رياضة

بعد هبوطها للثانية.. هل ستعود سلة رجال الثورة لألقها؟

| الوطن

رغم أننا من المؤمنين بأهمية عملية التطوير والتحديث في جوانبه العامة كافة وخاصة الرياضية، إلا أننا من أشد المعارضين للفوضى وحالة اللاوعي أو الغياب عن الواقع تحت تأثير المسكنات الموضوعية عبر نتائج خلبية، فلم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الثورة يتوقع لها هذا المركز على لائحة ترتيب الدوري، ومن دون أي نتائج إيجابية تذكر، فالفريق الذي كان نداً قوياً لجميع الفرق ويحسب له ألف حساب، تحول بفضل التخطيط العشوائي للقائمين على اللعبة في الفترة الماضية إلى أشبه بقط أليف تستبيح سلته جميع الفرق من كل حدب وصوب، ورغم الظروف الطبيعية التي تعيشها سلة الثورة وبالتحديد الرجال ابتداء من الحالة الاحترافية المتواضعة والرواتب الضعيفة التي لا تلبي طموح أي لاعب في القطر غير أن الفريق نجح في المواسم السابقة في فرض نفسه وتغلب على فرق تتفوق عليه بكل شيء، وما يميز سلة الثورة هي الأجواء الأسرية التي كانت ميزة مهمة لهذا النادي إضافة إلى المحبة والانتماء اللذين على ما يبدو باتا في عصر الاحتراف من الماضي.

حقيقة

بما أن لكل شيء مسبباته، غير أن سبب تراجع مستوى ونتائج فريق رجال الثورة يعود للهجرة الكبيرة التي شهدتها اللعبة منذ بداية الأزمة في البلاد، ناهيك عن انتقال أفضل لاعبيه وبالتحديد الموسم الماضي إلى أندية أخرى تحت بند البحث عن لقمة العيش، ناهيك عن عدم تمكن الإدارة والقائمين على اللعبة بالتعاقد مع أي لاعب جديد من مستوى عال، حيث اقتصرت التعاقدات على لاعبين من الصف الثاني لم يقدموا للفريق أي شيء جديد، لا بل كانوا في بعض المباريات عبئاً ثقيلاً على الفريق، رغم أنه يضم لاعبين متميزين صغار السن سيكون لهم شأن كبير لكنهم يفتقدون للخبرة في التعامل مع مباريات قوية وحساسة.

هبوط

‏مني الفريق هذا الموسم في الدوري العام بخسارات ما أنزل الله بها من سلطان، حيث حل في المركز الحادي عشر برصيد 25 نقطة بعد أن مني بتسع عشرة خسارة مقابل ثلاثة انتصارات كانت هذه النتائج كفيلة بوضعه مع أندية الدرجة الثانية.

شح الإمكانات

يعد نادي الثورة من أفقر الأندية الدمشقية، فهو الوحيد الذي لا يمتلك صالة تدريبية أو منشأة خاصة به، لذلك تواجه فرق النادي سلسلة كبيرة من المنغصات جلها يتعلق بعدم وجود صالة تدريبية تجد فيها ضالتها، فالمنشأة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء عاث فيها الإرهاب خلال فترة الحرب في المرحلة الماضية الكثير، وتحولت أحلام عشاق ومحبي النادي إلى أضغاث أحلام، ورغم الوعود الكبيرة التي أطلقتها القيادة الرياضية الحالية بإعادة تشييد المنشأة، غير أننا لم نر أي شي على أرض الواقع حتى كتابة هذه السطور، وربما باتت هذه المنشأة أحجية فرعونية عصية الحل في زمن الانفتاح الكبير الذي توليه القيادة الرياضية لجميع الأندية والدعم المادي الكبير، غير أنها ما زالت (كاليتيم على طاولة اللئيم)، من دون أن يحرك أحد ساكناً حيالها.

لابد

لن يكون هبوط الفريق للدرجة الثانية بالنسبة لإدارة النادي بالأمر العادي، ولأنها تعي وظيفتها وتقف على مسافة واحدة من جميع الفرق بالنادي سيكون لهذا الهبوط ردة فعل إيجابية ستعيد الإدارة إعادة ترتيب أوراق الفريق وستبدأ التحضير بهمة عالية على أمل أن يستعيد الفريق عافيته ويعود لعهده السابق كما يريده ويتمناه عشاقه ومحبوه وقد وضعت‏ الإدارة هموم وشجون الفريق ضمن أولوياتها، ووجدت أنه لا بديل لها من العودة لنقطة الصفر، والعمل بهدوء وترو من أجل بناء قاعدة سلوية للنادي، ولديها حالياً فرق جيدة تضم مواهب وخامات لكن هذه المواهب باتت بحاجة للرعاية والاهتمام والمتابعة والإمكانات المادية الوفيرة حتى تثمر في المواسم المقبلة القريبة.

‏‏خلاصة

‏سلة الثورة أيها السادة هي معقل كرة السلة السورية، وركن مهم وأساسي منها، ولاعبوها هم من أهم أعمدة المنتخبات الوطنية عبر التاريخ، ومع ذلك لابد من التفاتة حنونة نحو واقع سلة رجال الثورة بهدف إحيائها وإعادتها إلى الواجهة من جديد، وهذا يتطلب تضافر جميع الجهود، والبدء من جديد بنيات صادقة هدفها تطوير اللعبة بعيداً عن أي شيء لا يفيد ولا يطور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن