رياضة

لماذا انسحب الأهلي من نهائي سوبر السلة؟

| مهند الحسني

كعادة لقاءات القطبين الوحدة وأهلي حلب لم يشذ نهائي كأس السوبر في نسخته الثانية عن ما اعتدنا عليه من تشوه بصري وسمعي، فجاءت المباراة كما عهدناها من سيمفونيات الشتائم المتبادلة بعد اتهام كل طرف للطرف الآخر، بأنه من بادر بالإساءة في جدلية تشبه جدلية البيضة والدجاجة، ولأن الحلول الموضوعة من القائمين على رياضتنا قاصرة وعاجزة فإن هذه الممارسات المسيئة مستمرة ومتفاقمة ويزداد عدد ممارسيها بعد أن أمنوا النأي من العقاب.

ملخص

المباراة الختامية بين الفريقين في كأس السوبر لخصت حال رياضتنا وعقليتنا التي لا تتقبل الخسارة والقرارت المحكومة بالشعبوية وإرضاء العنتريات وتسجيل المفارقات لكسب تأييد المتطرفين في كل ناد، وبات الهروب يشكل كل الرجولة وليس ثلثيها عندما تكشف الخسارة الفشل الفني والإداري وتسقط أوراق النجاح المؤقت التي راهن البعض على اختطافها لأنفسهم في ظن منهم بأن تحقيق البطولات يأتي بالجعجعة والعنتريات، ولأن ضربتين على الرأس توجعان، ولأن القائمين على سلة الاتحاد لم يلتقطوا أنفاسهم بعد سقوط هيبة الفريق في بطولة الأندية العربية الأخيرة في الكويت، ولأن الفوز على الوحدة بات طوق النجاة يقدمه أصحاب القرار لجماهيرهم لتعويضهم عن فشلهم غير المبرر في التفريط بربانهم البارع فؤاد أبو شقرا.

إلا أن مجريات بطولة كأس السوبر خالفت توقعاتهم، فجاءت الخسارة الأولى أمام الوحدة في الدور الأول تحت عذر تأخر التحاق الأجنبي المحترف الذي يشكل خطأ إداريا تتحمله إدارة النادي منفردة في تقصير وإهمال غير مفهوم.

ولأن الثالثة ثابتة فقد التقى الفريقان في النهائي مجدداً على وقع الشتائم وموشحات السباب المتبادل بين الجمهورين قبل بداية المباراة، إلا أن ذلك لم ينعكس على اللاعبين والحكام وسارت المباراة بطريقة حماسية وظهرت لمحات فنية من بعض اللاعبين وكانت قرارات الحكام في مجملها صحيحة، وتبادل الفريقان التقدم ومع تراجع أداء الأهلي في الربع الثالث وفقدان المدرب لسيطرته على الفريق وتوقف الأجنبي عن التسجيل، اقتنص الوحدة هذه اللحظات وتقدم بفارق مريح من النقاط بدا أنه من الصعب تعويضه مع إغلاق مفاتيح اللعب، لذلك وجد البعض من القائمين على الفريق أنفسهم في مأزق سيطال وجودهم وإداراتهم لملف كرة السلة فجاءت لحظة الحسم بإلقاء أحد الموتورين من جهة جمهور نادي الوحدة قداحة على اللاعب عبد الوهاب الحموي أثناء تنفيذه رميتين حرتين، فسقط على الأرض حتى اقترب منه الحكام وبعض اللاعبين لمساعدته بالنهوض فقام وتوجه لمتابعة تنفيذ الرمية الحرة الثانية، وهو الأمر الذي لم يرق للقائمين على فريق الأهلي فبدؤوا بالاعتراض فعاد حينها بعض الموتورين لقذف مقعد البدلاء بعبوات المياه ليظهر الأمر كطاقة الفرج للهروب من مأزق الخسارة المتوقعة وتجييش جماهير الأهلي واستدرار عطفها.

خلاصة

جاءت لحظة الهروب الكبيرة المنتظرة عندما تذرع بعض مسؤولي الأهلي بأن أجواء الصالة لا تصلح لاستكمال المباراة، وقاموا بتقديم حلول تعجيزية منها إخلاء الصالة أو استكمال المباراة في اليوم التالي خلافاً لمبدأ إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع.

ولثقتهم المطلقة بأن هذه الحلول غير قابلة للتنفيذ حفظوا ماء وجههم أمام جماهيرهم الغاضبة وسجلوا أنفسهم في سحابة الوهم أبطالاً للدفاع عن ناديهم بعد أن فتكت مصالحهم الشخصية بإدارة الفريق، فتأجل إعلان الفشل وظهور الخلل بعد حالة الهرج المرج التي تسبب بها فرد طائش من جمهور الوحدة واستثمر البعض في نادي الأهلي هذا الطيش لتأجيج نار الفرق بين الناديين طمعاً بأن يخفي دخان الحمية الجاهلية ما اقترفت أيديهم بحق فريقهم البطل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن