سورية

أميركا اعتبرت أن لا حلّ عسكرياً له وعلى الدول إعادة رعاياها … العراق: عودة 766 عائلة من «مخيم الهول»

| وكالات

عقب إعلان أميركا أنه لا يوجد حلّ عسكري للتهديد الذي يُشكّله «مخيم الهول» وأنه على الدول إعادة رعاياها منه، واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» حملة الاعتقالات التي تشنها فيه لليوم السابع عشر على التوالي، على حين أعلن العراق عن عودة 766 عائلة عراقية من المخيّم، أغلب أفرادها من كبار السّن والنساء والأطفال.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية علي عباس في تصريح نقله موقع «باسنيوز» العراقي الكردي أمس، أن عدد العائلات العراقية العائدة من «مخيّم الهول» بلغ 766 عائلة، وتُشكل ما عدده 3090 فرداً.
وأضاف عباس: إن «أغلب العائدين هم من كبار السّن والنساء والأطفال، ويتم تأهيلهم قبل إرجاعهم إلى مناطقهم، بالتنسيق مع الحكومات المحلية والأجهزة الأمنية».
في الأثناء، واصلت ما يسمى قوى الأمن الداخلي «الأسايش» الذراع الأمنية لـ«قسد» حملة الاعتقالات في «مخيم الهول» ومحيطه تحت مسمى حملة «الإنسانية والأمن» في يومها 17 لملاحقة ما تسميها خلايا تنظيم داعش الإرهابي، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «هاوار» الكردية أمس.
وذكرت الوكالة، أن عمليات البحث والتمشيط في إطار ما يسمى حملة «الإنسانية والأمن» لا تزال مستمرة في «مخيم الهول»، وقالت: «انتشرت، اليوم السبت (أمس) قوى الأمن الداخلي في الساعة 5:00 فجراً في مخيم الهول، وبدأت عملية البحث والتمشيط في الساعة 6:00 بدعم من قوات سورية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة».
ومنذ 25 الشهر الماضي، تواصل «قسد» حملة الاعتقالات في المخيم ومحيطه وتقول إنها تهدف إلى إلقاء القبض على أشخاص لهم صلات بتنظيم داعش، وذلك على خلفية الفوضى التي تجتاح المخيم وعمليات الاختطاف والقتل المتزايدة داخله وسط عجز الميليشيات عن ضبط الأوضاع الأمنية فيه.
جاء ذلك، عقب يوم واحد على زيارة قام بها وفد مشترك من ميليشيات «قسد» بزعامة متزعمها مظلوم عبدي ومن قوات الاحتلال الأميركي بقيادة قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا، إلى المخيم للاطلاع على سير «الإنسانية والأمن»، وفق «هاوار».
وأشارت إلى أن الوفد المشترك «تلقى المزيد من المعلومات حول أوضاع المخيم من الناحيتين الأمنية و«الإنسانية»، وقدّم متزعمو حملة «الإنسانية والأمن» شرحاً مفصلاً عن خطط مسلحي خلايا تنظيم داعش السابقة والحالية للسيطرة على المخيم والضغط على القاطنين وتهديدهم للانضمام إلى التنظيم، بما فيها حالات القتل والتعذيب الوحشية التي تعرض لها عدد من قاطني المخيم على يد عناصر ونساء التنظيم.
كما قدم متزعمو «الحملة» حسب الوكالة، معلومات «مفصلة» عن محاولات سابقة وحالية لمسلحي التنظيم للهروب من المخيم وإنشاء جيل جديد من الإرهابيين واستقطاب آخرين من خلال استغلال بعض الخيم في التحريض والترويج لفكر التنظيم.
وطالبوا بإيجاد حلّ فوري عاجل يتكامل مع ما سموه «الجهود التي تبذلها «قسد» في تجفيف منابع داعش ومنعه من الانطلاق مرة أخرى»!.
وعقب زيارته للمخيم، نقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن كوريلا تحذيره في بيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية أول من أمس، من «كارثة إنسانية» في المخيم، وقال: إن «المخيم يشكل تهديداً حقيقياً للمنطقة».
وذكر البيان، أن أكثر من 56 ألف شخص 90% منهم نساء وأطفال يقيمون في المخيم، واصفاً إياه بـ«نقطة اشتعال إنسانية» وسط درجة حرارة عالية (95 فهرنهايت) وشح كبير للمياه.
واعتبر أن المخيم بات أرضاً خصبة للجيل القادم من داعش، إذ إن 70 بالمئة من السكان تحت سن 12 عاماً، وهم معرضون للتطرف نظراً لظروفهم السيئة.
وطالب الدول بإجلاء رعاياها من المخيم، مشيراً إلى أنه لا حل عسكرياً لمشكلة المخيم.
وفي الآونة الأخيرة تزايدت جرائم القتل داخل المخيم الذي يقطنه أكثر من 54 ألف شخص، ويشهد حالة من الانفلات الأمني وسط عجز «قسد» عن ضبط الأوضاع داخله، فضلاً عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها قاطنوه، حيث يعانون من نقص حاد في الخدمات بشكل عام والخدمات الطبية بشكل خاص.
وتحتجز «قسد» في مخيماتها شمال شرق البلاد التي يعد «الهول» أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، آلافاً من مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد إليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن