ثقافة وفن

توقيع «حكايات يهود الجميلية» في معرض الشارقة … إياد محفوظ لـ«الوطن»: حكايات أعلام اليهود وعاداتهم ونشاطاتهم في حلب

| الوطن- الشارقة

شهد معرض الكتاب الدولي في الشارقة توقيع كتاب «حكايات يهود الجميلية» للكاتب المهندس الحلبي إياد محفوظ، وأذكر حلبيته لأنه سوري حلبي، عاش حياته وشبابه في حلب حتى أتم تعليمه العالي، فهو بذلك يتحدث عما شاهده وعاصره كما قال الباحث محمد قجة في تقديمه للكتاب.. وهو إضافة إلى ذلك سليل أسرة علمية وكاتب قصصي معروف، ويقيم في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو سوري منتمٍ، أسهم في عدد من الشؤون السورية في ميدانه كما يظهر من سيرته وتفاعل السوريين معه، وقد حضر الحفل عدد من الشخصيات بينها الممثل محمد خير الجراح، ورداً على سؤال لـ«الوطن» قال الكاتب معرفاً بكتابه:

الاعتراف بالآخر

«إنه كتاب يحتفي بمجتمع حلب المتسامح والمعترف بالآخر، ويرصد العيش المشترك وحسن الجوار بين أهالي حي الجميلية من المسلمين واليهود، من خلال الحكايات وسيرة أعلام اليهود من التجار والأطباء والمهندسين والفنانين، ويسلط الضوء على عاداتهم ونشاطاتهم الاجتماعية والفنية والثقافية والاقتصادية».

وعن سبب اختياره لهذا الكتاب في هذا الوقت ونشره، أشار الأستاذ محفوظ إلى أن هذا الكتاب هو الرابع في سلسلة من الكتب التراثية، فقد سبق له: «كتاب بيوت الخفاء في حلب الشهباء، وكتاب «أعجب العجب في طبائع أهل حلب»، وكتاب «حكايات الجميلية»، وجميعها تعنى بالتراث اللامادي في جوانب غير مطروقة».

ولابد من قراءة الكتاب الذي ينتمي إلى قائمة التراث اللامادي، والوقوف عند ما كتبه الباحث الموسوعي محمد قجة عن الكتاب والمؤلف، ليبين الأسباب والدوافع وراء هذا الكتاب المطبوع في دار الحوار- اللاذقية.

الإثنيات والطوائف

يقول الباحث محمد قجة: « تبرز صورة حلب كمدينة كوسموبوليتية في تركيبها السكاني وحياتها الاجتماعية وتنوع الإثنيات والطوائف فيها في إطار من العيش المشترك المتسامح المعترف بالآخر.. يركز المؤلف على ظاهرة السلم الاجتماعي في حلب الذي كانت تعيشه مدينة حلب بكل أطيافها البشرية والدينية من مسلمين ومسيحيين ويهود بلا مشاكل، أو مصاعب أو صراعات، والمؤلف شاهد مباشر على هذا السلم الاجتماعي في حلب، وتحديداً في حي الجميلية كنموذج للعيش المشترك الراقي المتسامح».

توصيف للمجتمع الحلبي

إنه كتاب توثيقي لا يهدف للدفاع عن المجتمع السوري عامة، والحلبي خاصة، بل يهدف إلى تقديم صورة توثيقية وصفية لما كان عليه المجتمع الحلبي، من خلال تناول الإثنيات والروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

ومن خلال تصريح المؤلف لـ«الوطن» واستعراض الكتاب نعرف أن الكاتب لا يبغي الحديث عن العيش العادي، بل اختار الحي والموضوع، ليظهر هذا العيش في أرقى مستوياته، من خلال الأعلام والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والفنية.

حيث كان الجميع مشتركاً في الحياة السورية والحلبية، وعندما يتحدث عن الأعلام فإنه ينفي فكرة التمييز والإقصاء التي يدّعيها بعضهم والتي سببت الهجرات الأيديولوجية لشرائح المجتمع السوري منذ عام 1948 كما يرصد المؤلف حتى وصلت الذروة.

كتاب غاية في الأهمية من النواحي المتعددة التي قصدها المؤلف في دراسة المجتمع السوري والحلبي لتقديمه في صورته الحقيقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن