شؤون محلية

المريض يشتري الأدوية ومستلزمات طبية للمشافي … زيتون: مواد ضرورية مفقودة منذ عامين في ابن النفيس منها «القسطرة» والمخدر الموضعي وحتى الكفوف!

| محمود الصالح

وردت إلى «الوطن» شكاوى حول عدم توافر الكثير من المستلزمات الطبية التي تحتاجها المشافي والمراكز الصحية لتوفير خدماتها للمرضى، وبأن الأطباء في المشافي يلجؤون لتكليف المريض بشراء هذه المستلزمات من الصيدليات الخاصة، في وقت يفترض أن تتوافر هذه المواد الطبية سواء الأدوية منها أم المستلزمات الأخرى ابتداء من الكفوف المعقمة التي يحتاجها الأطباء في الجراحة أو الخدمات الطبية الأخرى وانتهاء بجهاز القسطرة الوريدية.

في مشفى ابن النفيس أكد معاون المدير محمود زيتون أن هناك نقصاً في كثير من الأدوية الطبية والمستلزمات، وكذلك هناك مواد غير موجودة منذ فترة طويلة بسبب الاستجرار المركزي المطبق في كل المؤسسات الصحية في البلاد منذ سنوات.

وبين زيتون أن قائمة الأدوية والمستلزمات الطبية المفقودة طويلة جداً ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر القسطرة الوريدية ومواد التخدير الموضعي، وهناك الهيدرو كوتيزون والكفوف المعقمة والسيروم، والمخدر الموضعي وخاصة المخدر المستخدم في العيادة السنية، إلى درجة أن البوفيدون المعقم لا يتوافر للقيام بالتعقيم في العمليات الجراحية، مما يضطر الطبيب إلى الطلب من ذوي المريض لشراء تلك المستلزمات من الصيدليات.

وأكد زيتون أن هذا الأمر لا يرضي الأطباء ولا إدارة المشفى، لأن المريض يأتي إلى المشفى وهو يعرف أن كل ما يحتاجه متوافر في المشفى كما هو متعارف عليه من قبل.

وعزا معاون المدير العام السبب إلى طريقة الاستجرار المركزي التي طبقت منذ سنوات، حيث تقوم وزارة الصحة بتوفير جميع احتياجات المشافي في القطاع الصحي من خلال مناقصات مركزية.

رئيس قسم الإسعاف ظافر سلوم بين أن هناك مواد مضى على فقدانها أكثر من عامين ومنها القساطر التي يحتاجها عمل قسم الإسعاف، إضافة إلى الكفوف المعقمة، حيث يقوم الأطباء بخياطة الجروح وهم يضعون على أيديهم كفوف نايلون عادية لا تصلح لذلك.

وأضاف سلوم إن هناك فقداناً للسيرومات السكرية وأحياناً تنقطع السيرومات المختلطة والملحية لفترات طويلة، حتى المشارط غير متوافرة، وهناك أربطة الشاش الخماسية، وما هو موجود من أربطة شاش سيِّئ، ومضت سنتان لم يكن الجبس متوافراً ولكن الآن تم توفيره، وهناك فقدان في مادة الأتروبين أدريانيين لفترة والآن عادت إلى التوافر بشكل قليل.

وأبدى سلوم معاناة كبيرة لكوادر المشفى والمرضى على حد سواء جراء عدم توافر تلك الاحتياجات.

وأكد رئيس قسم الإسعاف أن هناك المئات من المرضى يراجعون قسم الإسعاف يومياً، ومن الضروري أن تتوافر لهم كل المستلزمات لأن مشفى ابن النفيس ليس هيئة عامة وبالتالي جميع الخدمات التي يقدمها مجانية.

وفي مشفى المجتهد أكد المدير العام أحمد عباس توافر جميع المستلزمات الضرورية، نتيجة الطريقة التي تعمل من خلالها الإدارة في توفير المواد المطلوبة وفق خطة مدروسة والتركيز على توفير الاحتياط بشكل دائم، حيث لا يحتاج المريض إلى شراء شيء إلا إذا كانت مادة تكميلية مثل الجبائر البلاستيكية أو البدائل المتحركة كالمفصل، مشيراً إلى أنه يتم إعادة صيانة وتشغيل جهاز الطبقي المحوري الذي كان متوقفاً، وخلال أسبوع سيتم التعاقد لإجراء إصلاح لجهاز الرنين المغناطيسي، موضحاً أنه كان هناك معاناة كبيرة في التمكن من توفير قطع التبديل اللازمة، أما أجهزة الأشعة البسيطة فهي متوافرة.

وبين عباس أن جميع المواد الإسعافية متوافرة، إضافة إلى المواد التي يحتاجها الأطباء في عمليات الفحص والمعالجة ومنها الكفوف المعقمة والعادية، ولكن قد يكون هناك فقدان لمادة نوعية لفترة محدودة ومن ثم يتم توفيرها بكل تأكيد.

رئيس قسم الإسعاف في مشفى المجتهد محمد أبو الريش أوضح أن جميع المواد الإسعافية متوافرة بشكل جيد باستثناء مادة «ستربتوكيناز» اللازمة لإنقاذ مريض الاحتشاء القلبي، التي تؤدي إلى تفتيت الخثرة الدموية قبل وصولها إلى القلب، وحتى عندما تنقطع مادة لا تتأخر فترة تأمينها، نتيجة خطة العمل الموضوعة في إدارة المشفى، وقال: هناك مواد إسعافية لدينا منها مخزون إستراتيجي، مشيراً إلى وجود نقص في أطباء الطوارئ نتيجة هجرة الأطباء المستمرة من البلاد، مضيفاً: نعد الأطباء وتتكلف الدولة عليهم ويذهبون لخدمة دول المهجر من دون أن تتكلف تلك الدول بأي نفقات، حيث أصبح هناك 31 ألف طبيب سوري في ألمانيا فقط و9 آلاف طبيب في دول الخليج.

وشدد أبو الريش على ضرورة تأمين منافس إلى قسم الإسعاف، حيث يوجد في قسم الإسعاف أربعة أسرة عناية إسعافية، ولكن لا يوجد سوى منفسة واحدة، مما يقلل من الاستفادة القصوى من هذه الأسرة، وذكر أنه يتم يومياً استقبال أكثر من ألف وثلاثمئة مريض في قسم الإسعاف لأن مشفى المجتهد هو المؤسسة الأولى التابعة لوزارة الصحة. وعن سبب فقدان بعض الأدوية في بعض الأحيان من المشافي قال أبو الريش: إن هذه المشكلة ناتجة عن طريقة الاستجرار المركزي التي تتبعها وزارة الصحة، والتي أثرت كثيراً في الخدمات، أولاً نتيجة الحصار، حيث لا تتعامل الشركات الأجنبية مع وزارة الصحة بشكل مباشر، وفي حال الإعلان عن مناقصة لتأمين الاحتياجات الطبية الدوائية منها والتجهيزية لا يتقدم متعهدون إلى تلك المناقصات بسبب المبالغ الكبيرة لقيمتها، مما ينعكس ذلك على عمل المؤسسات الصحية، وتوقف أجهزة الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي بسبب عدم تأمين قطع تبديل تسبب معاناة كبيرة للمرضى، كذلك عدم من تمكن الأطباء من استكمال تشخيص المرض لعدم توافر التصوير الدقيق، وعن توافر التحاليل بين أنها متوافرة جميعها، وفي حال فقدان بعض مواد التحليل يمكن أن يتم تكليف المريض بإجراء التحليل خارج المشفى، وهذا الأمر محصور ببعض أنواع التحاليل، لكن الأساسية منها متوافرة بشكل كامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن