الأولى

أنباء عن قرب تشكيل «غرفة عمليات» عسكرية مشتركة برعاية روسية … الجيش واصل تعزيزاته ويتجه لنشر المزيد من قواته في منبج وتل رفعت

| حلب- خالد زنكلو

توالت رسائل التحذير الروسية لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان من جريرة حساباته الخاطئة ونيته ارتكاب عدوان جديد على الأراضي السورية.

آخر التحذيرات الروسية أمس، جاءت عبر توجيه رسائل نار جوية حازمة ضد إرهابيي أردوغان في منطقة «خفض التصعيد» حيث أكدت مصادر أهلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن المقاتلات الروسية شنت أمس أكثر من 10 ضربات جوية استهدفت مقار ومستودعات أسلحة مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم ميليشيات وتنظيمات إرهابية ممولة من النظام التركي.

وأشارت المصادر إلى أن الضربات الجوية الروسية، تركزت على محيط بلدات الرويحة وبينين وسرجة وشنان جنوب إدلب، ونجحت في قتل وجرح أكثر من 30 إرهابياً، عدا تدمير عتاد عسكري وأسلحة ثقيلة للإرهابيين.

على خطٍّ موازٍ، قالت مصادر متابعة للمباحثات التي تجري بين ممثلين عن الحكومة السورية وعن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، لدرء العدوان الذي هدد بشنه زعيم النظام التركي رجب طيب أردوغان لاقتطاع أراضٍ سورية، أن التوصل لنتائج تحقق الغاية من المباحثات منوط بتقديم الميليشيات تنازلات ميدانية وإدارية للحكومة السورية في المناطق التي تهيمن عليها والمهددة بالغزو.

وبينت المصادر لـ«الوطن»، أن وضع «خطة دفاعية» يقتضي تشكيل «غرفة عمليات» عسكرية مشتركة بين الجانبين، يتولى الجيش العربي السوري إدارتها وتوجيهها، على اعتبار أنه ينتشر على طول خطوط تماس الجبهات المنتخبة للتصعيد عبرها، وفي المناطق الحدودية مع تركيا.

وكشفت المصادر عن قرب التوصل لاتفاق بتشكيل «غرفة العمليات» وبرعاية روسية، استباقاً لوعيد أردوغان بتنفيذ عدوانه بعد عيد الأضحى المبارك باتجاه تل رفعت ومنبج وهما منطقتا نفوذ روسيا غرب الفرات.

المصادر شددت على أن موسكو تضع كل ثقلها لإنجاح المفاوضات بين دمشق و«قسد» ومن خلفها غطاؤها السياسي «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» والمدني المسمى «الإدارة الذاتية» الكردية.

ورأت المصادر، أن الجانب السوري أبدى حكمة في الموافقة على تأجيل النقاش مع «قسد» في مسائل خلافية كالثروات النفطية والغازية والزراعية والمائية، على اعتبار أن الأولوية تقتضي الدفاع عن الأراضي السورية من دون أن تنكث الميليشيات بوعودها، حتى لا يتكرر سيناريو ومأساة عفرين، التي احتلها النظام التركي ومرتزقته في آذار ٢٠١٨.

وأشارت إلى أن قبول «قسد» بنشر أعداد كبيرة من الجيش العربي السوري أخيراً في الجبهات المنتخبة للتصعيد، بمثابة بادرة حسن نية منها، على أن يتبع ذلك قرارات عسكرية وإدارية ممكن أن تسمح بانتشاره بعمق 30 كيلو متراً على طول الشريط الحدودي مع تركيا لتنفيذ «اتفاق أضنة» ولسحب أي ذريعة من نظام أردوغان لاحتلال أراضٍ سورية بحجة وجود ما يسميه «تنظيمات إرهابية» على حدوده تهدد أمنه القومي، وفق زعمه.

ولفتت إلى أن لدى متزعمي «قسد» قناعة بأن دول «الناتو» منحت أردوغان ضوءاً أخضر لتنفيذ مخططه العدواني التوسعي لاحتلال مناطق سورية جديدة، ولذلك جاء التحرك الروسي السريع للتدخل كوسيط بين الحكومة السورية و«قسد» التي أدركت خطورة وجدية واقتراب أجل الغزو التركي لمناطق نفوذها.

وتوقعت المصادر نشر المزيد من جنود وضباط الجيش العربي السوري في مناطق هيمنة «قسد» خصوصاً في منبج وتل رفعت خلال الفترة التي تسبق تهديدات أردوغان بتنفيذ عملياته العسكرية بعد عيد الأضحى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن