رياضة

في سلتنا الوطنية.. بين الفيحاء والشهباء صدح الفجّار وصمت العقلاء

| الوطن

لم تمر مباراة أهلي حلب وضيفه الوحدة التي جرت مساء الجمعة الفائت ضمن مباريات دوري سلة الرجال على خير ابتداء من سوء التنظيم الذي عاب تفاصيل اللقاء، وانتهاء بالشتائم التي عكرت صفو اللقاء وأعطت مؤشرا على أن جمهورنا مازال بعيداً عن الأخلاق الرياضية والتشجيع الحضاري، فلاعبو الوحدة طالهم أثناء دخولهم وخروجهم من وإلى المشالح الكثير من الشتائم الخادشة للحياء والتي نخجل من ذكرها دون أن يكون هناك أي حلول تسهم في رأب فتيل مشكلات نحن بغنى عنها، هذا غيض من فيض فوضى ما حصل في لقاء القمة وسط صمت مريب من القائمين على اتحاد السلة الذين لم يتمكنوا من إيجاد الحلول الناجعة والممكنة لهذه المعضلة التي باتت تؤرق الجميع.

أسباب ومسببات

مجدداً وكعادة مباريات كرة السلة في دورينا بات من الواجب أن نتابعها من دون صوت لأن موشحات الشتائم الممنهجة والسب الموجه والألفاظ النابية المعيبة أصبحت عنصراً من عناصر اللعبة التي ثبت أن الإجراءات الانضباطية لدى اتحاد كرة السلة أصبحت عاجزة عن وضع حد لها وقاصرة عن عقاب المسيئين وما زالت العقوبات الجماعية على الجماهير نهجاً، رغم أن عناصر التحريض الإلكتروني ومن هم على المدرجات لم يتجاوزوا ربما العشرات وفي أسوأ الحالات المئات.

هذه الشرذمة من جماهير كل ناد طبعت الرياضة السورية في كرتي السلة والقدم بأنها منافسات بين الشاتم والقادح والطاعن وبأن البطولة في كل لعبة هي للجمهور الأكثر ابتكاراً لأبشع الكلمات النابية والقصائد الماجنة من دون مراعاة للطابع الأسري للحضور الرياضي.

كلما توجهنا إلى جمهور بالعتاب يتهمك بالتحيز ويذكرك بأن جمهور المنافس شتمه سابقاً وشتم ناديه ومدينته وهكذا عندما تنتقل إلى الضفة الأخرى ولكل حجته بأن ما يتبجح به هو رد فعل على تبجح من سبقه، والسؤال هنا متى ستنتهي هذه الممارسات الجاهلية ومتى ستضع أوزارها، وهل سيبقى الثأر الشتائمي طقساً مطرداً حتى نصل لمكان لا عودة منه ونبكي على اللبن المسكوب؟

خجلنا أمس القريب ونحن نسمع مدينة الطرب، بعض جماهيرها يطرب بشتم الأعراض والتغني بذكر ألفاظ لا يستخدمها إلا شذاذ الآفاق.

وكذلك كان الأمر عندما صدح البعض في صالة الفيحاء بعبارات لا تليق بعراقة وتاريخ دمشق وسلوك أهلها، الشرذمة المسيئة من كل ناد منبوذة مع عقلائه ولكن ضجيج القدح والشتم يعلو على صوت الحكمة والعقل.

خلاصة

أخطر ما شهدته الرياضة في الفترة الماضية من بعض الشخصيات الموتورة من محبي الشهرة تسلقهم على أمواج التأجيج والتهييج الجماهيري والعزف على وتر نشر الكراهية للمنافس لزيادة رصيدهم بين أبناء مدينتهم في خروج مريب عن الدور المطلوب من أصحاب الحضور الإعلامي، فبئس شهرة تأتي كحصيلة لاسترضاء الغوغاء واستمالتهم والعزف على أوتار شذوذهم.

هذه النماذج إقصاؤها أولوية وبترها وأد للبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن