ثقافة وفن

رحيل إلياس الزيات رائد فن الإيقونة.. زيّن العديد من الكنائس في سورية وحصل على جائزة الدولة التقديرية

| وائل العدس

نعت وزارة الثقافة- مديرية الفنون الجميلة والوسط التشكيلي السوري أيقونة الفن السوري والعربي التشكيلي الكبير إلياس الزيات عن عمر يناهز 87 عاماً.

الراحل رسام ومصور يدوي وباحث في الفن التشكيلي، ولد في دمشق عام 1935 في حارة الجوانية بحي باب توما.

أتم دراسته الثانوية في المدرسة الأرثوذكسية في دمشق عام 1954، وتابع دراسة الرياضيات في جامعة دمشق عام 1954-1955، وتعلم في أكاديمية الفنون الجميلة بصوفيا موفداً من الحكومة السورية، وتعمق في دراسة تاريخ الفن، ثم تابع في كلية الفنون بالقاهرة عامي 1960-1961، وتدرب على ترميم اللوحات الفنية بأكاديمية الفنون الجميلة في بودابست.

كما قام بدراسات على كيمياء الألوان وتحليل المواد في متحف الفنون التطبيقية فيها وشارك في العديد من المعارض المحلية والعربية.

مؤسس ومدرّس

يعد الراحل من الرواد الأوائل في تأسيس البداية الحقيقية للتشكيل السوري، حيث شارك في تأسيس كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وقام بالتدريس فيها منذ تأسيسها وحصل على رتبة أستاذ منذ عام 1980 وشغل منصب رئيس قسم الفنون ووكيل الكلية للشؤون العلمية أثناء عمله فيها، وألّف كتاب (تقنية التصوير ومواده) لمصلحة طلبة الكلية وصدرت الطبعة الأولى من جامعة دمشق عام 1981-1982.

ومثّل الزيات جامعة دمشق في اتفاقية التعاون مع جامعة لايدن الهولندية لدراسة الفن في سورية في الحقبتين البيزنطية والإسلامية وذلك لمدة أربع سنوات، ونتيجة ذلك أصدر كتاباً في لايدن عام 2000 باللغتين العربية والإنكليزية وعمل خبيراً في هيئة الموسوعة العربية في سورية لتحقيق موضوعات العمارة والفنون منذ عام 1995-2001، وكان عضواً في مجلس إدارة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008 كمسؤول عن معارض الفن التشكيلي.

الجائزة التقديرية

الزيات الذي قام بتزيين العديد من الكنائس في سورية بالأيقونات والجداريات وحصل على الجائزة الدولية التقديرية بحفل أقيم في مكتبة الأسد الوطنية عام 2013، يجد في فكر الأيقونة وفكر الأسطورة وفكر جبران ثالوثاً تنبع منه طريقته في الرسم، فكان «تحية إلى جبران» عنوان معرضه الذي احتوى على خمس عشرة لوحة متضمنة مقاطع ونصوصاً من كتابات جبران بأسلوب فني تمايل ما بين الحرف واللون في بناء تشكيلي متنوع.

ما بعد الطوفان

أما معرضه «ما بعد الطوفان» الذي أقامه في دبي من وحي «نبي جبران» فيتناغم في الهمس الفني ما بين جبران والزيات ضمن حوارية إبداعية أنتجت تجليات شعرية مواكبة لناصية الرسم، معتبراً هذا اللقاء امتداداً لتكوينه النفسي والثقافي المتلاحمين بمسار فلسفة الإنسان والحياة والوجود، فكان التطور ملازماً لأعماله الفنية إذ فهم التقنية القديمة وطورها عن طريق الدراسة ليقدم رؤى جديدة خاصة مستخدماً الزيتي كتوشيح للمائي والإكريليك معتمداً على الطبقات أحياناً ومحدداً مركز اللوحة ببعض الخطوط كدليل للمتلقي مع بقاء الخلفية أكثر حرية.

رثاء إلكتروني

الكاتب حسن م يوسف: «من صنعوا جمال لحظاتنا يغادرون المسرح الواحد تلو الآخر، آه يا سورية الجميلة الحبيبة، كم من الآلام عليك أن تتحملي، صانع الجمال إلياس الزيات سيبقى حضوره جميلاً فينا، وسيبقى ذكره مؤبداً، لروح المبدع الكبير السلام ولذويه ولمحبي فنه جميل العزاء وطول البقاء.

التشكيلي سعد يكن: «الرحمة لروح المعلم الأول للفن التشكيلي السوري المعاصر إلياس الزيات».

التشكيلي وديع عطفة: «وداعاً الفنان إلياس الزيات، وداعاً لمن كنت أثقل عليه بالاتصالات، مستقبلاً ردودك العنيفة وإجاباتك الحادة وصوتك المتهدج».

التشكيلي عقيل أحمد: أستاذنا ومعلمنا الكبير إلياس الزيات وداعاً، لروحك السلام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن