أبقت محكمة في هولندا شخصين من أصول سورية وأوكرانية رهن الاعتقال بعدما وجهت لهما اتهامات بالضلوع في عمليات تهريب لاجئين من سورية والعراق والصومال وفلسطين، لافتة إلى أن الشخصين مشتبهين رئيسيين في عمليات تهريب البشر وأن فرصة تكرار هذه الحوادث من قبلهما «كبيرة» بما يحتم إبقاء الاثنين رهن الاعتقال.
وذكرت صحيفة «ستينتور» الهولندية أمس، وفق مواقع إلكترونية معارضة، أن محكمة «آبلدورن» الهولندية وجدت أن المتهمين «محمد. أ» (35 عاماً) و«كريم. س» (26 عاماً)، ولا يحملان إقامة دائمة أو مؤقتة، مشتبهان رئيسيان في عمليات تهريب لاجئين من سورية والعراق والصومال وفلسطين، معتبرة أن «فرصة التكرار كبيرة لدرجة أنه يجب أن يبقى الاثنان رهن الاعتقال بعد الحكم السابق الصادر من محكمة مدينة زوتفين».
وأوضحت الصحيفة، أن الاثنين تم إلقاء القبض عليهما خلال عملية مشتركة من قبل السلطات الهولندية والهنغارية في الثاني من تشرين الثاني من العام الماضي، للاشتباه في تهريب البشر، وقامت الشرطة بعد ذلك بتفتيش ثلاثة مبانٍ في مدينتي آبلدورن وزوتفين الهولنديتين.
وكشفت الصحيفة، أن المشتبه بهما المعتقلين وخلال جلسة استماع «شكلية»، ظهر أنهما متهمان في تهريب البشر من الأول من نيسان 2021، حتى إلقاء القبض عليهما في تشرين الثاني 2021، وفقًا لـ«نظام العدالة» في محكمة أبلدورن، وكان من الممكن أن يلعبا دوراً مهماً في تنظيم نقل اللاجئين في صربيا والمجر والنمسا وألمانيا، مشـيرة بهذا الصدد إلى أنهما قاما بترتيب وســائل النقل والسائقين الذين أعطوهما التعليمــات قبــل وأثناء النقل.
وذكرت، أنه لا يوجد حتى الآن أي احتمال ملموس لمعالجة جوهرية في المحكمة لقضية تهريب البشر، حيث نقلت عن محامي المتهمين انتقاده للنظام القضائي الهولندي بالقول: «الملف يحتل آلاف الصفحات، وقضايا تهريب البشر تستغرق وقتًا طويلاً من خلال تجربتي، ولاسيما بسبب سماع الشهود».
ورجح المحامي وفق الصحيفة ألا يتم التعامل مع القضية بشكل موضوعي، وقال «يبدو لي على الأرجح أنه لن يتم التعامل مع هذه القضية بشكل موضوعي هذا العام وبالإضافة إلى ذلك، لن يكون هناك مؤشر ملموس على أن الاثنين سيكونان مذنبين مرة أخرى بتهمة تهريب البشر، أيضاً لأن كلاهما لديه سجل إجرامي نظيف».
وقالت الصحيفة: إنه «مع ذلك، فالمحكمة لا تتفق مع دفاع المشتبه بهما حول محدودية خطر العودة إلى الإجرام. لذلك يظل (محمد. أ) و(كريم. س) رهن الاحتجاز في الوقت الحالي، والدعوى القضائية معلقة إلى أجل غير مسمى».
ووفق الصحيفة جادل محامي المتهمين أمس للإفراج عن الموكلين بانتظار المحاكمة، واعتبر أن «عواقب حقيقية حصلت للمتهمين بعد أن سُجنوا لمدة ستة أشهر».
وشهدت عدة دول منها سورية خلال السنوات الماضية موجات من الهجرة واللجوء باتجاه دول أوروبا ودول أخرى نتيجة الإرهاب المدعوم من قوى معادية ولاسيما في الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة إضافة إلى الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضتها بعض الدول واستهدفت شعوب الدول المفروضة عليها بلقمة عيشها ولاسيما في سورية.