سورية

مبعوث الولايات المتحدة يبدأ اليوم في موسكو مشاورات مع الروس استكمالاً للحوار حول التسوية في سورية

الوطن – وكالات

تستضيف العاصمة الروسية موسكو اليوم الاثنين، اجتماعاً تشاورياً روسياً أميركياً حول سورية، ما يمكن اعتباره كخطوة عملية أولى لترجمة ما اتفقت عليه موسكو وواشنطن الأسبوع الماضي بشأن مواصلة الحوار حول التسوية بسورية في الأسابيع القريبة.
وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية لدى موسكو ويل ستيفينس، في تصريحات صحفية: إن المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأميركية إلى سورية ديفيد روبنشتاين، يصل (الأحد) إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء مشاورات بشأن سورية مع المسؤولين الروس الاثنين.
وكان مصدر في وزارة الخارجية الروسية قد قال في وقت سابق وفق وكالة سبوتنيك للأنباء الروسية: إن الاجتماع التشاوري الروسي الأميركي المزمع عقده في موسكو سيتناول مناقشة الموضوعات المتعلقة بالحل السياسي للأزمة السورية.
وكانت روسيا وأميركا اتفقتا الأسبوع الماضي على مواصلة الحوار حول التسوية بسورية في الأسابيع القريبة، لكن موسكو أكدت أن «الحوار مع واشنطن ممكن فقط على أساس المساواة ودون أي إملاء».
وفي مؤتمر صحفي مشترك نقل على الهواء مباشرة بختام لقاءات ماراتونية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف الثلاثاء الماضي، قال الأخير: «لدينا موقف قريب من موقف الولايات المتحدة حول المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وهو أن يكون هناك تمثيل واسع لجميع الأطراف السورية»، مشيراً إلى أن «لدى الائتلاف الوطني الذي لم يشارك في لقاءات موسكو مشكلة بالمشاركة في المشاورات مع دي ميستورا».
وأضاف لافروف: «اتفقنا على تفعيل الجهود الرامية لتنفيذ اتفاق جنيف لحل الأزمة السورية»، مطالباً «اللاعبين الخارجيين أن يدفعوا طرفي النزاع في سورية إلى تنفيذ بيان جنيف».
بدوره قال كيري: «فيما يخص الأزمة السورية لن أتحدث بالتفصيل وأكتفي بالقول إننا ندرك أن الوضع خطير في سورية ويشكل تهديداً لدول الإقليم كلها»، مشدداً على أنه «لا يمكن السماح باستمرار الوضع بهذا الشكل فصعود المتطرفين مثل دولة الخلافة لا يشكل تهديداً لنظام (الرئيس بشار) الأسد فقط بل وللمنطقة بأسرها، لذلك يجب إيجاد شركاء للعمل على تنفيذ فقرات بيان جنيف1». وأشار إلى أن «هناك حديثاً عن تسليم السلطة لحكومة جديدة تدافع عن جميع الأقليات وسنبذل جهودنا حيال ذلك».
وأضاف كيري: إن «روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على مواصلة الحوار حول التسوية بسورية في الأسابيع القريبة»، مشيراً إلى اتفاق موسكو وواشنطن على «ضرورة انتقال السلطة في سورية بطرق سياسية».
ودون أن يشير إلى آلية التنفيذ أكد كيري أن واشنطن وموسكو «متجهتان إلى طرد داعش من سورية والعراق»، مشدداً على أن «روسيا شريك مهم في محاربة التطرف العنيف»، ومعرباً عن امتنانه للرئيس بوتين على «صراحته وتوضيحه للمواقف الروسية من القضايا الملحة».
وفي بيان لها بختام المحادثات، ذكرت الخارجية الروسية أن لافروف أكد أن «روسيا مستعدة لتعاون بناء مع الولايات المتحدة سواء على المستوى الثنائي أو على الساحة الدولية، حيث تتحمل دولتانا المسؤولية الخاصة عن الأمن والاستقرار في العالم. لكن التعاون غير ممكن سوى على أساس النزاهة والمساعاة، بعيداً عن محاولات الإملاء والإرغام».
كما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاء مع كيري في سوتشي، حضره لافروف، وكتب كيري على صفحته في «تويتر» أن محادثاته مع بوتين ولافروف حول إيران وسورية وأوكرانيا «كانت صريحة»، فيما وصف لافروف المحادثات التي استمرت لأكثر من 4 ساعات بـ«الرائعة».
ويمكن القول إن واشنطن التي قاطعت موسكو لعامين عقب الزلزال الأوكراني اضطرت أخيراً للعودة إلى القيصر الروسي، فجعبة بوتين حيال الوضع العالمي والشرق الأوسطي باتت تتوافر على أوراق أقوى بما لا يقاس.
وترى موسكو أن التطورات الميدانية في سورية تعكس «صوابية الرؤية» الروسية حيالها، مؤكدةً أن دعمها لدمشق في تصاعد، وأوضحت أنها تبذل جهوداً كبيرة لمنع تمويل وتسليح «المسلحين الخارجين عن القانون» من دول مجاورة لسورية، مؤكدةً أنها تتواصل مع دول كبرى وأخرى إقليمية للضغط على تلك الدول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن