عربي ودولي

شؤون الأسرى تحذر من تدهور صحة عدد من الأسرى الفلسطينيين … رام الله: مهاترات «أردان» امتداد لإرهاب دولة الاحتلال المنظم ووجه آخر للاستعمار

| وكالات

اعتبرت الخارجية الفلسطينية الهجوم الذي شنه ممثل كيان الاحتلال الإسرائيلي جلعاد أردان على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت أول من أمس إرهاباً سياسياً ودبلوماسياً، وامتداداً لإرهاب دولة الاحتلال المنظم الذي تمارسه بشكل يومي ضد شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته.
وحسب وكالة «وفا» أدانت الخارجية في بيان أمس الأربعاء، هذا الهجوم، واعتبرته كذلك محاولة بائسة وفاشلة ومفضوحة لتصدير أزمات دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الجانب الفلسطيني، لإخفاء حقيقة احتلالها لأرض دولة فلسطين وتهجير وطرد شعبها بالقوة، وحقيقة أنها دولة نظام فصل عنصري أبرتهايد.
وأكدت أن تباكي ممثل دولة الاحتلال والإرهاب في الأمم المتحدة على السلام لا تتعدى كونها دموع تماسيح، ولن تتمكن من تضليل المجتمع الدولي بشأن حقيقة أن إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة أجهضت جميع فرص تحقيق السلام، وأفشلت أيضاً جميع أشكال المفاوضات السابقة في دليل قاطع على غياب شريك إسرائيلي للسلام قادر على مصافحة اليد الفلسطينية الممدودة دائماً لتحقيق سلام الشجعان، وهو ما تفاخر به أكثر من مسؤول إسرائيلي بشكل علني كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينت بشأن «عدم وجود عملية سياسية مع الفلسطينيين ولن توجد».
وأضافت: انتهاكات وجرائم دولة الاحتلال من استيطان وإعدامات ميدانية وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وعمليات تطهير عرقي واسعة النطاق ضد الفلسطينيين تكذب أقوال ممثل دولة الاحتلال وادعاءاته بشأن السلام.
وقالت: إن اختيار ممثل دولة الاحتلال أن يسمي تمسك سيادته بحقوق الشعب الفلسطيني بالمطالب الغريبة في شكل بشع من أشكال المهاترات الإسرائيلية، وفي اعتراف صريح بتنكر كيان الاحتلال لوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وفي استخفاف فج بقرارات الأمم المتحدة وشرعياتها التي يخطب من على منبرها المستوطن جلعاد أردان.
وزعم أردان أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدعم الإرهاب ويشجّعه، من خلال صرف ملايين الدولارات على ذلك، في إشارة إلى تمسكه وإصراره على دفع مستحقات عوائل الشهداء والأسرى.
وادعى أن عباس يمثل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق أي تقدم في عملية السلام بالمنطقة، وعدم وجود شريك فلسطيني لإحراز تقدم في عملية السلام.
من جانب آخر أكدت الخارجية الفلسطينية أن إمعان دولة الاحتلال في ضم الضفة الغربية المحتلة، يأتي نتيجة مباشرة لغياب الإرادة الدولية الحقيقية لاحترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 2334، ونتيجة أيضاً لقدرة دولة الاحتلال على التعايش مع هذا السقف المتدني لردود الفعل الدولية تجاه الاستيطان.
وأوضحت الخارجية أن اكتفاء الدول والمجتمع الدولي ببعض المطالبات الخجولة لدولة الاحتلال، تعكس حجم تخلي المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ومعاناة الشعب الفلسطيني، وإزاء المسؤولية الدولية في اتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية لحل الصراع بالطرق السياسية التفاوضية.
ورأت أن ارتهان الموقف الدولي وحصره في تلك المطالبات يكشف مدى تورط المجتمع الدولي في توفير الحماية والحصانة للاحتلال وتخليه عن مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية في تنفيذ هذه المطالبات، الأمر الذي يشجع دولة الاحتلال ليس فقط على الإفلات المستمر من العقاب، وإنما أيضاً توفير المظلة اللازمة لها للاستمرار في تعميق الاستعمار وضم الضفة واستكمال بناء نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة.
وأدانت الخارجية جرائم تعزيز وتوسيع الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وقرار الاستيلاء على مئات الدونمات والتصديق على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما أدانت القرار العسكري الإسرائيلي بالسماح للفلسطينيين بإخراج حصر الإرث من المحاكم الشرعية الإسرائيلية لتسهيل عملية تسريب وسرقة أراضي المواطنين الفلسطينيين.
واعتبرت أن هذه القرارات تندرج في إطار عمليات ترسيخ ضم القدس وتهويدها وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني خاصة من جهة بيت لحم هذه المرة، وتقطيع أوصال المناطق والأحياء المقدسية وتحويلها إلى شظايا متناثرة تغرق في محيط استيطاني ضخم مرتبط بالعمق الإسرائيلي، وتأتي أيضاً في سياق السياسة الإسرائيلية الرسمية الهادفة لحسم مستقبل قضايا الصراع التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال ووفقاً لخريطة مصالحها الاستعمارية في الضفة الغربية، وفي مقدمتها حسم مستقبل القدس والأرض، بما يؤدي إلى وأد أي فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين، وإغلاق الباب نهائياً أمام أي إمكانية لتجسيد دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.
وفي سياق آخر حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من تدهور الحالة الصحية لعدد من الأسرى في معتقل «عسقلان» جراء الإهمال الطبي المتعمد الذي تنتهجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى.
وأوضحت الهيئة في بيان أمس نقلته وكالة «وفا» أن الأسير موسى صوفان المحتجز في معتقل عسقلان يعاني من وجود ورم ومشاكل صحية في الرئة ومن هزال وارتفاع في درجات الحرارة بينما يعاني الأسير علي الحروب من إصابته بالسرطان الذي انتشر في أجزاء متفرقة من جسده ويشتكي الأسير سامر العياط من ديسكات في الظهر ومشاكل بالعظام والضغط وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
وبينت الهيئة أن سلطات الاحتلال تماطل في تقديم العلاج اللازم لهم الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم أمراضهم ويهدد حياتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن