قضايا وآراء

ضجيج في صف «الديمقراطيين»

| دينا دخل الله

يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر مؤخراً القيام بمحاولة لتحقيق وعوده الانتخابية التي لها علاقة بالاقتصاد، فبعد أن أقر قانون تخفيض التضخم قام بإلغاء مئة ألف دولار من ديون كل طالب جامعي وعددهم يصل إلى عشرين مليوناً، ويكون بهذا قد حدد بوضوح إرثه الاقتصادي لأن هذا القرار هو أكبر تغيير يحدث في التعليم العالي الأميركي منذ عقود.

إلا أن قراراً كهذا كيف سيؤثر على الرئيس وحزبه بسبب انعكاساته السلبية على خزينة الدولة، وخاصة أن الجمهوريين سيجعلون من المسألة أساساً لحملتهم الانتخابية في انتخابات الكونغرس النصفية المقرر إجراؤها بعد عدة أشهر.

على الرغم من أن جو بايدن اعتبر إعفاء ديون الطلاب بنداً أساسياً في حملته الانتخابية، إلا أنه اضطر أن يتغلب على الآراء القائلة إن هذا الإعفاء سيساعد الأميركيين الأكثر ثراءً، فقد اضطر البيت الأبيض أن يقدم دلائل على أن المستفيدين من الإعفاء سيكونون من الطبقة الوسطى والعاملة، ولم تلق خطة بايدن دعماً من العديد من الاقتصاديين الديمقراطيين مثل وزير الخزانة السابق راي سمرز ورئيسة مجلس السياسات الداخلية في البيت الأبيض سوزان رايس، مع أنها في ما بعد دعمت المشروع.

حاول فريق بايدن تلطيف الإجراء عبر استبعاد طلاب الدراسات العليا من الإعفاء وإعفاء الطلاب الذين التحقوا بالجامعات الحكومية فقط إضافة إلى تحديد الإعفاء لأصحاب الدخل المحدود دون غيرهم، لكن بايدن رفض هذه القيود وقرر أن عليه توسيع القانون ليشمل أكبر عدد من المستفيدين، ما انتقده عدد من الديمقراطيين في الكونغرس، إلا أن بايدن كان مقتنعاً أن قانوناً قوياً واسعاً لإعفاء ديون الطلاب هو ما يحتاجه الديمقراطيون للفوز في الانتخابات النصفية للكونغرس وبالتالي الحفاظ على الأغلبية البرلمانية، لأنه سيدفع الناخبين الشباب إلى إعطاء الديمقراطيين دفعة قوية للحفاظ على الأغلبية في الكونغرس، إضافة إلى أن قراراً كهذا سيكون دعماً قوياً للأميركيين الملونين الذين دعموا الحزب في البيت الأبيض وفي الكونغرس وخاصة بعد أن إخفاق جو بايدن في وعوده حول تغيير قانون الحقوق المدنية.

قال خبير اقتصادي عمل في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إن «مسألة إعفاء ديون الطلاب قسمت الحزب الديمقراطي داخل السلطة وخارجها».

لم يكن جو بايدن مبتكر فكرة إعفاء ديون الطلاب، فهي فكرة ظهرت خلال الأزمة المالية التي حصلت عام 2008، وقد أطلقها مجموعة من الناشطين وتبنتها فيما بعد إدارة أوباما التي حاولت دعم طلاب الطبقة الوسطى والعاملة وتخفيض تكاليف التعليم العالي في أميركا.

قد يكون من الغريب أن تطرح مسألة كهذه في أقوى وأغنى دولة في العالم ففي الدول الفقيرة والضعيفة يحظى الطلاب بتعليمٍ عالٍ حكومي مجاني، ربما يتوقع أغلبنا أن الطلاب في أميركا يحظون بدعم حكومي قوي يساعدهم على التعلم وأنهم يبدؤون حياتهم وهم غير مثقلين بالديون للحكومة الفدرالية، لكن الأمر ليس كذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن