هل استطاع «بقعة ضوء» بجزئه 15 أن يحافظ على جمهوره؟ … عمرو علي لـ«الوطن»: أتمنى أن نكون حققنا المطلوب والكوميديا تعتمد المبالغة

مازالت الأعمال الكوميدية التي تقوم على حلقات منفصلة عن بعضها البعض، تشهد نجاحاً كبيراً وذلك بسبب تنوعها من ناحية الأفكار والممثلين وطريقة الأداء التي تظهر في كل حلقة، ولا شك أن الدراما السورية كان لها دور مهم في طرح أعمال من هذا النوع ومنها سلسلة «بقعة ضوء» التي استمرت على مدى عدة سنوات بالظهور على الشاشة ضمن الموسم الرمضاني منذ عام ٢٠١١.

استقطبت الجمهور بنجومها

حيث استطاعت سلسلة «بقعة ضوء» أن تكسب ثقة الجمهور وتستقطبهم، لكونها تجمع نخبة من نجوم الدراما السورية وعلى رأسهم «باسم ياخور» و«أيمن رضا» و«أمل عرفة» و«قصي خولي» والعديد غيرهم، إضافة إلى أنه كان يقوم بتسليط الضوء على قضايا المجتمع ضمن قالب كوميدي هادف ومسل.

عادت في ٢٠٢٢ بحلة جديدة

وهذا النجاح الذي حظي به العمل تأثر قليلاً مع انقطاع الإنتاجات السورية عن الأعمال الكوميدية التي كان لها الأثر على سلسلة «بقعة ضوء» التي غابت عن الأنظار لعدة سنوات، لكن هذا العام قررت شركة الإنتاج أن تعيد إنتاج هذه السلسلة وتقدم لوحات «بقعة ضوء» بجزئها الخامس عشر ضمن الموسم الرمضاني لهذا العام لكن بنفس جديد، حيث استعانت الشركة بعدة مخرجين شباب ليتولوا إخراج لوحاتها رغبة منهم في إظهار العمل بحلة جديدة.

الأعمال الكوميدية متفاوتة الآراء

وبما أن الأعمال الكوميدية مثلها مثل أي عمل درامي تجعل آراء المتابع متفاوتة، فمنهم يحب العمل ومنهم لا يحبه، وهذا ما حصل مع سلسلة «بقعة الضوء ١٥» لهذا العام، حيث اعتبر قسم كبير من الجمهور بأن اللوحات المعروضة جميلة وبسيطة وتدخل البسمة إلى القلوب، كما أن الأفكار المختارة للوحات جديدة ومضحكة لكنها تسلط الضوء على مواضيع جوهرية بذات الوقت وهذا ما يميز العمل وفق آراء الجمهور، وقد عبر أحدهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن رأيه قائلاً: «هذا هو بقعة ضوء الذي أحببناه جميعاً، هو العمل الوحيد القادر على صياغة مشاعرنا وحياتنا وأفكارنا لكن بطريقة كوميدية بسيطة».

اللوحات الجديدة تحمل المبالغة

أما البعض الآخر من المتابعين فقد اعتبروا أن العمل فقد بهجته وخاصة مع غياب معظم ممثليه في الأجزاء السابقة، إضافة إلى بعض الحلقات التي تحمل نوعاً من المبالغة في الأداء واصطناع الانفعالات غير المبررة.

هل استطاع أن يحقق المطلوب؟

ومن خلال متابعتنا لآراء الجمهور تراود لذهننا عدة تساؤلات، أولها هل «بقعة ضوء» استطاع أن يستمر في نجاحه! وهل الانفعالات المبالغ بها كانت مقصودة؟

المخرج عمرو علي يقول:

وللتأكد من جهة مهنية تواصلت «الوطن» مع المخرج «عمرو علي» الذي تولى إخراج إحدى لوحات العمل، الذي أكد لنا في البداية على أن نجاح العمل جوابه يكون عن المتابع، قائلاً: «أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يوجّه إلى الجمهور وليس إلى صنَّاع المسلسل ولكن في المحصلة يمكن القول إن نجاح أي جزء من أجزاء المسلسلات الكوميدية مثل «مرايا» و«بقعة ضوء» يعتمد في الأساس على الإرث والجماهيرية الكبيرة التي حقّقتها هذه المسلسلات عبر عقود طويلة من العرض إضافة إلى القدرة على التجديد والحفاظ على هذا الإرث واجتذاب المشاهد المحلّي وأتمنى أن نكون قد وفقنا في تحقيق هذا الهدف من وجهة نظر الجمهور».

الكوميديا تحتاج لتضخيم بعض الأحداث

كما أضاف عمرو بشأن الانتقادات التي وجهت للعمل بسبب مبالغة الممثلين في الأداء، حيث برر المخرج قائلاً: «لا شكَّ بأن الكوميديا تعتمد في جانب من جوانبها على المبالغة، وللمزيد من الدّقة فإنها تعتمد على تضخيم بعض الأحداث أو المواقف أو التفاصيل البسيطة بهدف تسليط الضوء عليها، ومن هذا المنطلق لا أعتقد بأنه اتهام أو انتقاص من قيمة المسلسل انطلاقاً من وصفه بالمبالغة».

المراهنة على العمل من خلال الشكل

أما عن المسؤولية التي تحملها أثناء توليه لإخراج بعض من اللوحات، أوضح «عمرو علي «قائلاً»: لا شكَّ أن النجاح الجماهيري السابق للمسلسل يضاعف من مسؤولية المخرج بهدف الحفاظ على هذا النجاح، وقد راهنت شخصياً بالعمل على صعيد الشكل بأسلوب كلاسيكي بعيداً عن الزخرفة البصرية، وذلك لإيماني بأنني أتعامل مع مسلسل شعبي وبسيط يتوجه في الأساس إلى شرائح عمرية واجتماعية مُتعددة ومتباينة، لذلك فقد اعتمدت بشكل رئيسي على الميزانيات المدروسة وعلى حركة الممثلين أكثر من الاعتماد على حركة الكاميرا وأساليب السرد الحداثية في السيناريوهات والمونتاج التي لا أعتقد أنها تليق بهذا النوع من المسلسلات لكونها قائمة على البساطة في الطرح وأتمنى أن أكون قد وفقت في هذا المسعى».

يذكر أن العمل من إنتاج شركة «سما الفن الدولية» للإنتاج الفني، ومن تأليف وإخراج نخبة من الكتاب والمخرجين، ويضم عدداً من نجوم الدراما السورية منهم «أيمن رضا »و«فايز قزق» و«عبير شمس الدين» و«شكران مرتجى» والعديد غيرهم.