الأولى

روسيا قدمت مسودة مشروعها وأكدت عدم قبولها بالمشروع النرويجي الإيرلندي … مفاوضات ساخنة بمجلس الأمن قبيل انتهاء ولاية القرار 2585 الخاص بالمساعدات

| سيلفا رزوق

تقترب ولاية القرار الأممي 2585 الخاص بآلية دخول المساعدات الإنسانية إلى سورية من الانتهاء في العاشر من الشهر الجاري، حيث يشغل التمديد لهذا القرار ومنذ نحو شهرين أروقة مجلس الأمن، ويجري الحديث عن ضرورة تمديد مفاعيله، وفقاً لوجهة النظر الغربية المتكررة التي بدأت «البروبوغاندا» المعهودة لها تروج إلى أهمية معبر «باب الهوى» كشريان حياة يضمن وصول المساعدات الإنسانية للملايين، وبالتالي فإن التمديد للعمل بالقرار هي مسألة «حياة أو موت» وفقاً لتعبير المندوبة الأميركية الدائمة، ليندا توماس غرينفيلد.

القرار 2585 حمل في طياته ثلاثة مجالات، أهمها مشاريع الإنعاش المبكر وهذه الجزئية اعتبرت منذ صدور القرار بأنها كانت مهمة جداً.

مصادر متابعة في نيويورك بينت لـ«الوطن»، بأن الوفد السوري كان عند كل مناقشة لمجلس الأمن حول الشأن الإنساني، كان يعبر عن مشاغله تجاه تنفيذ هذا القرار حيث نبه الوفد إلى الجوانب التي تمنع تنفيذه وفقاً للمأمول، وقدم الوفد لحاملي القلم الإنساني «النرويج وايرلندا» عندما بدأت هذه الدول بالاعداد لمشروع القرار مشاغله المبنية على تجربة السنوات الماضية، وخصوصا السنة الأخيرة لهذا القرار، حيث أعرب عن مشاغله بشأن انتهاك آلية إدخال المساعدات عبر الحدود للسيادة وشدد على مسألة ضمان عدم وصول تلك المساعدات للتنظيمات الارهابية ، وضرورة أن يشرف الهلال الأحمر العربي السوري على وصولها وتوزيعها.

كما أشار الوفد السوري إلى تأثير الإجراءات القسرية المفروضة من قبل الغرب والولايات المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر، لاسيما المشاريع الحيوية التي أشار القرار لبعضها كالتعليم والصحة، حيث أكد الوفد السوري على أهمية موضوع الكهرباء وإزالة الألغام والقضايا الأخرى ذات الصلة بالبعد الإنساني.

الوفد السوري شدد في نقاشاته على ضرورة أن تتاح الفرصة لعملية المراجعة ومراقبة كيفية تنفيذ مفاعيل القرار، خاصة لجهة المدة الزمنية التي تغطيها ولاية القرار، مؤكداً بأن من أفسد تنفيذ القرار ويتحمل المسؤولية عن ذلك هي الدول الغربية، خاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الذين منعوا عملياً تحقيق أي شيء فعلي مرتبط بتخفيف المعاناة عن الشعب السوري.

المصادر كشفت لـ»الوطن»، أن مسودة مشروع التمديد للقرار 2585 التي وزعتها النرويج وايرلندا حاملا القلم، لم تحمل أي تعديلات جوهرية، وإنما حملت المسودة تعديلات طفيفة ومعظمها ذات طابع تقني ولا يوجد فيها أي تعديل جوهري يأخذ بالملاحظات والمشاغل التي أشار إليها الوفد السوري في مناقشاته، حيث كان واضحا بأن الاهتمام الغربي محصور بالتمديد للقرار لمدة 12 شهراً آخر عبر معبر باب الهوى، ووصفت المصادر هذه التعديلات بأنها تعتبر مخيبة للآمال، لاسيما أنه جرى تقديم وعود بإدخال تحسينات حقيقية على النص تستجيب للمشاغل السورية، وأن ما جرى تقديمه يتجاهل تماما تلك المشاغل.

المصادر كشفت أن الوفد الروسي عبّر أيضاً عن عدم رضاه عن مشروع القرار النرويجي الايرلندي، وقدم أول أمس مشروع قرار مقابلاً، وبدأ الوفد بالفعل إجراء مناقشات مع أعضاء المجلس بشأنه.

وتضمن مشروع القرار الروسي بحسب «المصادر» نقاطاً مهمة حول كيفية تجاوز العراقيل التي واجهت تنفيذ القرار 2585 على مدى الـ12 شهراً الفائتة، وإيجاد آلية لمراقبة التنفيذ.

مصادر «الوطن» أكدت أن المفاوضات حاليا قائمة في أروقة مجلس الأمن، وهذه المفاوضات يتم فيها طرح كل وجهات النظر، لكن لا أحد يمكنه تقدير ما هي المآلات التي ستنتهي اليها هذه المفاوضات، وشددت على أن الموقف الروسي واضح بأن القرار الذي قدمه حاملو القلم غير مقبول، وأن لديهم مشروع قرار من طرفهم لكي يتم النظر به

وبناء عليه أشارت «المصادر» إلى أنه في حال إصرار حاملي القلم على المضي قدما في مشروع القرار والدفع للتصويت عليه، والتقديرات تؤكد أنه لن يمر وبالتالي سيتم طرح المشروع الروسي للتصويت، ما يعني بأن المجلس سيذهب إلى تصويتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن