ثقافة وفن

«رقص الفلامنكو الإسباني».. يجد ضالته في دمشق أدريان سلمان لـ«الوطن»: هو نوع عنيف من الرقص ويحتاج إلى تركيز ومجهود كبيرين

| سارة سلامة

على وقع الموسيقا والأغاني الإسبانية استطاع الفنان السوري أدريان سلمان أن يشوق عشاق الفلامنكو السوريين، وتحديداً في منطقة دمشق القديمة بغاليري «مصطفى علي»، حيث قدم عرضاً راقصاً تماهى به مع الموسيقا، ودخل في حالة خاصة كأنه يسمو بروحه عن كل الموجودات، فن رقص الفلامنكو يحتاج إلى مقومات معينة يتحلى بها الفنان وهو الذي أثبت نفسه في الغرب كراقص سوري، وأطلقوا عليه الإسبان اسم الوردة التي نبتت في مكان آخر، لن يشعر بمتعة حقيقية إذا ما انطلق من دمشق فقدم حفلات عديدة هنا. وحفلت الأمسية بجولات راقصة أحياها وسط تصفيق الحضور حملت تركيزاً كبيراً وعنفاً في الأداء وتحدياً للذات في خصوصية المكان المعشق بالتاريخ وطبيعة الناس التي تهوى هذا الفن.

«أقدم مشروعاً»

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين سلمان: «تعبنا كثيراً واشتغلنا على الأمسية ما يقارب الشهر ونصف الشهر، والجميل أن الموسيقيين هنا محترفون جداً وهذا بالتأكيد شيء إيجابي إلا أن الفنان يظل في حالة توتر حتى ينتهي العرض، ودائماً عندما أزور دمشق أكتشف أن هناك فنانين جدداً موهوبين وشباباً رائعين، وأعتقد أن إحساسي يكون شديداً في دمشق، لأنني أعتبر نفسي أقدم مشروعاً، وعلى مدار سنوات كنت أقدم الفلامنكو، ولكن لأول مرة الآن أشعر بأنني أقدم حفلاً على شكل مشروع، مع هؤلاء الشباب أشعر أننا سنقدم مشروع فلامنكو ليبقى موجوداً مثل بذرة وتعطي ثمارها فيما بعد».

وأضاف سلمان إن: «السوريين يحبون هذا الفن ونفاجأ عند كل حفلة أن البطاقات تنفذ بشكل سريع، لأن هذا الفن محبوب وقريب للناس فهو يلامس الأرواح والقلوب، وهو في الحقيقة فن متنوع فيه من كل شي، الموسيقا، الصخب، الحزن والتحدي، فكل الناس تجد نفسها في هذا الفن، وما يشعرني بالحماس هو أن الفنان يجب أن يكون معطاء وعنده تطلع وحلم يريد أن يصل إليه، هذا بحد ذاته يعطينا الحافز واليوم مع هؤلاء الشباب أعقد الكثير من الآمال».

وأوضح سلمان أن: «هذا الفن حساس جداً ويتطلب تركيزاً ومجهوداً كبيرين، يعني هو نوع عنيف من الرقص ولا يجيد أي راقص القيام به إلا إذا كان هذا الفن محفوفاً بذاته ويمشي بعروقه، وبالطبع لن أقارن نفسي بالإسبان، لأن هذا الفن لهم، ولكنني نلت شهادات عالية جداً منهم، وأشعر بأن روحي قريبة جداً من روحهم، وأظن بأنني قادر أن أحس بالإحساس نفسه، ووصفوني مرة بأني كالوردة التي نبتت في مكان آخر».

وعن رسالته من خلال الحفل أفاد سلمان: «نثبت اليوم أننا موجودون والجمال والثقافة موجودة مهما تكن الظروف صعبة، ما يزال الفن موجوداً وله مساحته وعشاقه». وعن جديده قال سلمان: «أحضر الآن لإخراج فيلمين سينمائيين أحدهما قصير والآخر طويل، والقصير فكرته تدور حول مسألة عمر الإنسان وعمر الفنان، والإنسان بشكل عام في كل المهن عندما يقطع عمراً معيناً يستغني عنه الجميع ولم يعد يلزم، أسلط الضوء على هذا الموضوع لأنه مهم ولم يتناوله أحد من قبل وهو إنتاج فرنسي». سينتشر أكثر ومن جهته بين المغني بشار نظام أنني: «في الأصل أغني الشرقي، أما اليوم فأخوض تجربة جديدة من خلال فن الفلامنكو الإسباني، وفكرة هذا الحفل خاصة لأنه ربما دخيل على السوريين، ولكن استطعنا أن نصل ونقدم هذه الموسيقا التي في الأغلب هي حزينة وتعتمد على الإيقاعات بشكل عام، وأعتقد أن هذا الفن سينتشر أكثر هنا، لأن هناك تشابهاً بين المقامات الإسبانية والمقامات الشرقية نوعاً ما».

عن الفلامنكو فلامنكو (بالإسبانية: Flamenco)‏ هو نوع من الموسيقا الإسبانية، الذي يقوم على أساس الموسيقا والرقص. وهي موسيقا غجر إسبانيا (الخيتانوس)، يبدو أن هناك تأثراً متبادلاً للفلامنكو مع الموسيقا الأندلسية، قد يظهر في بعض أنواع الموسيقا في شمال إفريقيا، كالشعبي الجزائري والطرب الغرناطي.

يبدو ذلك جلياً في طريقة الغناء من الحنجرة وفي جيتار الفلامنكو وتأثره بالعود، نشأت في أندلسيا في القرن الثامن عشر. موسيقا الفلامنكو معروفة كذلك في المغرب، وخصوصاً في المدن الشمالية كتطوان، شفشاون وطنجة ومدن أخرى، حيث الشمال المغربي والجنوب الإسباني يتشابهان كثيراً في الثقافة والهندسة المعمارية للمدن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن