الأولى

أوغلو تحدث عن احتمال رفع مستوى العلاقات مع سورية من الاستخباراتي إلى الدبلوماسي … جولة «استانا» المقبلة اختبار لنيات أنقرة

| موفق محمد - وكالات

تزامناً مع التأكيد الروسي على موعد انعقاد جولة «أستانا» المقبلة الشهر الجاري، أعلن وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو، أنه «لا يوجد حالياً أي مخطط للتواصل مع سورية، إلا أن الاتصالات بين أجهزة المخابرات ما زالت مستمرة».

وعقب اجتماع للحكومة قال جاويش أوغلو في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية: إن بلاده «من الممكن أن تقيّم رفع مستوى العلاقات مع سورية من المستوى الاستخباراتي إلى الدبلوماسي، إذا كانت الظروف مؤاتية».

وتحدث جاويش أوغلو عن 4 أهداف «إستراتيجية» تتمسك بها بلاده في سورية، وهي: الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، وتحقيق الاستقرار الدائم على أساس الحل السياسي، والقضاء على الإرهاب على الحدود السورية – التركية (في إشارة إلى ميليشيات «قسد»)، إلى جانب ضمان العودة «الآمنة» للاجئين السوريين إلى بلدهم»، وذلك وفق ما ذكر موقع «باسنيوز» الكردي.

من جهته رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق بسام أبو عبدالله، أن الاتصالات السورية التركية مازالت تجري على قدم وساق على المستوى الأمني الاستخباراتي ولكن بشكل هادئ جداً، وبعيداً عن الإعلام، لأن احتمالات المصالحة بين البلدين هو «مسار معقد»، وخاصة أن دمشق تريد الاطمئنان على الأرض واختبار النيات التركية يجب أن يتم ميدانياً.

كلام أبو عبدالله جاء في تصريح لـ«الوطن» حول ما يمكن أن تتمخض عنه الجولة الجديدة من الاجتماع الدولي المقبل حول سورية بصيغة أستانا، بالتزامن مع إعلان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس أن الاجتماع الدولي المقبل حول سورية بصيغة أستانا سيعقد يومي الـ22 والـ23 من تشرين الثاني الحالي.

وقال أبو عبدالله: «يرى البعض أن الاتصالات السورية التركية قد خفت كثيراً عبر الضوضاء الإعلامية خلال الفترة الماضية، بعد تصريحات من مختلف المواقع في الحكومة التركية، ولكن كما هو واضح وكما تشير الكثير من المصادر، لا تزال الاتصالات تجري على قدم وساق على المستوى الأمني الاستخباراتي، وهذا أمر طبيعي لأن احتمالات المصالحة هو مسار معقد، فهناك من يتضرر منه، وأعتقد أن العمل يتم بهدوء وبعيداً عن الضوضاء الإعلامية، ويجري بشكل هادئ جداً بين أجهزة الاستخبارات، وخاصة أن دمشق تريد الاطمئنان على الأرض لأن اختبار النيات التركية يجب أن يتم ميدانياً، والتعقيد ليس هو جانب سياسي وإنما هو جانب أمني استخباراتي وأيضاً عسكري على الأرض، مع وجود احتلال تركي لسنوات وآلاف الإرهابيين تمت رعايتهم من قبل النظام التركي طوال عقد من الزمن».

وأضاف: «المسائل ليست بهذه البساطة والسهولة كما يعتقد البعض، وخاصة أن الولايات المتحدة لا يريحها التقارب السوري- التركي، وهناك أطراف لا ترى أن هذا التقارب سيحصل لكن بتقديري أنه يحصل بهدوء من خلال اختبارات متبادلة»، مشيراً إلى إصدار إدارة الهجرة والجوازات السورية قراراً بأن الحاصل على الجنسية التركية لا يراجع أي جهة أمنية، معتبراً أن «هذا يبدو شيئاً مقابل شيء آخر وبالتالي العمل يتم خطوة مقابل خطوة وبهدوء ولكن هو مسار ليس سهلاً وطويلاً».

وأعرب عن اعتقاده أن «الجولة المقبلة من الاجتماع الدولي حول سورية بصيغة أستانا لم تكن لتعقد لمجرد الانعقاد أو القول إن المسار يسير، وإنما هناك تفاهمات معينة ستغطى، وبالوقت نفسه هناك تعقيدات تحتاج إلى بحث في مسار السلام، منها ملف المياه ومخاطر تظهر في منطقة الجزيرة نتيجة ممارسات قسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن