الأولى

الصدر أعلن اعتزال السياسة والإضراب عن الطعام ومناصروه اقتحموا المقرات الحكومية والقصر الجمهوري … العراق نحو المزيد من التدهور الأمني.. عشرات القتلى والجرحى وفرض حظر التجول بالبلاد

| الوطن- وكالات

تدهور الوضع الأمني في العراق على نحو خطير خلال الساعات الماضية، وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية فرض حظر التجول الشامل في أنحاء البلاد، إثر اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخولهم المقرات الرسمية لرئاسة الجمهورية والوزراء والبرلمان، بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «اعتزال العمل السياسي نهائياً وإغلاق كل المؤسسات التابعة له».

أنصار التيار الصدري اقتحموا أمس القصر الحكومي والقصر الجمهوري وانتشروا في غرف الانتظار الفخمة في القصر، ورددوا هتافات مؤيدة للصدر وسط محاولات قوات مكافحة الشغب السيطرة على الموقف، ودعوات الرئاسات الأربع: الجمهورية والوزراء والبرلمان والقضاء الأعلى، إلى التهدئة وإيقاف التصعيد السياسي واعتماد الحوار لإنهاء الخلافات الحالية.

مصادر طبية عراقية قالت: إن عشرة قتلى و200 جريح بينهم عدد من أفراد الأمن سقطوا في إطلاق نار بالمنطقة الخضراء ومحيطها، وقالت وكالة الأنباء العراقية: إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني.

وأضافت: إن الكاظمي وجه بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، مطالباً قوات الأمن بحماية المتظاهرين، وعلق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر، معلناً حالة «الإنذار القصوى لكل القوات الأمنية في بغداد».

ودعا الكاظمي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الطلب من المتظاهرين الانسحاب من المؤسسات الحكومية، وقال: إن «التطورات الخطيرة التي جرت في البلاد اليوم من اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخول مؤسسات حكومية تؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها».

قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت فرض حظر التجول الشامل في أنحاء البلاد بدءاً من الساعة السابعة من مساء الإثنين بالتوقيت المحلي، وقالت القيادة في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية «واع»: نعلن حظر التجول الشامل في جميع محافظات العراق اعتباراً من الساعة السابعة من مساء (أمس) الإثنين إلى إشعار آخر».

وفي وقت لاحق مساء أمس، قالت قناة «الميادين»: إن مناصرين للتيار الصدري انسحبوا عبر جسر السنك، مشيرة إلى أنهم توجّهوا إلى مناطق بعيدة عن المنطقة الخضراء.

ولفتت إلى أن القوات الأمنية العراقية تُحاول السيطرة على الأوضاع في المنطقة الخضراء، وسط أصوات إطلاق نار في محيط القصر الحكومي بالمنطقة.

الرئيس العراقي برهم صالح أكد أن تطورات الأحداث تفرض على القوى الوطنية الترفع عن الخلافات، وقال في بيان له: «إن الظرف العصيب الذي يمر ببلدنا يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها».

ولفت صالح إلى أن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً مع الالتزام بالقوانين وحفظ الأمن العام ولكن تعطيل مؤسسات الدولة أمر خطير يضع البلد ومصالح المواطنين أمام مخاطر جسيمة، داعياً المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الرسمية وفسح المجال أمام القوات الأمنية للقيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام والممتلكات العامة.

الإطار التنسيقي في العراق بدوره قال في بيان له: إنه يتابع «بقلق بالغ الأحداث الخاصة بتظاهرات الإخوة في التيار الصدري، والتي وصلت إلى مهاجمة عناوين الدولة».

ولفت الإطار التنسيقي، إلى أن على الحكومة والمؤسسات الأمنية القيام بما يمليه عليها الواجب الوطني في حماية مؤسسات الدولة والمصالح العامة، ودعا جميع الفعاليات الدينية والسياسية والاجتماعية إلى التدخل من أجل درء الفتنة، وتغليب لغة العقل والحوار، وتحميل المسؤولية لكل من يسهم في توتير الأجواء والدفع نحو التصعيد.

رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، أشار خلال مؤتمر صحفي إلى أن قوات الحشد وجهت ضربة قوية لمجموعة من إرهابيي داعش في الموصل، وعاهد أبناء «الشعب العراقي على حماية العملية السياسية وحفظها من خلال المؤسسات الدستورية».

وفي وقت متأخر من مساء أمس قالت قيادات في «التيار الصدري»: إن مقتدى الصدر أضرب عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح.

في السياق قال المكتب الخاص للصدر في بيان: «يمنع منعاً باتاً التدخل في جميع الأمور السياسية والحكومية والإعلامية، ورفع الشعارات والأعلام والهتافات السياسية، واستخدام أي وسيلة إعلامية بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي باسم التيار الصدري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن