عربي ودولي

أغلبية الناخبين غير راضين عن حال البلاد وإدارة بايدن … نتائج أولية ترجح فوز الجمهوريين بمجلس النواب وترامب يتلقى ضربة مزدوجة في بنسلفانيا

| وكالات

أظهرت النتائج الأولية تقدم الجمهوريين في انتخابات مجلس النواب وإن كانت احتمالات تحقيقهم فوزاً كاسحاً ضئيلة فيما يبدو، على حين تشهد انتخابات مجلس الشيوخ منافسة محتدمة بين الجمهوريين والديمقراطيين في انتخابات ستحدد نتائجها المناخ السياسي الذي سيخيم على البلاد على مدار العامين المقبلين.
وحسب موقع «سكاي نيوز» توقع زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي سيطرة الحزب الجمهوري على المجلس، مشيراً إلى أن الشعب الأميركي مستعد لأكثرية جمهورية تعيد البلاد إلى ما وصفه بالمسار الصحيح.
وحسب موقع «الميادين» في الساعات الأولى من أمس الأربعاء، جدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب 76 عاماً التأكيد أن الجمهوريين عاشوا «ليلة خارقة» للانتخابات، متّهماً الديمقراطيين ووسائل الإعلام «الإخبارية الزائفة»، وفق تعبيره، «ببذل كل ما في وسعهم لتقليل أهمية نجاح مناصريه».
وبشنّه حملة شرسة على التضخم، حصل جاي دي فانس، أحد مؤيدي ترامب، على مقعد كان محور منافسة حادة، وأصبح سناتوراً عن ولاية أوهايو، أحد المعاقل الصناعية والزراعية في الولايات المتحدة.
على حين انتزع الديمقراطي جون فيترمان من الجمهوريين أهم مقعد متنازع عليه في هذا الاقتراع، وهو مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا، في مواجهة مرشح يدعمه ترامب، بحسب تقديرات وسائل إعلام أميركية.
وفاز الديمقراطيان، جوش شابيرو وجون فيترمان، صباح أمس، بمنصبين مهمين في ولاية بنسلفانيا ذات الأهمية الكبيرة في الانتخابات النصفية.
ووفقاً لقناتي «فوكس نيوز» و«إن بي سي» الأميركيتين كسب الديمقراطيون مقعداً حاسما للسيطرة على مجلس الشيوخ، بفوز جون فيترمان في ولاية بنسلفانيا على المرشح المدعوم من دونالد ترامب محمد أوز.
وقال فيترمان في مؤتمر صحفي: راهنّا على سكان بنسلفانيا ولم يخذلونا. لن أخذلكم، مشيراً إلى أن «هذا السباق الانتخابي يعكس نضال كل عامل في الولاية، مضيفاً: سأدافع عن حقوق المرأة والحقوق بضمان اجتماعي في ولاية بنسلفانيا.
وأثار هذا الانتصار الأول لمعسكر الرئيس الحالي جو بايدن، في ليلة سادها توتر شديد خلال عملية شاقة لفرز الأصوات، أملاً لدى الديمقراطيين في الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، حيث يتمتع الجمهوريون حتى الآن بتقدم طفيف، وفق استطلاعات الرأي.
وباتت السيطرة على مجلس الشيوخ الآن تنتظر أربعة مقاعد: أريزونا وجورجيا ونيفادا وويسكونسن. فيما قد يستغرق عدّ هذه الأصوات أياماً عدة.
ووفق النتائج الأولية حتى الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت غرينيتش، فإن الحزبين يتساويان في عدد مقاعد مجلس الشيوخ بـ48 لكل حزب (من إجمالي 100)، فيما حصل الجمهوريون على 207 مقاعد، في مقابل 188 مقعداً للديمقراطيين في مجلس النواب (من إجمالي 435)، وفي الولايات، نجح 24 حاكماً جمهورياً في مقابل 21 ديمقراطياً.
وللسيطرة على النواب، يحتاج الجمهوريون إلى الحصول على 218 مقعداً من أصل كل المقاعد الـ435 الخاضعة للتنافس فيه.
في غضون ذلك أفاد استطلاع أجرته شبكة «CNN» وشبكات إخبارية أخرى بواسطة «Edison Research» بأن الناخبين في انتخابات التجديد النصفي لهذا العام غير راضين على نطاق واسع عن حالة الأمة، ويحملون النتائج السلبية للرئيس جو بايدن.
وقال أكثر من 7 من كل 10 ناخبين إنهم غير راضين عن الطريقة التي تسير بها الأمور في البلاد، وإنّهم غاضبون من حال الأمة.
وبيّنت الاستطلاعات أن 73 بالمئة من الأميركيين «غاضبون» أو «غير راضين» عن الطريقة التي تسير بها الأمور في عهد بايدن، وأشارت إلى أن الناخبين في هذه الانتخابات كانوا أكثر احتمالاً لمعارضة بايدن بقوّة بمقدار الضعفين من الذين سيوافقون عليه بشدة.
وقال نصف الناخبين إن سياسات بايدن تضر بالبلاد في الغالب، فيما قال نحو 36 بالمئة: إن سياساته تساعد في الغالب، أمّا الباقي، فقال: إن سياساته لا تحدث أي فرق.
وأظهرت بيانات الاستطلاع أن 46 بالمئة من العائلات قالوا: إن مواردهم المالية أسوأ مما كانت عليه قبل عامين.
ولم يرَ العديد من الناخبين تصويتهم في الكونغرس استفتاءً على الرئيس، ووفقاً للاستطلاعات، فإن ما يقارب نصفهم قالوا: إن بايدن لم يكن عاملاً في تصويتهم، فيما قال نحو 18 بالمئة: إن تصويتهم كان للتعبير عن دعمهم لبايدن، وقال نحو الثلث: إنه كان للتعبير عن معارضتهم له.
وفي سياق آخر، أظهرت النتائج الوطنية الأولية لاستطلاع يوم الاقتراع الذي أجرته شبكة «CNN» وشبكات إخبارية أن هناك انقساماً حزبياً كبيراً في أولويات الناخبين ومواقفهم هذا العام.
وأفادت بيانات الاستطلاع أن ما يقارب نصف الناخبين الذين أيّدوا مرشحاً من الحزب الجمهوري في مجلس النواب وصفوا التضخم بأنه القضية الأولى، مع أقل من 15 بالمئة اختاروا أي قضية أخرى أولوية لهم.
وبيّن الاستطلاع أن من بين الناخبين الذين أيدوا مرشحاً ديمقراطياً وصف نحو 44 بالمئة الإجهاض بأنّه قضية رئيسية، فيما اختار 15 بالمئة أو أقل أي قضية أخرى.
وعارض الناخبون في انتخابات منتصف المدة في الغالب قرار المحكمة العليا الأميركية بإلغاء قضية «رو ضد ويد»، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأولية الوطنية.
وقال أقل من 4 من كل 10 ناخبين إنهم شعروا بالحماسة أو الرضا تجاه القرار، في حين قال نحو 21 بالمئة: إنهم شعروا بعدم الرضا، ونحو 4 من كل 10 ناخبين شعروا بالغضب.
وقال نحو 60 بالمئة من مجموع الناخبين إن الإجهاض يجب أن يكون قانونياً في معظم الحالات أو جميعها، ارتفاعاً من 51 بالمئة بين الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات العامة لعام 2020.
وسيكون لفقدان السيطرة على مجلسي الكونغرس عواقب وخيمة على الرئيس الديمقراطي الذي أعرب عن «نيّته» الترشح عام 2024، ما يُنذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020.
ومن جانب آخر إذا سيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب فإن استمرار المساعدات الأميركية لأوكرانيا ستكون موضع شكوك، فقد قال نواب جمهوريون في مجلس النواب إنهم سيحدون أو يوقفون التمويل لأوكرانيا.
وأكدت النائب الجمهوري عن ولاية جورجيا مارجوري تايلور جرين إن «أوكرانيا لن تتلقى أي سنت إضافي» لدعمها في ظل الحرب مع روسيا.
وعبّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن مخاوف بلاده من تأثير أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه الحرب، فيما أكدت كييف أن أي وقف أو حتى تخفيض للمساعدات الأميركية، هو بمثابة ضربة قاصمة إلى أوكرانيا ويغير مسار الحرب بشكل كبير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن