رياضة

قسط الروضة لسنة يكفي لتسجيل خمس سنوات طب في التعليم الموازي … العدة: التعليم الخاص في سورية وصل إلى حد الانفلاش

| طلال ماضي

أقساط التسجيل في رياض الأطفال الخاصة لا تكاد تصدق، فهل تعلم أن قسط الروضة المتواضعة في العاصمة دمشق في عام واحد من دون أجور الباص، أي مقعد ولباس وكتب فقط بحدود 1.5 مليون ليرة، أي ما يعادل التعليم لمدة 5 سنوات دراسة طب في التعليم الموازي التي لا يتجاوز قسطها 300 ألف في العام.

صحيفة «الوطن» ومن خلال جولة على عدد من رياض الأطفال وسبر الأسعار على أرض الواقع رصدت أن الروضة في مناطق المخالفات مثل المزه 86 وهي غير مطابقة للشروط الصحية يدفع الأهل بين 600 و700 ألف ليرة ثمن المقعد فقط، إضافة إلى رسوم منهاج ولباس بحدود 200 ألف ليرة، والباص يحدد لاحقاً، وعند الاقتراب من المناطق السكنية النظامية يرتفع قسط المقعد إلى مليون ليرة سنوياً، وثمن اللباس والكتب الإثرائية تصل إلى حدود 200 ألف ليرة وقسط الباص ليس أقل من 400 ألف ليرة سنوياً، أما في منطقة المزة جبل وما حولها، وقبل الوصول إلى المناطق «الراقية» في الفيلات وكفرسوسة، يصل قسط الروضة كمقعد فقط إلى 1.300 مليون ليرة، وثمن الكتب الإثرائية واللباس 300 ألف ليرة، وقسط الباص 800 ألف ليرة سنوياً.

وبالنسبة إلى الرياض التابعة إلى وزارة التربية، فإن التسجيل في المركز الإقليمي للطفولة المبكرة بحاجة إلى واسطة من العيار فوق الثقيل، لكون المقاعد محدودة، والمركز يعتمد التعليم النموذجي وغير متاح للجميع ، أما الرياض التابعة لنقابة المعلمين، فقد رفعت أسعارها أيضاً وأصبحت ضمن المعقول حيث يصل القسط السنوي إلى ٣٥٠ ألف ليرة، لكن من جهة التعليم والنظافة والعناية بالطفل فـ«أنت وحظك»، والرياض التابعة لوزارة التربية وعلى قلة انتشارها 25 ألف ليرة القسط السنوي من دون الباص والكتب واللباس، وهذا ما زاد الطلب عليها، وهنا السؤال: من قيّد انتشار رياض الأطفال التابعة لوزارة التربية ولماذا تخلت عن منافسة القطاع الخاص؟

قصدت «الوطن» مدير التعليم الخاص في مديرية تربية دمشق وسألت عن الأسعار المحددة من قبل التربية، (والاستفسار كان كمواطن عادي من دون التعريف عن الصفة الصحفية) فقال: إن الأسعار المحددة من قبل التربية لرياض الأطفال في الحد الأعلى 500 ألف ليرة، وعلى كل روضة أن تعلن عن تسعيرتها وعن الخدمات التي تقدمها، والتسعيرة التي حصلت عليها من الوزارة بحسب التصنيف المحدد لهذه المؤسسات ومستويات مخرجاتها التعليمية وفق التعليمات التنفيذية.

المصاريف التشغيلية كبيرة

وزير التربية الدكتور دارم طباع خلال حضوره ورشة عمل حول دراسة آلية تحديد الأقساط والخدمات للمؤسسات التعليمية الخاصة، دعا إلى الاتفاق على أقساط الخدمات والمميزات الإضافية والأقساط التعليمية وفق التصنيف المعتمد وعلى ما يبدو من دعوته أن تحدي الأقساط حوله خلاف وهناك من يطالب بأرقام كبيرة.

مديرة في روضة خاصة فضلت عدم الكشف عن اسمها قالت: إن المصاريف التشغيلية كبيرة جداً من أجور مدرسين وارتفاع أسعار المستلزمات التعليمية، وتدفئة، حيث نشتري المحروقات بالسعر الحر.

القانون يحدد الأقساط

وحددت القوانين والأنظمة الناظمة لعمل المؤسسات التعليمية الخاصة في سورية التي اطلعت عليها «الوطن» الشروط الواجب توافرها بمن يقوم بالتدريس في هذه المؤسسات بأن يكون حاصلاً على إجازة جامعية ومؤهل تربوي، والحصول على موافقة الوزارة، ومستوفياً الشروط المطلوبة للعمل في المؤسسات التربوية الرسمية، وهذه الشروط لا يلتزم بها أغلبية رياض الأطفال التي تعتمد على الخبرة من دون المؤهل الجامعي كما سمعنا من إدارة أكثر من روضة خلال جولتنا وهذه المخالفة بعيدة عن أعين الرقابة في وزارة التربية.

كما حدد للمرسوم التشريعي 55 الناظم لعمل المؤسسات التعليمية الخاصة للتعليم ما قبل الجامعي جواز إعادة النظر بالأقساط بما لا يتجاوز 5 بالمئة كل سنتين على ألا تشمل الزيادة الطالب القديم أكثر من مرة واحدة كما اقترن زيادة الأقساط بزيادة أجور العاملين في الدولة لكن على ما يبدو أن الرسوم توضع وفق معيار فضفاض وتحت عنوان المنهاج الإثرائي.

انفلاش واضح

المدرس في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور إبراهيم العدة اعتبر في تصريح لـ«الوطن» أن التعليم الخاص في سورية وصل إلى حد الانفلاش، وأن الأموال التي صرفت على التعليم الخاص لو صرف جزء بسيط منها على التعليم العام لكان وضعه أفضل بكثير من الواقع الآن.

وأشار العدة إلى أن مؤسسات رياض الأطفال معفاة من التكليف الضريبي، وهناك من يستغل ترخيص الحضانة ويلحق بالحضانة روضة تعليمية، ومؤكداً أن ضبط إيرادات ونفقات دور رياض الأطفال غاية في السهولة، ويمكن تحديد التكاليف بدقة ونسبة الأرباح المحققة والأقساط الواجب دفعها.

واعتبر العدة أن مبرر وجود رياض الأطفال في سورية أصبح مشوهاً، لكون الرياض تغلق في الساعة 12.30 بينما هي وجدت من أجل خدمة المرأة العاملة، وفي جميع دول العالم دوام الرياض مرتبط بدوام الأم العاملة، مبيناً أن رياض الأطفال مؤسسات تعليمية تدفع أموالاً لتعليم وتنشئة اجتماعية بعيدة عن أعين الرقابة، وقد تكون غير سليمة في بعض الأحيان وتحتاج إلى رقابة وضبط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن