سورية

تصدعات في صفوف مرتزقة نظام أردوغان قبل توحيدها شمالاً

| حلب- خالد زنكلو

رشحت معلومات عن حدوث تصدعات داخل صفوف مرتزقة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أسبوع من اجتماع استخباراته مع متزعميهم في مدينة غازي عنتاب لتبليغهم الأوامر الصادرة بتوحيدهم تحت راية قيادة موحدة شمال سورية.

وأفادت مصادر معارضة مقربة من ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله نظام أردوغان في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، بأن الرياح تجري بما لا تشتهيه سفن نظام أردوغان لجهة رص صفوف مرتزقته بغية خلق استقرار في مناطق هيمنتهم بعد صراع مرير وطويل بين متزعميهم على المال والسلطة والنفوذ.

وبينت المصادر لـ«الوطن»، أن شروط الاستخبارات التركية لمتزعمي المرتزقة أحدثت شرخاً في صفوفهم بدل توحيد كلمتهم ولم شملهم لتشكيل «جسم عسكري واقتصادي» واحد في منطقتي العمليات التي يسميها نظام أردوغان «غصن الزيتون» في عفرين شمال حلب و«درع الفرات» بريف المحافظة الشمالي الشرقي.

وأشارت إلى أن بوادر انقسام وتصدع ميليشات أردوغان برزت بإعلان 5 من أصل 7 ميليشيات ضمن ما تسمى «حركة أحرار الشام الإسلامية» عزل متزعمها عامر الشيخ وتسمية المتزعم يوسف الحموي بدلاً عنه، بعد صراع شاق داخل الميليشيات استمر لأكثر من سنة.

وعدّت المصادر انشقاق صفوف الميليشيات الأهم داخل ما تسمى «الحركة الوطنية للتحرير»، التي شكلها نظام أردوغان من دمج 11 ميليشيا عاملة في إدلب من بينها «أحرار الشام»، مصدر قلق لأردوغان وخروجاً عن طاعته لأنها متحالفة مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وواجهته الحالية «هيئة تحرير الشام» فيما يدعى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يتركز وجودها بريفي إدلب الجنوبي والشرقي وسهل الغاب غرب حماة وفي ريف حلب الغربي، ما يعرض تلك المناطق للخطر في مواجهة الجيش العربي السوري.

واعتبرت تسمية «أحرار الشام» متزعماً جديداً لها حركة مناوئة لـ «النصرة» التي دعمت المتزعم السابق للحركة ورجل ظله الإرهابي حسن صوفان، والذي يأخذ الأوامر من متزعم «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني.

وعزت ذلك إلى تحالف متزعم «النصرة» مع نظام أردوغان للهيمنة على ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي بعد أن سمح له بدخول عفرين منتصف الشهر الماضي وإبقاء ذراعه الأمني فيها إثر سحب أرتاله العسكرية منها.

المصادر توقعت حدوث المزيد من الانشقاقات والتصدعات داخل الميليشيات التي اعترضت على دعم أنقرة لمتزعمي ميليشيا «الحمزات» و«العمشات» (سليمان شاه) على الرغم من إدانتهما بالضلوع في ملفات فساد تغاضى عنها النظام التركي لكسب ولائهما في التشكيل العسكري الجديد الذي يزمع إنشاءه في الشمال السوري.

ولفتت إلى أن منع ميليشيا «الجبهة الشامية»، التي تسيطر على إعزاز وتشكل نواة «الفيلق الثالث» في «الجيش الوطني»، لعبور صهاريج النفط المهربة من مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» إلى مناطق نفوذ «النصرة» غرب حلب وفي إدلب، ما هو إلا مؤشر على اعتراض وتمرد الميليشيات ضد قرارات وإملاءات أنقرة.

في السياق ذاته، كشفت لـ«الوطن» مصادر معارضة مقربة من «الفيلق الثالث»، المنبوذ من نظام أردوغان لاتهامه بالتعامل والتقرب من واشنطن، أن متزعميه عقدوا اجتماعاً أمس وأعلنوا فيه عن رفض أي دور تركي لتفكيك «الفيلق» خدمة لمصالح نظام أردوغان الضيقة في دعم ميليشيات فاسدة على حساب أخرى وازنة ولها حضورها الواسع في الشمال السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن