً تقطيع أشجار صبار في الأرض نفسها، وتدمير أسلاك شائكة كانت تحيط بالأرض.
كما واصل مستوطنون أعمال تجريف في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية.
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن المستوطنين يعملون منذ أول من أمس على تجريف أراضٍ في منطقة احمير التابعة لخربة الفارسية، وذلك تمهيداً لوضع كرفانات في المنطقة التي أقاموا عليها بؤرة استيطانية قبل نحو عام.
في أثناء ذلك قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: إن ازدواجية المعايير الدولية باتت توفر الغطاء والحماية للاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته وجرائمه وتهويد الأماكن المقدسة والتراثية، وتشكل ضربة للقانون الدولي ومصداقية الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختلفة، وتهدد أركان النظام العالمي.
ونقلت «وفا» عن الخارجية قولها في بيان، أمس الثلاثاء، إن اكتفاء المجتمع الدولي ببيانات الإدانة والتعبير عن القلق إزاء ما يتعرض له شعبنا، يشجع الاحتلال على تعميق مشروعه الاستعماري التوسعي العنصري في أرض دولة فلسطين، ويهدد بتفجير ساحة الصراع وإفشال الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتهدئة الأوضاع واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع بالطرق السلمية.
وأدانت الوزارة عدوان الاحتلال المتواصل على المسجد الأقصى المبارك والمصلين والمعتكفين، بما في ذلك استمرار تفريغه وقمع وتنكيل المصلين، وفرض المضايقات عليهم لتسهيل اقتحام المستوطنين والمتطرفين لباحاته.
وحملت الوزارة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حربها المفتوحة وعدوانها المتواصل على دُور العبادة المسيحية والإسلامية والمقدسات والأماكن الأثرية والتاريخية في فلسطين المحتلة، معتبرة أنها دعوة إسرائيلية رسمية صريحة لاستبدال الطابع السياسي للصراع بحرب دينية يصعب السيطرة عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن