سورية

دمشق ترجئ زيارة وفد منظمة التحرير «لتضارب المواعيد»…عبد المجيد لـ«الوطن»: الفصائل والأكناف تسيطران على أكثر من نصف اليرموك

كشف مصدر دبلوماسي سوري، أن دمشق طلبت إرجاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها أمس وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى دمشق، على حين كشف أمين سر قوى تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد، أن وزارة الخارجية والمغتربين اعتذرت عن استقبال الوفد، وأكد عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني، أن سورية طلبت تأجيل الزيارة، على حين أكد السفير أنور عبد الهادي رئيس الدائرة السياسية للمنظمة في سورية، أنه «لم يتم بالأساس تحديد موعد لها». وقال المصدر الدبلوماسي لـ«الوطن»: إن «دمشق طلبت إرجاء زيارة وفد منظمة التحرير إلى نهاية الأسبوع المقبل وذلك لتضارب المواعيد».
من جهته، وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عبد المجيد: إن «الوفد كان من المفترض له أن يصل دمشق اليوم (أمس) لكن، ما عرفناه من رام اللـه، أن الخارجية السورية اعتذرت عن استقباله ولم يتم تحديد موعد لاحق»، معتبراً أن أسباب الاعتذار «ليست واضحة ولكن بنظرنا أن السبب الرئيس هو تناقض وتخبط مواقف قيادة المنظمة والسلطة الفلسطينية الأمر الذي أدى إلى عدم ارتياح الحكومة السورية، واستيائنا نحن فصائل المقاومة الفلسطينية من هذه المواقف المتناقضة».
وبعد اجتياح تنظيم داعش بتسهيل من جبهة النصرة لمخيم اليرموك في الرابع من الشهر الجاري، زار دمشق مجدلاني حاملاً معه موافقة المنظمة والسلطة الفلسطينية على التحرك عسكرياً لطرد داعش وجبهة النصرة من المخيم بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية بدمشق بالتنسيق مع الحكومة السورية، لكن موقف المنظمة سرعان ما تبدل عبر بيان سحب التأييد السابق وطالب بإخراج المسلحين وتحييد المخيم عبر الحوار والتفاوض.
عبد المجيد الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، ويخوض فصيله المعارك في المخيم مع داعش و«النصرة» إلى جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة ومنظمة الصاعقة وفتح الانتفاضة واللجان الشعبية الفلسطينية والدفاع الوطني، قال: إن الحكومة السورية كانت تطالب دوماً الفلسطينيين جميعاً (فصائل المنظمة والتحالف) بأن يكون موقفها موحداً تجاه أزمة اليرموك وباقي المخيمات الفلسطينية في سورية، لكن الموقف الفلسطيني الآن غير موحد وهم قادمون (وفد المنظمة) بعد أن تنصلوا من الموقف الموحد ونحن فصائل المقاومة ملتزمون بالدفاع عن المخيم واستمرار العمل من أجل إجبار داعش على الانسحاب منه. وأوضح عبد المجيد، أنه «لم يكن لفصائل قوى التحالف الفلسطيني بدمشق أي دور في تأجيل أو إلغاء الزيارة فهذا شأن سوري ولم يكن لدينا به علم مسبق»، وأكد الوقت ذاته أن «فصائل التحالف لن تشارك في أي عملية تفاوضية مع تنظيمي داعش والنصرة وأنها لن تسقط السلاح من يدها ما بقيا داخل مخيم اليرموك».
وإن كان الأمر مرتبطاً فقط بأزمة المخيم أم بسياسات أخرى لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية من قبيل تأييد الرئيس محمود عباس لـ«عاصفة الحزم» التي قادتها السعودية في اليمن، قال عبد المجيد: اعتقد أن القرار السوري له علاقة أولاً بالمواقف المتناقضة فيما يخص مخيم اليرموك، ولكن لا أستبعد أن تكون بعض سياسات المنظمة قد لعبت دوراً أيضاً في هذا المجال وخصوصاً ما جرى الإعلان عنه أخيراً أن الاستخبارات الفلسطينية عملت مع مجموعات مسلحة وجبهة النصرة لإطلاق سراح سويديين، ما يعني أن الاستخبارات الفلسطينية لها اتصالات مع هذه المجموعات ولا يتم التنسيق فيه مع الحكومة والسلطات السورية، كما لا أستبعد أن يكون هناك استياء من العديد من السياسات التي تنتهجها قيادة السلطة والمنظمة.
وبعد أن شدد على أن سورية «حريصة على علاقاتها مع الجميع بما فيها قيادة السلطة والمنظمة»، تحدث عن الوضع الميداني في مخيم اليرموك وقال: إن «الاشتباكات متواصلة بهدف طرد داعش منها وتزيد حدتها تارة وتكون متقطعة تارة أخرى، ولكن لا معارك حاسمة وهناك تقدم بطيء للفصائل الفلسطينية».
وتابع: نستطيع القول إن أكثر من 40 بالمئة من مساحة المخيم تسيطر عليها حالياً الفصائل الفلسطينية المقاتلة، وقد انحصر وجود داعش و«النصرة» جنوب المخيم، أما المنطقة الوسطى ففيها «أكناف بيت المقدس» التي تسيطر تقريباً على 20 بالمئة من المخيم وهي تنسق مع الفصائل الفلسطينية، كما توجد الأكناف (المحسوبة على حركة حماس) في ساحة فلسطين آخر شارع فلسطين وهي تقاتل داعش في تلك المنطقة ومنعتها من التقدم إلى جهة مدخل يلدا.
وختم بالقول: نعتقد أن الوضع الميداني يسير لمصلحة الفصائل الفلسطينية ولكن ليس هناك إستراتيجية لمعركة شاملة هذه الأيام».
وكان مجدلاني، قال أمس الأوّل، حسب وكالة «معاً» الفلسطينية: إن «سورية طلبت تأجيل وليس رفض زيارة الوفد الفلسطيني لمدة أسبوع بسبب انشغالات داخلية هناك».
لكن رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير في سورية قال لـ«الوطن»: «بالأساس الموعد لم يحدد، لكي يتم الرفض أو التأجيل»، موضحاً أن القيادة الفلسطينية طلبت زيارة لوفد من المنظمة والمواعيد كما هو معروف توضع حسب برنامج الإخوة في وزارة الخارجية»، مؤكداً أن «الأمور لم تخرج عن هذا السياق الدبلوماسي، ونؤكد في هذا المجال لكل من يحاول الاصطياد بالماء العكر أن العلاقات الفلسطينية السورية متينة».
وأعرب عبد الهادي عن اعتقاده أن الزيارة «ستتم ولكن ممكن أن تتم بعد أسبوع أو أسبوعين ولن نحدد موعداً حتى لا يصبح هناك لغط آخر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن