قضايا وآراء

هل تتورط أميركا في أوكرانيا؟

| دينا دخل الله

يحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي توريط أميركا والناتو في حرب مباشرة ضد روسيا عبر استخدام «القنبلة القذرة»، وهذه المحاولة دليل على أن زيلنسكي يشعر تماماً إنه على أبواب هزيمة تاريخية وإلا لما وصل إلى هذا السلوك المحرج لأميركا، فهل ينجح زيلنسكي في توريط الناتو؟ ربما، ولنا في التجارب السابقة دليل على إمكانية نجاحه.

التجارب السياسية في العصر الحديث شهدت ممارسات لا تخضع كثيراً للمنطق، هذه الممارسات العجيبة أخذت تسميات عدة كالانتقامية مثلاً، أي عندما تحارب دولة من أجل الانتقام فقط من دولة أخرى، كما فعلت الولايات المتحدة عندما قصفت المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية بعد أن انتحر هتلر واستسلمت ألمانيا، أي لمجرد الانتقام.

هناك مصطلح آخر في هذه السياسات العجيبة وهو مصطلح التوريط، وقد ورّطَ الحزب الديمقراطي بلاده وأدخلها في حرب لا تريدها مرتين، مرة في عهد الرئيس الأسبق فرانكلين روزفلت إبان الحرب العالمية الثانية، ومرة في عهد الرئيس الأسبق ليندون جونسون في الستينيات، والرئيسان ديمقراطيان أي إنهما يميلان إلى الحرب كواحدة من أهم وسائل حل المشاكل الدولية.

لم يكن الجمهوريون ميالين إلى توريط الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية التي كانوا يرون فيها صراعاً بين الأوروبيين ستستفيد منه أميركا مهما كانت النتائج، واعتمد الجمهوريون على النظرية الانعزالية، إضافة إلى أن أميركا كانت تبيع البضائع بالذهب للفريقين المتحاربين في القارة العجوز، لكن هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربور الأميركي استغله الديمقراطيون لتوريط الكونغرس باتخاذ قرار الدخول في الحرب ضد دول المحور.

الوثائق اليوم تؤكد أن الاستخبارات الأميركية كانت تعلم مسبقاً بالهجوم، لكن الإدارة الديمقراطية أخفت هذا الأمر كي يقع الهجوم ويضطر الكونغرس إلى اتخاذ قرار الحرب.

وفي الستينيات كان الكونغرس يعارض رغبة الرئيس الأسبق ليندون جونسون في إعلان الحرب على فيتنام الشمالية، أمام هذا الرفض أمر جونسون الأسطول الحربي بالاقتراب من المياه الإقليمية الفيتنامية متحرشاً بفيتنام، وكان هذا ضمن صلاحياته كقائد عام للجيش، فقام الفيتناميون بقصف سفينة حربية أميركية اقتربت كثيراً من مياههم الإقليمية، ونجحت خطة جونسون في توريط الكونغرس باتخاذ قرار الحرب ضد فيتنام، وهي الحرب الكارثية التي أنهاها الرئيس الجمهوري الأسبق ريتشارد نيكسون، فهل ينجح زيلنسكي في توريط الناتو وخاصة أن شخصية الرئيس الأميركي جو بايدن أضعف من أن يتخذ قراراً حكيماً، وإنه سهل التورط؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن