قضايا وآراء

الحلول موجودة ولكن يجب أن نعمل

| ميس الكريدي

المجتمع لا يدمره الأشخاص السيئون بأفعالهم ولكنه يدمر عندما لا يفعل الأشخاص الجيدون شيئاً لمواجهتهم.

دائماً نتحدث عن المجتمع المدني الممول غربياً، والمرتزق الوهمي العميل الذي يستثمر كغطاء الإرهاب، ولكن ماذا عن المجتمع المدني الحقيقي من الاتحادات والجمعيات والمبادرات وكل أشكال التجمعات بصيغة عمل مجتمعي محلي؟

هذا هو الرديف والحليف في عصر الدول الحديثة، وهذا هو أداة الانضباط البديلة لتحقيق الحرية المسؤولة اجتماعياً، وهذا هو أداة دعم المشروع السياسي والثقافي والاقتصادي للدولة.

لماذا لا يبادر إلى مزيد من العمل الحقيقي على الأرض وتصبح المؤتمرات والندوات تتويجاً لإنجاز على الأرض وليس بديلاً عنه؟

لماذا لا نتوقف عن الانتقائية في إنجاز العمل والإقرار بضرورة إنجاز الجزء الأصعب فيه بدلاً من الاستمرار في الاستسهال؟

لماذا لا يؤجل قادة المجتمع المدني لبس البدلات الرسمية إلى أن يتم إنجاز العمل؟

وليكن المثال عن الرياضة، الرياضة حياة للشعوب والشباب ووسيلة تعبير جادة عن طاقات الشباب، وهذا الجمهور المتعطش لحضور الرياضة، ألا يستحق تطوع المجتمع المدني باتحاداته ونقاباته وجمعياته ومبادراته، لتنظيم فرق جماعية تساعد في ضبط الجمهور في الملاعب بدلاً من ترك العبء على الجهات المعنية، فتعجز عن سد الثغرة التنظيمية في حالات الحشود الكبيرة، أليست مصلحة للجميع أن توجد الفعاليات المدنية لتساعد في تنظيم حضور الجمهور بحيث يشعر المخالف بالحرج عند مواجهته بكتلة بشرية منضبطة ريثما تصبح الانضباطية الأخلاقية في التجمعات جزءاً من عادات الجمهور، أليست الرياضة هي القطب الأوسع في جذب طاقات الشباب ومواجهة التطرف والإرهاب؟! وأليست هي القطاع الذي يتجاوز المعوقات الطبقية والفئوية بالتدريب والمثابرة؟

جمهور الرياضة ليست حالات فردية كمواهب الغناء والرسم، وإنما حالة جماعية ومهيأة في غياب الرعاية لانفجارات عنيفة؟

ألا نرى أن تشجيع ورعاية كتلة اجتماعية تحب الحياة وتعبر عن انفعالاتها البشرية بالرياضة هو واجب وطني وأخلاقي.

دائماً سادت مقولة عن النخبة التي لا تنزل من برجها العاجي فتصبح عبئاً على المجتمع بدل أن تفيده، وهذا ما نجعله نصب أعيننا حتى نحوّل الأمل من بارقة إلى شمس ساطعة فلا يرغب أحد أن تتحول مؤسسات المجتمع المدني إلى دوائر بيروقراطية تضم البطالة المقنعة ودوائر الفساد المغلقة.

وإنما أن تكون خلايا نشطة مبادرة وخلّاقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن