ثقافة وفن

«نجوم وأضواء».. شباك يطل على الزمن الجميل … كورال غاردينيا بقيادة غادة حرب على مسرح دار الأوبرا … أنوار العبد الله لـ«الوطن»: نقدم الدعم إيماناً منا بأهمية الموسيقا

| سارة سلامة

أقيم على مسرح دار الأوبرا في دمشق أمسية بعنوان «نجوم وأضواء»، أحيتها فرقة «غاردينيا» بقيادة المايسترو غادة حرب.

الحفل الذي دعمته مؤسسة موج كان ذلك إيماناً منها بأهمية الموسيقا كتراث ثقافي جامع للسوريين والسوريات في مختلف أنحاء البلاد المتنوعة الأطياف، ومن دور الموسيقا الجوهري بتحقيق التماسك المجتمعي وإعادة بناء الروابط السليمة بين مكونات المجتمع السوري، وتهدف إلى تغيير الصورة النمطية للأدوار التي تقوم بها النساء وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة، وهذا ما يقدمه كورال غاردينيا بقيادة المايسترو غادة حرب عبر سنوات من العمل والعديد من الحفلات والمشاركات الثقافية والفنية.

وعلى أنغام نجوم اشتهرت أغنياتهم في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، وأعمال لفرق موسيقية أجنبية تغني البوب والروك، ومغنّين من زمن الديسكو، تناولتهم غاردينيا بقيادة المايستروغادة حرب، رافقتها فرقة موسيقية متنوعة الآلات والإيقاع فيما يُعرف بالـ «Big Band»، فيما تولّت سفانا بقلة التوزيع الموسيقي للأغنيات ما يتوافق وأصوات الكورال النسائي بمستوياته الثلاثة الأساسية (آلتو، سوبرانو أول، سوبرانو ثاني) مع مشاركات في التوزيع لهبة فاهمة وياسمين محمد وهادي الخياط.

شارة «نجوم وأضواء»

وافتتحت الأمسية مع أغنية «Lisa» ألحان الياس الرحباني؛ حيث كانت شارة برنامج «نجوم وأضواء» الشهير في تلك الفترة والخاص بالفرق الموسيقية الأجنبية من تقديم الإعلامية منى الكردي.

نجوم وأضواء عنوان الأمسية، الذي ارتبط ببرنامج الإعلامية القديرة منى كردي الشهير، والمعروف في التلفزيون السوري، حيث خرجت حرب وكورالها عن المألوف خلال ساعة من الزمن لتعود بالذاكرة الموسيقية للحضور إلى عقود ماضية مختلفة بأنماطها الموسيقية.

وقدم الكورال باقة من أشهر وأجمل الأغاني شهد المسرح من خلالها تصفيقاً حاراً من الجمهور، حيث افتتحت الأمسية برائعة الياس الرحباني «ليزا» تلتها مقطوعة للفرقة الموسيقية البريطانية «بي جيس» ليقدم بعدها الكورال أغنية «آي ويل سيرفايف» للمطربة العالمية «جلوريا جينور».

وتخلل الأمسية عدة مقطوعات غنائية لفرق عالمية مشهورة لاقت رواجا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كفرقة الروك والبوب «مودرن توكينغ» والفرقة السويدية الشهيرة «آبا» وفرقة البوب والديسكو «بوني إم» وفرقة «جاكسون 5»، إضافة إلى أغانٍ منفردة لمغنين عدة لمع نجمهم في العقود الماضية كالمغني «باري مانيلو» والمغنية «ايرين كارا» ليختتم الكورال أمسيته بأغنية «فولز فو».

وشارك في التوزيع الموسيقي للمقطوعات الموسيقية التي أداها الكورال كل من سفانة بقلة وهادي الخياط وهبة فاهمة وياسمين محمد.

وكانت موسيقا الكورال الاستعراض عبر حركة إيقاعية لازمت الغناء، وابتعدت عن الجمود في الأداء والغناء خلف النوتات؛ هو خط خاص بغاردينيا باتت تعرف به، مشهد مسرحي مؤثر يحمل الرقص والتمثيل والغناء، وغناء باللغات السريانية والأرمنية والكردية والشركسية والفارسية واليابانية.

كما ركز الكورال على موضوعات تخاطب ذاكرة الجمهور من خلال استذكار فن يعود لأيام الزمن الجميل، ولم يخل العرض من الغناء الكلاسيكي والشرقي والصوفي؛ ولاسيما أن الغناء الغربي حمل موضوعاً جديداً.

يغير في صناعة الموسيقا

وأوضحت أستاذة الغناء وقائدة الكورال غادة حرب أن: «برنامج الأمسية هو الأصعب بالنسبة لغاردينيا الذي اعتادت اختيار مواضيع تتحدى بها إمكانياته، وذلك لأن أسلوب هذا الفن لا تكمن صعوبته بالنوتات فحسب بل بالسرعة في موسيقاه وكلماته، ولفتت إلى ضرورة إيلاء الاهتمام بكل تفاصيل العمل من عرض بصري مرافق وإضاءة، إضافة إلى اختيار الأزياء المناسبة لكل فكرة».

وأضافت حرباً إن «هذه الفترة الزمنية والنمط الذي اختارته غاردينيا غيّرا في صناعة الموسيقا وأحدثا نقلة نوعية من حيث المعايير المختلفة وطريقة عرض الآلات الموسيقية، مشيرة إلى أن التنوع في الموضوعات أمر ضروري، يساعد في نجاح خبرتها بالغناء الأوبرالي من جهة وقيادة الكورال من جهة ثانية، كما أن تجاوب وإمكانات الفتيات يسمحان بالجرأة في اختيار الأغاني».

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينت أنوار العبد الله وهي من الفريق الإعلامي لمؤسسة موج أن: «دعمنا لهذه الأمسية هو إيمان منا بأهمية الموسيقا كتراث إنساني جامع لكل السوريين والسوريات، وخاصة اليوم ضمن ضغوطات الحياة، من المهم جداً وجود حفلات كهذه ودعم موسيقا تقودها النساء، وخاصة أن الموسيقا هي تراث إنساني لا مادي جامع للأفراد ونحن بحاجته حتى نرجع نجتمع ونهتم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن